~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 5,107,394


عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 5,107,394

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج العـــامـ > وهج التعليمي
وهج التعليمي ما يخص المناهج التعليمية والثقافات الاجنبية
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-09-2012
بسمة روح غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4783 يوم
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم : 53790370
 معدل التقييم : بسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond reputeبسمة روح has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي




استمطار السحاب

المقدمة:
دعت الكميات الكبيرة من السحب التي تمر فوق المدن والقرى المختلفة، في أوقات كثيرة من العام دون سقوط مطر، دعت الإنسان إلى التفكير في إيجاد طرق ممكنة لاستمطار هذه السحب، وجلب خيراتها، وهذا العمل يسميه العلماء المختصون بالاستمطار، والمطر الناتج عنه يسمى بالمطر الاصطناعي(1).
وقبل أن أذكر الحكم الشرعي لمثل هذا العمل، وما يمكن أن يقترن به من محذورات، لا بد أن أشير إلى ما يذكره العلماء المختصون في معنى الاستمطار ومفهومه، وبيان المقصود منه، والطرق العلمية التي يذكرها المختصون لتمطير السحب، لذا سوف يكون عرض ما يحتويه هذا الفرع كالتالي:
أولاً: مفهوم الاستمطار، والمقصود منه، والطرق العلمية للاستمطار.
ثانياً: الحكم الشرعي للاستمطار.

مفهوم الاستمطار:
أما مفهوم الاستمطار: فهو محاولة إسقاط الأمطار من السحب الموجودة في السماء، سواء ما كان منها مدراً للأمطار بشكل طبيعي، أم لم يكن كذلك.
ويمكن أن ندرج تحت هذا المفهوم أية عملية تهدف إلى إسقاط الأمطار بشكل صناعي، بما في ذلك محاولات تشكيل السحب صناعياً، وتنمية مكوناتها(2).
ويقصد من الاستمطار أحد أمرين:
1- تسريع هطول الأمطار من سحب معينة، فوق مناطق بحاجة إليها، بدلاً من ذهابها إلى مناطق لا حاجة بها إلى الماء، لظروفها الطبيعية الملائمة للإدرار الطبيعي.
2- زيادة إدرار السحابة عما يمكن أن تدره بشكل طبيعي(3).

وأما الطرق العلمية للاستمطار:
فمن أكثر طرق استمطار السحب شيوعاً ما يلي:
1 - رش السحب الركامية المحملة ببخار الماء الكثيف، بواسطة الطائرات، برذاذ الماء ؛ ليعمل على زيادة تشبع الهواء، وسرعة تكثف بخار الماء، لإسقاط المطر، وهذه طريقة تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.
2 - قذف بلورات من الثلج الجاف (ثاني أكسيد الكربون المتجمد)، بواسطة الطائرات في منطقة فوق السحب؛ لتؤدي إلى خفض درجة حرارة الهواء، وتكون بلورات من الجليد عند درجة حرارة منخفضة جداً، لتعمل على التحام قطرات الماء الموجودة في السحب وسقوطها كما في حالة المطر الطبيعي.
3 - رش مسحوق إيود الفضة (agj) بواسطة الطائرات، أو قذفه في تيرات هوائية صاعدة لمناطق وجود السحب، ويكون ذلك باستخدام أجهزة خاصة لنفث الهواء بقوة كافية إلى أعلى، ويعد إيود الفضة من أجود نويات التكاثف الصلبة التي تعمل على تجميع جزيئات الماء، وإسقاطها أمطاراً غزيرة على الأرض(4).

الحكم الشرعي للاستمطار:
يعتبر الاستمطار بالمفهوم المتقدم من القضايا المستجدة في هذا العصر، الذي استطاع فيه الإنسان -بما سخر الله له- أن يصل إلى السحب في السماء، ويطير فوقها، ويبحث في مكوناتها، مما جعله يفكر في مثل هذا التصرف، لعله يستطيع أن يتصرف تصرفاً لم يسبق إليه، يدفعه لذلك الحرص على نفع نفسه، بما وهبه الله من مقدرات ومما أعطاه من هبات.
والحقيقة أن مثل هذا العمل لا يظهر فيه محذور أو مانع شرعي، إذ الأصل أن كل ما في هذا الكون من مسخرات مباحة للإنسان، فهي تحت تصرفه، يفعل بها ما يشاء، ما دام أن عمله داخل تحت دائرة المباح، الذي لم يرد النص أو الدليل العام أو الخاص بالمنع منه، ويشهد لذلك قول الله سبحانه وتعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً" [البقرة:29]، وقوله سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ" [الأنعام:165].

لكن يذكر بعض علماء البيئة من الباحثين في علم الاستمطار: إنه من خلال التجارب التي أجريت في مجال زيادة الأمطار فإن النتائج كانت في أغلبها سلبية، وأخفقت العديد من المشاريع خاصة مشاريع بذر السحب، بحيث لم تحقق الهدف الذي تبتغيه، بل كانت النتيجة معاكسة، وهي حدوث تناقص في الهطول، وكانت نسبة التناقص في العديد من المشاريع تفوق نسبة الزيادة المعتادة والمتوقعة قبل إنجاز المشروع(5).
لذا يعد التحكم في معدل سقوط المطر الاصطناعي، ومكان سقوطه، من أهم المشكلات التي تواجه العلماء المختصين في مجال علم الأرصاد، كما أن عمليات إسقاط المطر لا تزال غير اقتصادية ومكلفة، ولذا لم تخرج إلى حيز التنفيذ الميداني إلا على شكل تجارب بحثية بهدف الدراسة(6).

ولذلك يرى بعض الباحثين أنه لا فائدة من الاستمطار، بل إنه يجر إلى مشكلات سياسية واقتصادية، ومما يذكره علماء البيئة من السلبيات أو المضار لهذا العمل ما يلي :
1- أن التكنولوجيا ما زالت غير متطورة تماماً، وهذا مما يجعل النتائج غير مضمونة .
2- الصعوبات في تقييم النتائج، حيث يتطلب جمع معلومات موثوق بها وقتاً طويلاً، (خمس سنوات على الأقل) .
3- أن تلك العمليات تعتمد على الأحوال الجوية، وتتوقف فيها النتائج على ما يمكن أن يكون في الجو من ظروف وتغيرات .
4- المشكلات السياسية ( الحقيقية والتخمينية  )، فبعض البلدان قد تتطلب المطر أكثر من غيرها، وقد تتهم بعض الدول التي تجري مثل هذه العمليات باختلاس الموارد الطبيعية من الرطوبة الجوية(7).

