يَتهامَسُ العُشّاقُ عندَ مُرورِهَا
هذي الّتي فُتنَ الرّجالُ بِنورِهَا
القَيروانُ تَكحّلتْ بِضيائِهَا
وَسَرى إلى قرطاجَ نَفحُ عُطورِهَا
هذا يُكَبّرُ .. يا لَسِحرِ جَمَالِهَا
هذا الذي يَرجُو جَميلَ حُضورِهَا
(يعيشك).. يُحاولُ أنْ يَنالَ عبارةً
منها.. لِيرشفَ من مَعينِ حُبورِهَا
أو ذاكَ يَثملُ حين أوحى حرفُها
معنىً لهُ يتلوه بينَ سُطورِهَا
سَكِروا بِمِسْكٍ فاحَ من أشْعارِهَا
هَامُوا بِسْحرِ عُيونِها وظُهورِهَا
وَهِيَ الفَراشَةُ والّتي تَشتَاقُهَا
الأزهارُ واشْتاقَتْ جِنانَ زُهورِهَا
مَارفرفتْ إلا كَصُبحِ قَصيدةٍ
ضَحِكَ الرّبيعُ بِهمسِها ونفورِهَا
أخفتْ مَشاعِرَهَا بِعِفّةِ رُوحِهَا
والرّوحُ لمْ يهدأْ هَديرُ بُحورِهَا
هي جَنّةٌ لِحبيبِهَا .. حُورِيّةٌ
مابَعدَها في الحُورِ مِثلُ شُعورِهَا
مَا غيرُهُ يَنْثَالُ في ذَرّاتِهَا
حتّى ارْتَوى تاريخُهُ بِعُصورِهَا
قَمَرٌ تَفَرَّدَ ضَوؤُهُ في لَيلِهَا
فَتَبَسَّمَتْ أنوارُهُ بِبُدُورِهَا
حَسناءُ أهْدتْهُ الجَمَالَ حديقةً
مَدّتْ الى كَفّيهِ كَفَّ جُسورِهَا
لِسواهُ ما كَشفتْ بَرَاعِمَ حُسْنِهَا
فَتوضّأتْ أيّامُهُ بِطَهورِهَا
غَرسَ الغَرامَ بِنبضِها فَتعلّمتْ
حُبّاً تَغلغلَ في وَريدِ جُذورِهَا
حَسّونُهَا يَختالُ في أحلامِهَا
بِجناحِ شَدوٍ هَزّ روضةَ سُورِهَا
أخفى بِصمتٍ سِرّهُ .. لَكنّهَا
عَلمتْ بِمَا يُخفيهِ.. من عُصفورِهَا
تنسابُ عِشقاً في جَداولِ حُبّهِ
يَنسابُ كُحلاً في سَنَا يَخْضورِهَا
💓💓💓💓💓💓
راقت لي