خلف اسوار السيرك

خلف اسوار السيرك ..

[flash=http://www.arabsharing.com/uploads/152492755894511.swf]width=0 height=0[/flash]






ونحن صغاراً كنا نطير بأجنحة الفرح فوق الأرض عندما يبشرنا الكبار بفسحة إلى عالم السيرك
كنا نراه بأعين بريئة ونلمسه بمشاعرطاهرة ونتأمل الالوان الكثيرة في تصميمه وخيمته المبهجة
نصرخ نشوة برؤية الأسود تتبع مدربها الشجاع وهوحاملاً سوط مستعرضاً قوته المزعومة تنفذ ما يأمرها به حتى ولو كان ذلك هو القفز بداخل طوق المشتعل بالنار
كنا نتوق لرؤية المهرج ليفرحنا بابتسامته المرحة نحلم بأن نلمس أنفه المنتفخ وعيناه المصبوغة وثوبه المرقع المتعدد الالوان
.ونعود للبيت ظانين أن الحياة
ألون زاهية ...وحيوانات مرحة... وبهلوناً شقيا لطيفاً
كنا ننام سعداء نحلم كل يوم بنفس الرحلة لنعيد الكرّة ونتمتع بنشوة الفرحة ..
وكبرنا ...كبرنا كثيراً.. وكبرت عقولنا ......وتسارعت الأحداث في حياتنا بحلوها القليل ومرها الكثير
وتغيرت النظرة و قست المشاعر ونسينا ذلك الحلم الجميل لم نعد نرى السيرك كما كنا نراه من قبل أختلفت الاحاسيس وتغير التفكير
الكل كان يعلم أن الاسود متوحشة ومفترسة ...المتفرجون والمدرب وعمال السيرك العالم كله يعلم هذا ماعدا الاسود نسيت ذلك
سوط المدرب المرعب وقسوته أذلتها فنسيت مخالبها الحادة وأنيابها المفترسة نسيت أنها أسود ....
أماالمهرج
فعيناه أرهقها الهم ولكننا لم نكن نرى غير فمه العريض المبتسم الحياة وقتها في أعيننا كانت كألوان ثوبه الزاهي ..
لم نكن نرى قضبان سجون الحيوانات خلف الأسوار وهي تسجن و تتعذب كل يوم وقت التدريب ..






لم نرى ابناء المهرج المحرومين وهم ينتظرون عودة أباهم حاملاً ثمن فرحة وابتسامة أطفال آخرين
لم نكن نرى ألم الحيوانات وشقائهم وخوفهم وصراخهم .. كنا نراها أثناء العرض محبة لمدربها ..
خرجنا صغاراً من السيرك الصغير لنعيش و نحن كبار في السيرك الكبير منا من عاش دور المهرج لينسىى همومه هو
ويرسم البسمة على وجوه الطغاة والجبارين في الأرض كي يقتات بسلام ..






ومنا من نسوا أنهم اسوداًوهم خلف قضبان الخوف والذل تحت صوت كرابيج الاحتلال الفكري والنفسي والمادي والديني والمعنوي وحتى الجسدي
تعلمنا الكثير في السيرك الكبير تعلمنا أكثر مما ينبغي حتى أننا اصبحنا نخاف أن نتعلم المزيد
متى نثور مثل ذلك الأسد الذي تمرد على صاحبه فهاجمه وقتله في تلك الحادثة المشهورة ؟
لاأعلم متى.....
متى نغسل أعيننا من صباغ الزيف ونكف عن التصفيق والتطبيل ببسمة مغصوبة وعيون مذلولة لخسيس حقير أو مراهق
سفيه أو لديكتاتور شرس ..