وعلى هذا فيرجع بعض علماء البيئة السبب في عدم التقدم في مجال الاستمطار، أو ما يسميه البعض بعلم زراعة الغيوم إلى الأسباب الاقتصادية والسياسية(8).
ثم في المشروعات التي كانت فيها نتائج الاستمطار إيجابية، وأعطت من خلال الإحصائيات تزايداً في هطول الأمطار لابد من طرح هذا السؤال:
هل تعود نسبة الزيادة في الكميات التي تمت فيها تجارب الاستمطار إلى فعل الاستمطار ؟ أليس لقدرة الله سبحانه وتقديره دور في ذلك ؟(9).
وهل تساوي التكاليف والنفقات التي احتاجتها تلك العمليات ما نتج عنها من ثمرات، أم أن التكاليف تفوق تلك النتائج بكثير؟، مما يعني زيادة العبء الاقتصادي على الدولة التي تتبنى مثل هذا العمل.
ثم ما يدريهم أن الكمية المتوقعة قبل التجربة كذا وبعد التجربة كذا، لاشك أن هذا تخمين وظن لا يستند في الواقع على أي دليل، بل قد ورد الدليل الشرعي على أن ما ينزل من السماء من مطر فهو بأمر الله وبقدرته، وأنه مقدر من عند الله، وليس للناس فيه أدنى عمل أو تصرف، يقول الله سبحانه: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ" [الحجر:21]، ويقول -جل جلاله-: "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ" [المؤمنون:18]، ويقول سبحانه: "وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ" [الزخرف:11].

وإذا كان نزول المطر بأمر الله وحده، وهو من علم الغيب الذي استأثر الله به كما في قوله سبحانه : "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ"[لقمان:34]، فالله هو المنفرد بإنزال المطر، وهو الذي يعلم وقت نزوله (10)، إذا كان الأمر كذلك، فقد شرع الله لعباده المؤمنين أمراً هو أرجى من محاولات الاستمطار التي لم يثبت نجاحها، ألا وهو دعاءه سبحانه، وطلب السقيا منه، فالمطر من فضل الله ورحمته، الذي يستجلب بدعائه والتضرع إليه سبحانه، ولقد أصاب الناس على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- قحط، وتأخر نزول المطر عنهم، فطلبوا منه –صلى الله عليه وسلم- سؤال ربه الغيث، فأجابهم لذلك، كما روى البخاري وغيره عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: أصابت الناس سَنة على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- فبينا النبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب في يوم جمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره، حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته –صلى الله عليه وسلم-، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى " الحديث(11).
كما ثبت أيضاً: " أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خرج بالناس يستسقي, فصلى بهم ركعتين وحوّل رداءه , ورفع يديه , فدعا واستسقى, واستقبل القبلة" (12).
وإلى ما ورد في هذا الحديث وما شابهه من الأحاديث والآثار عن الصحابة ومن بعدهم ذهب أكثر الفقهاء، فنصوا على مشروعية صلاة الاستسقاء إذا أجدبت الأرض وتأخر نزول المطر، فيخرج الناس مع الإمام، كما فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه من بعده(13).

وقد جاء في القرآن التذكير بأن نزول المطر وغيره من البركات، يكون بطاعة الله سبحانه واستغفاره، ومن ذلك قوله سبحانه على لسان هود عليه السلام: "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" [هود:52]، وقوله سبحانه على لسان نوح: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً"[نوح:10-11] .
هذا هو الأولى بالناس والمشروع لهم عند حاجتهم إلى المطر، أن يلجئوا إلى الله ويتوبوا إليه، ويكثروا من الاستغفار والعمل الصالح، يقول سبحانه : "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" [الأعراف:96].
هذا هو حكم الاستمطار - فيما يظهر لي – أنه لا بأس به ولا مانع منه، وإن كان الأولى عدمه، خاصة عند التحقق من عدم فائدته أو ثمرته، فإن المجازفة في ذلك قد تكلف أموالاً طائلة، وأوقاتاً طويلة، لو صرفت في غير ذلك مما هو نافع كان أولى.

ومع أن الأصل في مثل هذا العمل هو الجواز والإباحة، إلا أن هذا العمل قد يقترن به بعض المحاذير التي لا بد من التنبيه عليها، ومن ذلك مثلاً اعتقاد من يقوم بهذا العمل، أو غيرهم من عموم الناس أن المطر وجد بهذه الأسباب ولولاها لم يوجد، فالمحذور هو نسبة المطر إلى تلك الأفعال: لأن الله سبحانه هو المنفرد بالخلق والإنشاء، فلا يصح أن ينسب نزول المطر لفعل أحد من الناس كائناً من كان، كما لا يصح نسبة نزول المطر للكواكب والنجوم أو غيرها مما هو تحت تصرف العزيز الحكيم، ولذا جاء الحديث بالتنبيه على هذا المعنى، لأجل حماية معتقدات الناس وسلامتها مما قد يشوبها من شوائب الشرك، فعن زيد بن خالد الجهني –رضي الله عنه- قال : صلى بنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" (14).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث، فيقولون : الكوكب كذا وكذا وفي حديث المرادي بكوكب كذا وكذا"(15).
ومعنى الحديث كما ذكر الإمام الشافعي وغيره: "أن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله، لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر، كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، لأن النوء وقت, والوقت مخلوق لا يملك لنفسه, ولا لغيره شيئاً, ولا يمطر, ولا يصنع شيئاً"(16).
يقول ابن عبد البر: "فإن المعتقد أن النوء هو الموجب لنزول الماء، وهو المنشئ للسحاب، دون الله عز وجل، فذلك كافر كفراً صريحاً، يجب استتابته عليه، وقتله، لنبذه الإسلام، ورده القرآن"(17).

