من نفائس الشعر والحكمة والبيان قول الشاعر السوري فاضل أصفر:
وأجملُ الناسِ مِقلالٌ من الكَلِمِ
وأفصحُ القولِ إيحاءٌ بغيرِ فمِ .
وأفقرُ الشِّعرِ شِعرٌ ما به عِظةٌ
وأثمنُ الشِّعرِ ما يُبنى على الحِكَمِ .
وأحسنُ الناسِ مَنْ للناسِ أنفعُهم
وأسوأ الناسِ زهَّادٌ بذي رَحِمِ .
وأسعدُ الناسِ مَنْ يحيا على أملٍ
وأتعسُ الناسِ مَيَّالٌ إلى الألمِ .
وأصدقُ الصحبِ من في العُسرِ تبصرُهُ
وأكذبُ الصحبِ من في الضيقِ عنكَ عَمِ .
وأصعبُ الجرحِ جرحُ الروحِ أحسَبُهُ
وأهونُ الجرحِ سَيَّالٌ ببعضِ دمِ .
وأعظمُ الصبرِ صبرُ المرءِ يتبعُه
حمدٌ وشكرٌ وتسليمٌ لذي كرمِ .
كم من فقيرٍ صحيحٍ طابَ مرقدُهُ
وكم ثريٍّ من الأوجاعِ لم ينمِ .
وكِسْرةُ الخبزِ في أكنافِ عافيةٍ
ألذُّ طعمًا من السلوى مع السقمِ .
كم مِن لسانٍ بحلوِ القولِ يلسعُنا
لما يدسُّ نقيعَ السُّمِ في الدَّسمِ .
كم قاتلٍ لم يزلْ حرًا بسطوتِهِ
وكم بريءٍ رماهُ الضَّعفُ بالتُّهمِ .
وكم رفيعٍ ....... ........ تُخفِضُهُ
وكم وضيعٍ مضى زورًا إلى القممِ .
مَنْ عاملَ الناس بالإحسانِ يملكُهم
إنّ النفوسَ لَتهوى كلَّ مُحترَمِ .
ومَنْ أساءَ فمحقورٌ بأعينهم
من مَفرِقِ الرأسِ حتى أخمصِ القدمِ .
وطالبُ العدلِ من مُعتادِ مَظلَمَةٍ
كطالبِ العطفِ من ذئبٍ على غنمِ .
وبالغُ المجدِ مشهورٌ بِهمَّتِهِ
وفاقدُ المجدِ شخصٌ غيرُ ذي هممِ .
وسائلُ الناسِ متروكٌ لخيبتِهِ
وسائلُ الله لم يُحرَم من النِّعَمِ .