علم الفراسة عند العرب.
كان علم الفراسة أو ما يعرف بـ ” علم قراءة الوجوه ” من أهم العلوم عند العرب.
و هو علم من العلوم الطبيعية التي تبحث في أخلاق الناس داخل النفس البشرية من خلال النظر إلى أحوالهم الظاهرية
الإمام الشافعي، سافر إلى اليمن لتعلم الفراسة ويتأكد إن كانت صحيحة أم لا، قضى في اليمن ثلاث سنوات فتعلم الفراسة وأتقنها أيما إتقان.
وحينها قرر العودة مرة أخرى إلى دياره في مكة، وهو في طريق السفر توقف في إحدى الليالي عند بيت رجل ليرتاح تلك الليلة طرق عليه الباب وفتح له الرجل.
فطلب منه الشافعي أن يضيفه لأنه مسافر، حين رأى الشافعي ذلك الرجل أدرك أنه رجلٌ لئيم لا يكاد يقوى على ضيافة أحد.
فتفاجأ أن الرجل رحب به وأدخله منزله بل وأطعمه من أفضل الأطعمة وأوجد له أفضل غُرفة لينام بها !!.
فجعل يتقلب في فراشه طوال الليل وهو يقول : ما أصنع بهذه الكتب لو خابت فراستي في الرجل..؟؟
أيذهب علم ثلاث سنوات !!!
لكنه لما أصبح وعزم على الرحيل قال الشافعي للرجل من باب رد الجميل : إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فاسأل عن الشافعي
فقال له الرجل وقد بانت حقيقته : أخادِمُ أبيك أنا ؟.
فأخرج له ورقة كان قد سجل بها كل ما أعطاه للشافعي وطلب من الشافعي أن يدفع قيمتها !!
فرح الشافعي كثيراً وأعطاه ما أراد لأن فراسته صدقت ولم يخب علمه الذي تعلمه في اليمن، وحين عاد أخبر أصحاب الفراسة أن علمهم صحيح بشرط ألا يؤذوا الناس بذكر المساوئ أمام العامة.
مازال علم الفراسة موجوداً في اليمن إلى اليوم، خصوصاً في الأرياف وعند البدو وهم يتوارثونه أجيالاً.