وقال ابن عباس وغيره من السلف في قول الله عز وجل "وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ"[الواقعة:82]: هو الاستمطار بالأنواء(18).
فهذه الآية بيان أن ما أصاب العباد من خير فلا ينبغي أن يروه من قبل الوسائط التي جرت العادة بأن تكن أسباباً، بل ينبغي أن يروه من قبل الله تعالى، ثم يقابلونه بشكر إن كان نعمة، أو صبر إن كان مكروهاً، تعبداً له وتذللاً(19).
وقد نبه الباري سبحانه على هذا المعنى في آيات كثيرة من كتابه، فمن ذلك قوله عز وجل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" [فاطر:3].

وقد بين العلماء أن المحذور في ذلك هو إضافة نزول المطر إلى تلك الأسباب، أما لو جرت العادة بنزول المطر عند نوء من الأنواء، فاستبشر أحد لنزوله عند ذلك النوء، على معنى أن العادة جارية به، وأن ذلك النوء لا تأثير له في نزول المطر، ولا هو فاعل له ولا أثر له فيه، وأن المنفرد بإنزاله هو الله تعالى، لما كفر بذلك, وكذا لو استبشر منتظر المطر إذا رأى الريح التي جرت عادة ذلك البلد أن يمطروا بها، مع اعتقاده أن الريح لا تأثير لها في ذلك، ولا فعل ولا سبب، وإنما الله تعالى هو المنزل للغيث، وقد أجرى العادات بإنزاله عند أحوال يريها عباده(20).

وبهذا يعلم أن المنهي عنه هو نسبة المطر إلى شيء من تلك الأفعال على أن لها تأثيراً وفعلاً مع فعل الله سبحانه، أما لو نسب نزول المطر إلى ما جرت العادة بأنه ينزل عنده فيقال هذه الريح أو هذا الوقت أو هذا الفعل قد يوجد عنده المطر، وأن تلك الأمور غير مستقلة به من دون قدرة الباري سبحانه وإرادته فهذا لا بأس به.
وقد تكاثرت النصوص القرآنية الدالة على أن إنزال المطر من السماء من أعظم الأدلة الدالة على قدرة الباري سبحانه، وانفراده بالخلق والتدبير(21).

يقول أبو بكر الجصاص(22): وأما دلالة إنزاله الماء على توحيده فمن قبل أنه قد علم كل عاقل أن من شأن الماء النزول والسيلان، وأنه غير جائز ارتفاع الماء من سفل إلى علو إلا بجاعل يجعله كذلك، فلا يخلو الماء الموجود في السحاب من أحد معنيين: إما أن يكون محدث، أحدثه هناك في السحاب, أو رفعه من معادنه من الأرض والبحار إلى هناك، وأيهما كان فدل ذلك على إثبات الواحد سبحانه، الذي لا يعجزه شيء، ثم إمساكه في السحاب غير سائل منه، حتى ينقله إلى المواضع التي يريدها بالرياح المسخرة لنقله فيه، أدل دليل على توحيده وقدرته , فجعل السحاب مركباً للماء، والرياح مركباً للسحاب، حتى تسوقه من موضع إلى موضع، ليعم نفعه لسائر خلقه، كما قال تعالى : "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ" [السجدة:27]، ثم أنزل ذلك الماء قطرة قطرة لا تلتقي واحدة مع صاحبتها في الجو، مع تحريك الرياح لها حتى تنزل كل قطرة على حيالها إلى موضعها من الأرض , ولولا أن مدبراً حكيماً عالماً قادراً دبره على هذا النحو، وقدره بهذا الضرب من التقدير، كيف كان يجوز أن يوجد نزول الماء في السحاب مع كثرته، وهو الذي تسيل منه السيول العظام على هذا النظام والترتيب؟ ولو اجتمع القطر في الجو وائتلف، لقد كان يكون نزولها مثل السيول المجتمعة منها بعد نزولها إلى الأرض، فيؤدي إلى هلاك الحرث والنسل وإبادة جميع ما على الأرض من شجر وحيوان ونبات, وكان يكون كما وصف الله تعالى من حال الطوفان في نزول الماء من السماء في قوله تعالى: "فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ" [القمر:11]، فيقال إنه كان صباً كنحو السيول الجارية في الأرض، ففي إنشاء الله تعالى السحاب في الجو، وخلق الماء فيه، وتصريفه من موضع إلى موضع، أدل دليل على توحيده وقدرته(23).