متى نثور على هؤلاء الذين باعوا البشرية الصالحة في سوق النخاسة
متى نثور على صفقات تبعتها لعنات دمرت هوية الصالحون في الأرض
وحولت الأراضي المسلمة المحتلة لمرتع الفجار
متى نعي أننا و منذ زمن طوييييييييييييييييل نعاني من أوبئة إنسانية لاتقل خطورة ابداً عن وباء العصر كورونا
الذي حل ليعلمنا درساً قسوته طويلة المدى بكل المقاييس وليتنا نتعلم
فمازلت
اتذكر باعوضة النمرود يوم فقدها لجناحيها عرض عليها رب العالمين
الدنيا وما عليها كتعويض
دليل كبير بأن الدنيا التي نتقاتل عليها عند الخالق لاتسوى جناح تلك البعوضة لكننا لم نعي هذا الدرس
ولم نعي
أننا في عصر نمرود جديد بل ...قبيلة من النماردة تغزو الدنيا بفتن كقطع الليل المظلم ودنيتها هي جنتها تكره الدين وتحاربه في كل مكان
وهناك من صنعهم وتبعهم ومنهم حتى من عبدهم ككفار قريش تماماً عندما صنعوا لأنفسهم أصناماً عظموها ثم عبدوها من دون الله
هؤلاء تماماً
كقرود السيرك التي ترقص على كل النغمات وتقفز فوق اكتاف المدربين الجبارين الاشرار واحدا تلو الآخر ثم في نهاية اليوم تجلس مقيدة مذلولة








اما الضعفاء ليس لهم غير الغرق في وحل الذل بعد ان ألجم الجبن والخوف ألسنتهم وكبل ايديهم وكيانهم وحجر على افكارهم ينتظرون رصاصة الرحمة كخيل عجوز لامكان لها في سباق الفروسية ......انتهى دورها ....فقتلت برصاصة من لايرحم..

كبرنا وكبرنا وعلمنا الكثير ...ومازلنا نحوم حول السيرك الكبير
نتأمل تلك الاقفاص قفص تلو الآخر نتلهف لتحررمن بداخلها كي يثورون على فراعنة الأرض ونعيد معهم هويتنا التي ضاعت وكرامتنا التي هدرت ودهست بكل إهانة تحت أقدام الانجاس وأتباعهم من النماردة ولانعلم حتى الآن
هل ستندلع .تلك الثورة يوماً أم ستموت قبل أن تولد

كراميل نور

عندما كبرنا ادركنا قسوة الاسواط النفسبه التي كانت تجلد المهرج
دواخل باكيه وإسفاف بإبتداع مايضحك مقابل إجر
حسب كل ظالم رب لا ينسى
آن وقت الإقتصاص فكورونا درس أدب التاجر والطاغيه
حديثك ذو شجون، حزين تغرورق منه العيون
لا حرمنا الله المتعة والفائدة في القراءة لسيدة الكتابة المتألقه الأديبه كراميل نور

اولاً تم ختم الموضوع من قبل الاخت وارفة البيان وتم وضعه بالتنبيهات كأقل مايمكن عمله ... وانا هنا اضيف 200 مشاركه للحصرية كما اعيد شكرك على جمال الموضوع وقيمته التي وضحتِ فيه امور كثيره وربطتي فيه سعاده طفل ومعاناة اسد وضحكه مهرج ومهاناتهم جميعاً وبربط عجيب قارنتي بين امراض ماضية وامراض نصاب بها وامراض اخرى تلامس الوجدان والمشاعر ... ثم الانتفاضه التي نطقت بها والألم الذي يعتصرنا من عالم برمته تعب من جراء امور لاتسمن ولاتغني من جوع وفي النهاية اين الحل ؟ علامة استفهام كبرى .... فعلا عندما اقرأ لك موضوع استغرب هذه التقنية التي تديرين بها مواضيعك وكيف هي العقليه التي تسيطر عليك لتنتجي لنا سيناريوا مذهل كالذي قرأته هنا ... كاتبه من طراز عالي جداً ...لها بوحها الخاص ولأني اعرف مواضيعك تماما اعرف كيف هو اسلوبك في القصة والرومنسيه والان هنا ...

