الموت من اجل الحياة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/14934841821451.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;border:2px groove black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

الموت من أجل الحياة
[flash=http://www.b30b.com/up//view.php?file=ffc689c292]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flash]

الكثيرون يظنون أن المدمنون فقط هم من يؤذون أنفسهم بأيديهم

ويستحقون بعد العلاج بأن ينزل عليهم أشد العقاب

الكثيرين يعلمون أن كل من اساء عليه ان يدفع الثمن ويكفر عن ذنبه

وكم نشعر بالغضب والسخط الشديد حينما يفلت المجرم من العقاب

اذا سرق او سفك الدماء...

بالطبع في الدنيا هناك الكثير من الوحوش وأيضا

الكثير من الضحايا ولكن المشكلة ليست هنا

فهذه سنة الحياة حينما خلق الله تعالى الخير والشر معاً

المشكلة الكبرى ...

حينما نكتشف أن كثير من الضحايا

هم من يصنعون الوحوش

وهم من يمنحونهم الفرصة السانحة للانقضاض عليهم

وافتراسهم وهم يبتسمون تلذذا بذلك

فمن صنع تجار المخدرات إلا المدمنون ؟

ومن شجع المرتشي على التمادي في ذلك إلا الراشي

ومن شجع المجرم النازي بالتمادي إلا الجبان

وصاحب الخنوع والاستسلام ....

وحتى من أفرط في العطاء بلا حدود لمن لا يستحق

سيدفع الثمن لأن من طبع الإنسان الجحود

هل تعلمون أن الكثيرين تعايشوا مع الذل؟

اعتادوا عليه ..... أحبوه....

وربما سمع منا الكثير قصص من هذا القبيل

وتعجبوا ! من هؤلاء الذين اعتادوا على الانسياق كالحيوانات

عافانا الله وإياكم

فما سبب انهزامنا وتمادي اعدائنا علينا

إلا مرض الجبن المزمن الذي نعاني منه ؟

وللأسف نحن الذين نجعل من أنفسنا ضحايا...

حينما نسمح للظروف أن تتحكم بنا

وننصب مشاعرنا وأهوائنا قاضياً يصدر الحكم

على قضايا حياتنا ونحن معصوبين العينين

خائفون من مواجهة الواقع ومجابهة الحقيقة

وكم خسرنا ....ودفعنا ثمن ذلك غالياً

وكانت النتيجة غير مرضية على الإطلاق

كم نحتاج في بعض الظروف أن نختار أشد الامّرين

حتى نحفظ الكرامة وماء الوجه...

ولكننا نستسهل الامور لدرجة أننا دهسنا على كرامتنا بقسوة

من أجل لاشيء ..

أو من أجل أناس لا يستحقون ....

او رغبة زائلة

وفي نهاية المطاف نتحول لمتسولون الشفقة والعاطفة والحب

وهذا الذل بعينه لأن الحب والمشاعر لا تُشحذ

والعواطف تقريبا مفقودة في عالم النسيان والمصالح

والشفقة ضائعة في متاهة الأنانية والجمود

ونظل نشتكي ونشتكي ونصرخ في عالم بلا صدى

ونحن نعلم جيدا أن اغلب الناس

اصابها صمم في العاطفة قبل الاذن

و قلوبهم ممتلئة بنفس الهم

فلما نفعل بأنفسنا هكذا؟

لما لانحاول أن نفهم الحياة ونعيشها كما هي بتقلباتها ؟

لما نتعارك معها وكأننا

طير اصابه سكين الذبح فظل يرفس بكل قوته

وكأنه يعترض على الموت

لما لا نفقه ان مقابل الحياة موت ......!!

نعم ....موت ...

كي يعيش فيك شيء يجب ان يموت فيك شيء آخر

والعكس

فخلاياك اذا تجددت يجب ان يموت الجزء التالف منها

ليحيا الآخر وهكذا

والجلد الميت حتماُ سيتبدل بجلد حي

ولكي يظل ضميرك حياً ويطول عمره

يجب أن يموت حبك الشديد للدنيا لأنها فانية

اذا أردت الشجاعة تحمل وخز الجبروت

كي تقتل الخوف بداخلك........

اقتل الظن السيئ كي يعيش الحب في حياتك

ولكي تحافظ على كرامتك أقتل كل ما يدهسها

اقتل طمعك كي تحيى قنوعاً

أقتل شهوتك ورغبتك في لذة عابرة كي لا تتساوى مع الحيوان

وما أصعب أن يسعى الانسان لقتل ودفن رغباته وأهوائه

وشهواته المحرمة

فوالله هذا هو الجهاد بعينه

كما حدثنا عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم

نعم صنفه بالجهاد لأنه صعب جدا

ولكن حصاده يانع لذيذ ليس كأي حصاد

نحصده على الأرض ....

حصاده هو نفس ذكيه وروح نقية رضية

وقلب مليء بالرحمة وكرامة أبية

ووجه صبوح وخاتمة حسنة ورب راض

وفوق كل ذلك سيكون الحصاد الاكبر الجلوس على

مائدة الرحمن مع الصديقين والأنبياء والصالحين

للأبد

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]