المراجع

(1) مجلة العلوم والتقنية العدد الثاني عشر ص18.
(2) الاستمطار، د/علي موسى ص 58، وتعرف السحب علمياً بأنها: عبارة عن أجسام سماوية مرئية، مؤلفة من تجمع من قطيرات مائية أو بلورات جليدية أو كليهما معاً، تسبح في الطبقة الجوية الأولى من طبقات الغلاف الجوي، وتبدو تلك الأجسام بأشكال متنوعة، وأحجام مختلفة، وألوان متباينة. الاستمطار ص 9.
(3) الاستمطار ص 6.
(4) تلوث البيئة د/ شفيق يونس ص 31، مجلة العلوم والتقنية العدد الثاني عشر ص18، ويعتبر استخدام الطائرات الأسلوب الأكثر فعالية، ويذكر العلماء المختصون أنه يمكن استخدام صواريخ أرض جو يتم ضبطها والتحكم بها آلياً من على سطح الأرض، وقد قام العلماء الروس بتطوير صواريخ خاصة بذلك وقنابل محملة بمواد البذر التي تدفع بسرعة إلى السحب، كما يمكن استخدام رشاشات أرضية، ومحطات يتم فيها حرق المواد التي تتصاعد نحو السحابة المراد استمطارها.راجع كتاب: الاستمطار94 -113.
(5) يرجع بعض الباحثين في تلك التجارب السبب في انخفاض نسبة الهطول المطري عن الطبيعي إلى ما يلي:
1- البذر المفرط بنوى التجمد الاصطناعية، مما يعمل على إحداث تجمد في كامل الأجزاء العليا من السحابة الشديدة البرودة، وهذا ما يعيق أو يلغي عمليات النمو التراكمي....
2- قلة كمية مادة البذر المستخدمة، وضعف التخطيط والبرمجة الإحصائية .
3- الظروف الجوية، وطريقة وموقع مكان البذر. انظر كتاب: (الاستمطار 165-167).
(6) مجلة العلوم والتقنية العدد الثاني عشر ص18.
(7) تلوث البيئة د/ شفيق يونس ص32، 33.
(8) تلوث البيئة د/ شفيق يونس 32.
(9) يعبر علماء البيئة عن ذلك بقولهم أوليس للصدفة دور في ذلك ؟ (الاستمطار 172)، وهذا من الخطأ إذ لا يجوز أن ينسب شيء للطبيعة أو للصدفة مما هو تحت مشيئة الله سبحانه .
(10) تفسير السعدي 1/653.
(11) أخرجه البخاري بهذا اللفظ في الجمعة باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة 1/315 رقم (891)، وفي مواضع أخرى من صحيحه، ومسلم في الاستسقاء باب الدعاء في الاستسقاء 2/612رقم (895) .
(12) أخرجه البخاري عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد بن عاصم في كتاب الاستسقاء باب تحويل الرداء في الاستسقاء 1/341 رقم (960)، ومسلم في أول كتاب الاستسقاء 2/611 رقم (894) .
(13) وقد نقل النووي في شرح مسلم 6/187 : إجماع العلماء على أن الاستسقاء سنة، وإن اختلفوا هل تسن له صلاة أم لا ؟ . وقد ذهب إلى مشروعية صلاة الاستسقاء وسنيتها سائر العلماء من السلف والخلف، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية، انظر : المدونة 1/244، المنتقى شرح الموطأ 1/331، الأم 1/282، المجموع 5/69، المغني 3/334، الفروع 2/157، المحلى 3/310، وعند أبي حنيفة وأبي يوسف لا صلاة في الاستسقاء إنما هي دعاء واستغفار، انظر: المبسوط 2/77، بدائع الصنائع 1/282.
(14) أخرجه مسلم باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء 1/83 رقم (71) .
(15) أخرجه مسلم باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء 1/84 رقم (72) .
(16) الأم 1/418، 419.
(17) التمهيد 16/286.
(18) الجامع لأحكام القرآن 17/228، تفسير القرآن العظيم 4/300، التمهيد 16/291.
(19) الجامع لأحكام القرآن 17/228.
(20) المنتقى شرح الموطأ 1/334، 335.
(21) انظر على سبيل المثال: آية : 21 من سورة الحجر، آية: 18 من سورة المؤمنون، آية : 11 من سورة الزخرف، آية: 49 من سورة القمر، آية: 43 من سورة النور، آية:30 من سورة الملك، آية: 48 من سورة الفرقان، آية: 12 من سورة الرعد، آية: 24 من سورة الروم، آية: 70 من سورة الواقعة، آية: 48 من سورة الروم، آية: 57 من سورة الأعراف.
(22) هو أحمد بن علي، أبو بكر الرازي، المعروف بالجصاص، الفقيه الأصولي المفسّر، انتهت إليه رياسة الحنفية في وقته، وكان فيه ميل إلى الاعتزال، من مؤلفاته: أحكام القرآن، شرح الجامع، شرح مختصر الكرخي، توفي في بغداد سنة 370هـ. انظر: البداية والنهاية 11/297، سير أعلام النبلاء 16/341، الجواهر المضيئة 1/84 .
(23) أحكام القرآن للجصاص 1/145، 146.








 توقيع :

رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012   #2


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
بحث متكامل / ( الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا )





( الفضائيات والمجتمع )








كم قاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة
وبين الزوج وزوجته
وبين الأب وأبنائه !


فقيل للابن أنت حر
وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

هذه هي فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..


اخوتي .. أخواتي الكرام :
الموضوع في هذا يطول وربما لا نوفي حقه في ذلك فهو في بالغ الأهمية وخطير جدا
وحتى لا نطيل عليكم دعونا نقلب الصفحات مع هذا البحث الذي يشمل عدة أقوال وإحصائيات
وأمثلة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان وغير ذلك الكثير ..

وربما ذلك يفوق عن ألف كلمة نتفوه فيها ونطلقها أمام الناس أجمع
وأتمنى أن ينال إعجابكم ويتحقق الفائدة منه

ذلك البحث الذي يكشف عن نوايا وخفايا الفضائيات وما وراء ها
وأتمنى أن ينال إعجاب الجميع ويتحقق الفائدة منه :



( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )


هذا ما تفوّه به أعداء الاسلام الذين لا يزالون يكيدون المؤامرة تلو الأخرى .. حتى يقوموا بإفساد المسلمين وضعفهم وكسر معنوياتهم
وإنهم فشلوا في حرب السلاح وقد صرح بهذا الكثير من رؤسائهم من أعداء الاسلام واستنتجوا أن زرع الفتن ومحاربة العقول أهون بكثير من حرب السلاح والدبابات بل و أسرع نتائجا ..

فالفضائيات أصبحت مشاهد يندى لها الجبين وأحداث قد نفرت منها الأخلاق : تشرذم عائلي هنا ، وخيانة ، فجريمة هناك ، حب مخز ، وتبرج فاحش مثير .. يفسد المرأة والرجل كلاهما ..