كراميل نور

استاذه الأدب الحديث شكراً لكِ .

كبرنا ولم نغير الواقع من حولنا..
بل استسلمنا للمهرج ..!!
اختي كراميل.. النور .يشع دائما من مواضيعك الجميله..
الف تحية لك..

اما انا سارى الموضوع من زاوية اخرى



غير الزاوية الادبية



طبعا استنتاجا ممت ورد بالموضوع


قال احدهم ذات يوم واختزل جزءا من ما ذكرتي



والله ما اذلنا سوى حكامنا وما اظلنا سوى علماؤنا


هل ترى الاسود بين الذل والظلال تجد ظالتها


لا اظن ذلك لكن ليس ذلك بمستحيل سياتي ذلك اليوم وتدرك لا محال انها اسود ولن تقبل بالذل والعيش داخل القفص


استادتي شكرا شكرا لكي على هذا الغيث من روائع المقالة الادبية


لك

الردود كانت رائعه لمقال نال ذائقتي وراق لي لروعته
يعطيك ربي العافية كاتبتنا القديره

‏فكل حرف هنا ينطق بجنال طرحك وروعته
ماننحرم من جديدك المميز

‏ولا من متصفحك الانيق والبديع

أحسنتي اختيار العنوان واجادتي
المزج بين عالمي الانسان والحيوان
من حيث المعاناة ونوعية كلا منهم
لن اطيل فقد استفاض اخوتي في الردود
لكنه طرح قيم وذو هدف نبيل
حقا هو سيرك منهم من يعيش بين اسواره
ومنهم من يعيش خلف الاسوار
والعبرة لمن يحيا بكرامة وعزة
تربت يداكِ حبيبتي كراميل سرد رائع
لطرح معبر جدا سلمت يمناكِ
صدق شمس انتِ استاذة الادب الحديث
لا حرمتك اشكرك شكرا جزيلا

كراميل نور


سيرك كبير تجولنا من خلاله وخلف اسواره في مسارح الزمن العجيب

كبرنا واتعلمنا وياليت ما كبرنا ولا اتعلمنا

تلك النظرة ودرجة تحولاتها من اقصى لادنى دون وسطيه

الحدث هو هو نفس الوجوه والملامح ما تغيرت

اللي اتغير داخلنا ثوابتنا خدنا السيرك الكبير في عالمه

وكم من شراك تنصب لنضل الطريق

سيأتي يوم ويزأر الاسد ويصمت المهرج وتفك القيود

وتفتح الزنزانه ابوابها ويولد هذا الفجر الجديد

الثورة بتقوم لو فكرنا نكون الفاعل وليس المفعول

نور الوهج

كل ما ابحر في مواضيعك اكتشف تنوع جميل

من ادب وشعر وقصه الى بحر السياسة العتيق

نعم هي سياسة حياه لا مفر منها في هذا الشرك الكبير ( السيرك سابقاً )

بكل المعاني والمفردات اشكرك

الاساتذة المحترمين قرأت ردودكم ردا ردا وانا سعيدة لحضوركم في الاونة الأخيرة اصابني حزن شديد جدا لمايحدث حولنا في العالم العربي والاسلامي وفي كل مرة تزداد المحن والشدائد وكانت سبب هذا الحكام الظلمة والمتجبرون في الارض

لن نستطيع ان نجامل او نكذب او ننافق ولاحتى ان نعبر لأن الخوف اصبح اكبر شيطان لايقل فتنة من الدجال لم يذلنا سوى الخوف ولم يفتننا غير الخوف ولم يجوعنا ويفقرنا الا الخوف .....ان قضينا على الخوف حررنا انفسنا من القيد ....واصبحنا نملك العزة التي نبحث عنها منذ زمن طويل وفقدناها في سيركنا الكبير شكرا لحضورك الميمون شكرا جزيلا من القلب

سلمت يداك على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي العافية وبإنتظار جديدك بكل شوق
لك مني جزيل الشكر والتقدير..