وَ إِنِّمَا قِيمَةِ الأَشيَاءِ بِمَا فِيهَا مِن أَثَرِ القَلب، أَو بِمَا لَهَا فِي القَلبِ مِن أَثَر .. وَ لَرُبَّ شَيءٍ تَافِهٍ لَا خَطَر لَهُ وَ لَا غِنَاءَ فِيهِ ، ثُمّ يَكُونُ فِي يَدِ مُحِبٍّ مِن حَبِيبِهِ النَّائِي أَو المُمتَنِع الهَاجِرِ فَإِذَا هُوَ قَد تَحَوَّلَ بِمَوقِعِهِ مِنَ القَلبِ إِلى غَيرِ حَقِيقَتِهِ، فَأَطلَعَهُ الهَوَى مِن مَطلَعٍ آخَرَ لَيس فِي الطَّبيعَةِ ، فَيرتَفِعُ ثُمَّ يَرتَفِعُ حَتَّى كَأَنَّهُ عِندَ صَاحِبِهِ لَيسَ شَيئًا فِي الدُّنيَا بَل الدُّنيَا شَيءٌ فِيهِ ، وَ يَكُون مَاهُو كَائِنٌ وَ يَنبَعِثُ مِنهُ رُوحٌ ذَاتِ جَلالٍ أَقلَّ مَا فِيهِ أَنَّهُ فَوقَ الجَلالِ الإِنسَانِيّ
مصطفى صادق الرافعي،..أوراق الورد