استهدفها أعداء الاسلام حيث فشل الأعداء في حرب المواجهة عبر تاريخ الإسلام الطويل ، فكان لابد من إشاعة الفتنة في المجتمع
ولما كانت المرأة هي أخطر وسائل الدمار على الرجال وعلى الأمة جمعاء ، فقد جندها العدو لتكون سلاحاً فتاكاً حتى قال قائلهم
( إنه لا أحد أقدر على جر المجتمع إلى الدمار من المرأة فجندوها لهذه المهمة )

فهي العنصر الضعيف العاطفي ، ذو الفعالية الكبيرة ، والتأثير المباشر في هذا المجال

يقول كبير من كبراء الماسونية الفجرة
( يجب علينا أن نكسب المرأة ، فأي يوم مدت إلينا يدها فزنا بالحرام ، وتبدد جيش المنتصرين للدين )


ويقول أحد أقطاب المستعمرين
( كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع ، فأغرقوها في حب المادة والشهوات )



**********


1 ـ عكاظ تواصل حث الفتيات على التمرد


واصلت جريدة عكاظ الصادرة من جدة حملتها التي تشنها على الأسرة باستثارة الفتيات للتمرد على والديهم ففي عددها 13458 نشرت عكاظ وللمرة الثالثة تحقيقا صحفيا عنونت له بـ :
( الحوار مفقود .. والسلطة بيد الأب )
بنات " مغلوبات " على أمرهن
فما سر هذا الطرح ولماذا عكاظ تشن هذه الحملة على الأسرة وتريد تمزيقها ، وتستثير المراهقات ليتمردن على أسرهن ...
وإننا ومن هذا المنبر لنحذر الجميع من مغبة السكوت عن مثل هذه الأطروحات التي يراد منها تمزيق المجتمع وتفكيك كياناته الأسرية ، وندعو جميع الفضلاء للاحتساب على الجريدة بكل وسيلة ليرتدعوا عن نشر مثل هذه التحقيقات التي تحرض على التمرد على الوالدين في ظل غزو فكري وقنوات إباحية تيسر سبل الفساد وتهيئ له ،
وهذه هي روابط التحقيقات السابقة التي أجرتها الصحيفة في نفس الموضوع :
بنات يكرهن الأمهات !! ما سر هذا الطرح ؟؟ -------
تسلط الآباء يفقدهن الشخصية..؟؟ ---------




2 ـ تونس.. الفضائيات البديل الأمثل للدعاة



إسلام أون لاين.نت/ يؤكد المتابعون والمهتمون بالشأن الاجتماعي والثقافي في تونس وجود صحوة دينية كبيرة لدى شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي ، تتجلى بصورة خاصة في إقبال التونسيات على ارتداء الحجاب ، كما يلحظون أن وجود القنوات الفضائية الإسلامية قد مثل بديلا جيدا للمعرفة الدينية بالنسبة للمتدينين في هذا البلد الذي يتعرض فيه التيار المتدين لقمع شديد ويكاد يغيب فيه دور الدعاة.

وقالت الباحثة الجامعية التونسية سنية المنصوري في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الخميس 31-7-2003 : إن وجود قنوات فضائية إسلامية أمثال اقرأ والمجد وغيرهما من الفضائيات، قد مثل مصدرا بديلا للمعرفة الإسلامية وللفتوى الدينية، خصوصا لدى الفتيات والنساء، في ظل غياب الدعاة والوعاظ الدينيين عن المساجد والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المحلية ( بسبب التضييق الأمني من جانب السلطات التونسية )، كما أن الدعاة الدينيين من أمثال عمرو خالد وحبيب علي الجفري قد تحولوا إلى شخصيات مؤثرة في أوساط اجتماعية كبيرة بتونس.

وعن الأثر الكبير الذي تتركه الفضائيات على المتدينات التونسيات تضيف الباحثة التونسية :
إن المتأمل في شكل حجاب التونسيات اليوم، يشهد بلا شك اختلاف مظهره وطريقة وضعه، قياسا بالحجاب في الثمانينيات، كما سيلاحظ التأثر الكبير للمحجبات التونسيات اليوم بمقدمات البرامج الدينية والثقافية فيما يسمى بالقنوات الفضائية الإسلامية، على مستوى شكل اللباس وطريقة ارتدائه والزينة المصاحبة له. الإقبال على الحجاب ويرى الباحثون أن هناك إقبالا متزايدا من قبل فئات الشباب على المساجد، ومن النساء والفتيات -خصوصا في المدن الكبرى- على ارتداء الحجاب، على الرغم من وجود نص قانوني صريح مانع له. إلا أنهم أشاروا إلى أن الصحوة الدينية الحالية التي يشهدها المجتمع التونسي تختلف في طبيعتها اختلافا جوهريا عن تلك التي عرفتها تونس خلال عقد الثمانينيات .
فبالقدر الذي ارتبطت فيه الأخيرة ببروز الحركة الإسلامية على الساحة السياسية، ترتبط الصحوة الحالية بتوجه اجتماعي وأخلاقي محض، يقوم على وعي المتدينين بأهمية النأي بالتزامهم الديني عن أي صراع سياسي أو حزبي.

وتقول الباحثة سنية المنصوري: إن رغبة شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي في العودة بقوة إلى القيم الدينية الإسلامية، والالتزام بأداء فرائض العبادات، يرجع بالأساس إلى عدة عوامل، من أهمها المتغيرات الهامة ا لتي جاءت بها الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية التي شهدتها البلاد خلال سنوات التسعينيات، والتي كان من نتائجها توسيع الهوة بين طبقات المجتمع التونسي من جهة، وإلحاق أضرار سلبية جسيمة بالمنظومة الأخلاقية والقيم السائدة في المجتمع من جهة ثانية .

وتضيف سنية المنصوري أن هذه المتغيرات قد أشعرت التونسيين، خصوصا من أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة بالضعف، كما أحدثت اهتزازات وشروخا عميقة في الروابط الأسرية والعائلية التي تلعب دورا فعالا وحيويا على مستوى العلاقات القائمة داخل المجتمع التونسي، باعتباره في نهاية الأمر مجتمعا عربيا مسلما سيظل متشبثا بمرجعيته الثقافية والحضارية مهما اتجهت المشاريع السياسية والاقتصادية في اتجاه التحديث والتغريب. محاولة تفسير الظاهرة وحول المقومات الرئيسية التي تقوم عليها ظاهرة العودة الكبيرة إلى التدين في المجتمع التونسي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة،

ترى الباحثة الجامعية التونسية أن ذلك يقوم بالأساس على رغبة التونسيين العاديين في التوفيق بين معطيين أساسيين : أولهما إيمان عميق بأهمية القيم الدينية الإسلامية في الحفاظ على تماسك المجتمع ومواجهة الظواهر السلبية المستجدة عليه. وثانيهما تجنب أ ي فعل قد يقحم هذا التدين في دائرة الجدل أو الصراع السياسي، خصوصا مع وجود إدراك بأن هناك بعض الفئات في الوسطين السياسي والثقافي لا تزال تؤكد على عدم إمكانية الفصل بين التدين من جهة والصراع السياسي من جهة أخرى.
فالمتدينون يعتبرون في نظر هذه الفئات أنصارا محتملين للتيارات والحركات الإسلامية.

