أنا لا أفهم الناس الذين بلا طقوس شخصية، بلا عادات، بلا تفاصيل، لا يهتمون بألوان الأزرار، ولا خشب المقاعد، ويرضون بأي سائل ساخن أحمر فلا يتوقفون عند نوع الشاي!
الحياة في التفاصيل، في الأحاسيس، في الذائقة، في معنى أن تهز رأسك حزناً أو فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة، أو أن تنفعل برائحة الياسمين تهب من شارع عتيق على الدوار الأول !
.
إبراهيم جابر إبراهيم
الحب بالتعريف هو هدية غير مشروطة، أن تكون محبوباً بدون اشتراط لهو البرهان على الحب الحقيقي. لو أخبرتني امرأة: أنا أحبك لأنك ذكي، لأنك لائق، لأنك تبتاع لي الهدايا، لأنك لا تلاحق النساء، لأنك تغسل الأطباق.. حينها سأكون في خيبة أمل، فهكذا حب - في الواقع - هو مشروع مصلحة ذاتية. كم هو أكثر دقة أن نسمع: أنا مجنونة بك ولو لم تكن ذكياً أو لائقاً، حتى ولو كنت كاذباً أو مغروراً أو مجرد لقيط!"
_يقول الروائي الاسباني الراحل "كارلوس زافون" :
"القيلولة لا تناسبني إطلاقًا ، اختصاصي هو الأرق ، أتفنن به . سأعوض كل ما فاتني من نوم حين أموت"
_بينما يقول "فرناندو بسوا"
لو كنتُ قادِرًا يومًا ما على الوصول إلى طفرة أُسلوبية تكثفُ بداخلي كلَّ قُوَّة الفَنِّ- سأكتبُ حينئذ عن مَجْد النومِ . لاأَعْرٍف في وجودي بكامله لَذَّةً أكبَرَ من لَذَّة القدرة على النّوْْمِ.
التّحرير الشَّامل للحياة والرُّوحِ، الإِبْعَادَ الكُلِّي للكائناتِ والنَّاسِ ،اللّيلة دون ذاكرة ولاأوهام- ولم أعدْ في حاجة إلى امتلاك ماض ولامستقبل ..
كلّ ما هو نائم يصبحُ طِفْلاً.