وتضيف المنصوري أن الصراع الذي شهدته تونس خلال عقد التسعينيات، بين النظام والحركة الإسلامية، قد أضر في حينها بوضع الالتزام الديني لدى التونسيين عامة، على الرغم من أن عددا كبيرا من أبناء المجتمع التونسي كانوا ملتزمين من الناحية الدينية، لكنهم لم يكونوا أعضاء في حركة أو جماعة إسلامية .
وكان تقرير الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السنوي عن عام 2002 قد تحدث عن الحملات الأمنية والإدارية ضد المحجبات التونسيات، وجاء فيه أن العديد من المحجبات تعرضن إلى المضايقات في الشوارع أو أماكن العمل، وتم تجريد العديد منهن من الحجاب عنوة في بعض مراكز الأمن بالعاصمة، وإجبارهن على التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى ارتداء الحجاب .

كما أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت قد ذكرت في 28-5-2003 أن عددًا من طالبات التعليم الثان وي مُنعن من اجتياز امتحانات نهاية العام بسبب ارتدائهن للحجاب. يذكر أنه في عام 1981 أصدرت السلطات التونسية قانونا يعتبر الحجاب زيا طائفيا. ومنذ ذلك الحين والحكومة تلتزم بهذا القانون ، إلا أنه تم التشديد على منع المحجبات من دخول الجامعات والإدارات الحكومية منذ مطلع العقد الماضي، وهو ما أثار انتقادات واسعة في الداخل والخارج، خصوصا من جانب المنظمات الحقوقية التي ترى في منع الحجاب والتضييق على المحجبات تدخلا في الحرية الشخصية للمواطنين
موقع المختصر



3 ـ منع ظهور الداعية عمرو خالد على اقرأ وLBC بأمر أمريكي


الوطن س / علمت "الوطن" من مصادر مسؤولة داخل راديو وشبكة تلفزيون العرب أن الداعية الإسلامي عمرو خالد تم منعه من الظهور على الفضائيات العربية بضغوط مورست على مسؤولي قناة " اقرأ " الشقيقة لقنوات art, إلى جانب ضغوط أخرى مورست على المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" لمنع بث حلقاته .
وأوضحت المصادر أن هناك عناصر أجنبية وراء القرار بعدما أذاعت "اقرأ" حلقات عمرو خالد أثناء الحرب الأمريكية على العراق والتي أكد فيها الدور المطلوب تجاه الأمريكيين وفضح ممارساتهم. يذكر أن الداعية عمرو خالد أثار جدلا واسعا في الأوساط الاجتماعية والدينية نظرا لما يعتبره المراقبون بأنه يمثل مدرسة دعوية جديدة مؤثرة في شريحة الشباب العربي .
وقبل المنع كان عمرو خالد يقدم برنامج "حتى يغيروا ما بأنفسهم" الذي يتحدث عن أمهات المؤمنين وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام, إلى جانب برنامج "ونلقى الأحبة".
لنشرة الإخبارية من موقع المختصر
29 ربيع الأول 1424 هـ



4 ـفأغلب البالغين يشاهدون التلفاز بغرض الترفيه والتسلية . أما الأطفال أنهم يجدون التلفاز مسليا فإنهم يشاهدونه لأنهم يسعون إلى فهم العالم ..





5 ـ سلاح دمار شامل جديد !

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )
توكر أسكيو / مدير مكتب البيت الأبيض للاتصالات
تعليقاً على مشروع قناة تلفازية لجذب الشباب العرب إلى أمريكا








6 ـ الثقافة الهابطة من الفضاء


يقول الكاتب عائض البدراني من المدينة المنورة في احدى المجلات الاسلامية ( مجلة الأسرة ) :
قصيدة كتبتها عندما رأيت من شرفة منزلي أحد هذه الأطباق اللاقطة فوق احدى البنايات ، فسرحت بخاطري أتفكر في حال أصحابها ، وثارت خواطري ، فقلت :





شبابُنا ضاع بين الدشُّ والقدمِوهام شوقاً فمالَ القلبُ للنغمِيقضي لياليه في لهوٍ وفي سهرِفلا يفيق ولا يصحو ولم ينمِيقلّب الطرفَ حتى كل من نظرٍإلى قناة تبثُّ السم في الدسمِفقلّد الغرب حتى فاقهم سفهاًوضاق بالدين والأخلاق والقيمِأرى سموماً أتت من ( سات ) يرسلهاإلى شبابٍ هوى في حالك الظلمِأرى شباكاً من الأشرار قد نصبتفما تصيد سوى الغربان والرخمِكفى صدوداً عن الإسلام ويحكمُفالعمرُ فانٍ وحانت ساعة الندمأعمالكم يا عباد الله قد كُتبتملائك الله خطّت ذاك بالقلمِعودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحدواوحطموا الكفر بالأقدام والهممِدعوا الحداثة والتغريب واتبعوانهجاً قويماً يُضيء الدرب للأممِهذا كتابٌ من الرحمن أنزلهعلى البرية من عرب ومن عجمقد ضلَّ من يبتغي في غيره شرفاًوبات يغرق في مستنقع وخمِوهذه سنة المختار بينكمُمن مال عنها ورب البيت ينهزمِ




7 ـ مليونان وثمانمئة ألف مرة تضاعف عدد مرضى الإيدز خلال عشرين عاما !

فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضا ثم انفجر الرقم ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان ، منهم حوالي ثلاثة ملايين هذا العام ، وما زال مستمرا .
إنه باختصار مرض ( يتكلم ) بالملايين ! فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقض ، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الداعية إلى وقفه ، هي نفسها – إلا من رحم ربي – التي تقوم بتجهيز ( المواد الأولية ) اللازمة لا نتشاره عبر آلاف المواد المحرضة على الرذائل ،
وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات ، وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .
** الأرقام مفاجئة .. الشرق الأوسط تتفوق على الولايات المتحدة
الأرقام مفاجئة لكنها لن تبدو كذلك !! إذا أخذنا في الاعتبار ظروف (( الانفتاح )) بكافة أشكاله .. الخ
المسلمون عامة والعرب خاصة ليسوا بمنأى عن ( طاعون العصر ) وأسبابه ونتائجه المدمرة ، وإذا صدقنا ما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن الإيدز فإن منطقة ما يسمى : الشرق الأوسط – والتي تضم العرب- تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الإصابات التي اكتشفت خلال العالم الحال !
فقد ظهرت في الشرق الأوسط 83 ألف حالة جديدة مقابل 45 ألف حالة في أمريكا و30 ألف حالة في أوربا الغربية .
وبعد : فتشوا عن نقص المناعة الإعلامي ، فلربما نتجنب الكثير من نقص المناعة المكتسبة إذا أفلحنا في مكافحة ما يعتري إعلام اليوم من ( فيروسات ) .

مجلة بث العدد السابع
محرم 1424 هـ







 


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012   #3


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي بحث متكامل / ( الفضائيات وتأثيرها على مجتمعنا )



ـ مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون
الوالد الجديد للأبناء :



قال د. أحمد أن حجم التأثير الإعلامي كبير جداً وقد تم قياسه في دراسات عدة لعل أهمها الدراسة التي وضعتها جامعة أوهايو حول الانتخابات الأمريكية أو تلك التي بدت خلال حملة الرئيس كلينتون اجتماعياً ، وجدت دراسات عديدة أن التلفزيون أصبح الوالد الجديد للأبناء
ولعل السؤال الذي أجابت عليه إحدى الأطفال الروسيات وهو : مم تتكون أسرتك ؟
قالت من بابا وماما وجدتي والتلفزيون .. خير دليل على تأثير التلفزيون .

مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر
الشقائق في عددها الـ35 توجهت بسؤال إلى الدكتور أحمد عبد الملك – الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر – عن أسباب ضعف دور الأسرة التربوي في عصر الاتصال والانفتاح الثقافي ؟

يقول الدكتور أحمد عبد الملك : لقد تبدل مفهوم الإشراف الأسري على الأبناء وتحديد هذا المفهوم بثقافة التنشئة وتكبير الأبناء دون النظر إلى مدلول التربية أو اتجاهات التنشئة وانعكاسات ذلك على كثير من المعايير القيمية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإسلامي العربي .

ويشدد قائلاً : لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء فلقد وفرت لنا مخرجات الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة هامشياً .. ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة مع التلفزيون أو الإنترنت أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
ولقد دلت دراسات على أن الطالب في المرحلة الابتدائية يكون قد قضى من 700 – 800 ساعة في المدرسة في العام
بينما يقضي أكثر من 1000 ساعة مع التلفزيون سنوياً !!

****

أما من ناحية التحول إلى الأسرة الصغيرة – فلدي مفهوم آخر هو التحول إلى ( الفرد الرقمي ) وهذا يفترض تحول الإنسان من الصياغات العاطفية والإنسانية إلى شخص آلي مولع بـ ( الأزرار ) والأرقام ناهيك عن الانفصال العاطفي .... فلقد دلت دراسات أمريكية منذ أواخر السبعينات ( أن التلفزيون يجمع العائلة فيزيائيا ويفرقها عاطفياً ) لذلك قد لا نستغرب أن نشاهد فتاة في العشرين لا تأكل مع أهلها وتذهب الخادمة بالطعام إلى غرفتها وقد يمر يومان أو ثلاثة دون أن تجلس مع والديها .. إن التفكك الأسري الذي نعيشه هو ضريبة الحياة الاستهلاكية التي تم استيرادها من الغرب .. دون محاولة إيجاد توازن بين مخرجات التكنولوجيا وحاجيات المجتمع العربي ..
وهذا التفكك نتج عنه مفاهيم جديدة كغياب احترام الوالدين .. وغياب الشباب في رحلات خارجية ( غير بريئة أحياناً ) ...... الخ



9 ـ لــــــعـــبـة

( مقولة اختطاف المتطرفين للإسلام تعبر عن فكرة فاسدة ومصطنعة ، وهي لعبة مارسها الإعلام لكي يعطي انطباعاً مزيفاً بأن المتطرفين هم أصحاب الصوت المعلى في الساحة الإسلامية . في حين أنهم كذلك فقط في منابر الإعلام الباحث عن الإثارة أو المنحاز والمتصيد .
وما يبرزه الإعلام ليس هو الحقيقة ، إنما هو تشويه للحقيقة وابتكارها ، يسلط الضوء على شجرة بذاتها ويعرض عن رؤية الغابة المسكونة بالتسامح والاعتدال ) فهمي هويدي

معركتنا القادمة

( في البداية وفي النهاية معركتنا مع الغرب والعالم معركة إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي
هذه العبارة يجب تأكيدها ثلاث مرات : إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي .
لا الدبابات ولا الطائرات لولا أي أنواع الأسلحة تفيد ، بل إننا لن نستعمل هذه الأسلحة مطلقاً . ما يفيد هو الإعلام الموجه للعالم الخارجي .
وكنت دائماً أقول إنه بثمن طائرة واحدة تستطيع أن تغير وجهة نظر العالم فيك . وتحديداً .... نريد إعلاماً موجهاً للشعب الأمريكي ، كلمة " موجه " ضرورية ، لأن السؤال هو لمن توجه كلمتك وماذا تريد أن تقول فيها ؟! )
المخرج السينمائي مصطفى العقاد


- جمال المرأة في وسائل الإعلام


....... لا أزال أتذكر – وأتعجب – حالة من الاستغلال البشع بل والإجرامي عند يعض تجار المستحضرات ، فقد قامت شركة أمريكية بعرض برنامج دعائي طويل بثته في قنوات تلفزيونية عديدة ، استضافت فيه من ادعت أنها خبيرة في تجميل الشعر من أصل أفريقي .
وكان المراد من ذلك هو إقناع النساء السمراوات بأنه يمكنهن اتباع تجربة هذه الخبيرة التي تنحدر من العرق نفسه بأنه يمكنهن فرد شعورهن ليحصلن على الجمال الذي يردنه بمجرد استخدام ذلك المستحضر الذي كانت الخبيرة تنصحهن باستعماله .
كما استضاف البرنامج عدداً من السمراوات ذوات الشعر المجعد اللواتي يزعمن أنهن جربن ذلك المستحضر وحصلن على نتائج ممتازة .
وبعد أن باعت الشركة كميات كبيرة من ذلك المستحضر ، تبين أنه يتسبب في سقوط الشعر .
حاول بعض من فقدن شعورهن الاتصال بالشركة لمعرفة السبب لعلاج هذه المشكلة ، فلم يتلقين أي مساعدة .
بعد ذلك ، قامت الشركة بقطع خطوطها الهاتفية بعد أن خشيت من كثرة المتصلات المشتكيات .
....... الخ د. محمد الشريم
مجلة الأسرة العدد 104
ذو القعدة 1422 هـ


10 ـ المضللون


يحتاج التعامل مع وسائل الإعلام إلى فطنة وحذر كبيرين ، ولا نستثني .. من ذلك صحفاً ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد الأمة وتقسم أنها تمثل ضمير هذه الأمة النابض وعقلها المفكر ، لكنها تعمل – من حيث وعت أم لم تعِ – على تخدير الأمة وطمس هويتها .
دع عنك جانباً حملات التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمها قدوات للأجيال ، فذلك أمر يسهل كشفه ، فالأخطر من ذلك تعمية الحقائق وتسميتها بغير – أو بعكس – اسمها ، ومع التكرار والاستمرار تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها
القائمة طويلة ويصعب حصرها لكن هذه عينة منها :
المنطقة العربية الإسلامية تسمى ( الشرق الأوسط ) وهو مصطلح مضلل موغل في العنصرية ، فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياساً نصبح نحن شرقاً أوسط لهم واليابان شرقاً أقصى ، ولا معنى للمصطلح إلا إنساء الناس أن المنطقة إسلامية وتبرير إدخال إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بلا هوية تميزها ، وقس على ذلك كثيراً ،
فتركستان ( الشرقية والغربية ) تسمى وسط آسيا ولا يشار إلى إسلاميتها ، حتى أسماء المدن الإسلامية تدفن وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها الإعلام العربي كالببغاء ،
فأباظيا تصبح أبخازياً

والدار البيضاء تصبح كازابلانكا

و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهكذا .

الأدهى من ذلك تلك المصطلحات التي تستهدف تدجين الأمة ومحو ذاكرتها ،
ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ( الضفة وغزة )

والعدو الإسرائيلي أصبح ( إسرائيل )

والأراضي المحتلة غدت ( أراضي متنازعاً عليها )

والمتمسكون بالإسلام غدو ( أصوليين ) أو ( إرهابيين ) حسب الموقف منهم .

قد يستساغ أن ينحو الإعلام الغربي هذا المنحى فذلك ديدنهم وتلك طبيعتهم لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر .
خذ مثلاً ما يحدث حالياً لمسلمي كوسوفا الذين يصفهم الإعلام الغربي وتابعوه من العرب بالانفصاليين الألبان ، فهم انفصاليون يستحقون ما يفعله الغرب بهم ، وهم ألبان لا دخل لنا بهم وفوق هذا وذاك فهُم " أقلية " لا يحق لهم الاستقلال رغم أنهم يشكلون 90 % من سكان الإقليم ، هكذا قال الإعلام الغربي وما علينا إلا أن نسلم .
أرأيتم تحريفاً للكلم عن مواضعه أكثر من هذا ؟!

مجلة الأسرة العدد 63

جمادى الآخرة 1419 هـ



11 ـ 98 % من الأبناء يتابعون الفيديو كليب بشغف !!



أبناؤنا مولعون به .. وفضائياتنا تتنافس في عرضه
بقدم الفن الجديد المسمى " الفيديو كليب " لأبنائنا وخاصة الشباب منهم كل يوم جديداً وعصرياً ، ولكنه في معظمه يقدم لهم على أطباق مذهبة ومزخرفة بنقوش من الزيف والتزوير ، يقدم لهم الأفكار التافهة والمعاني الرخيصة ، وما نقوشه ولا زخارفه إلا تعرٍ وكشف للمفاتن ، ومحاصرة جريئة لأخلاق الأسر وعاداتها ودينها ...


أكد استبيان أجرته " مجلة ولدي " أن 98 % من الأبناء يتابعون " الفيديو كليب " بشغف !
أكد استبيان أجرته ولدي على 57 من آباء والأمهات و65 من الأبناء في كل من ( الكويت والسعودية والإمارات ) أن :

1 ـ الأبناء من سن 3 أعوام إلى 18 عام يشاهدون " الفيديو كليب "

2 ـ 92.3 % من الأبناء يتابعون باستمرار " الفيديو كليب "

3 ـ 7.7 % فقط من العينة هي من لا تحرص على متابعتها من الأبناء

4 ـ 39 % من الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية و 31 % يشاهدونها لجمال المغني / المغنية والراقص والراقصة
و 26 % منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل فيها و25 % يتابعها لما تحتويه من إثارة وتشويق .

***

تقول " أم ضاري " ابنتي الصغرى عمرها 7 سنوات وتحب هذه الأغاني جداً ، حتى إنني وجدتها يوماً ترتدي ملابسها القديمة ، فارتدت بنطلولاً قصيراً وبلوزة قصيرة ، وعندما ضحكت عليها قالت : " ألا ترين فتيات " الفيديو كليب " ماذا يلبسن ؟
وطلبت منها أن تستبدلهم ، ولكنها رفضت حتى جاء والدها فذهبت مسرعة خائفة منه !

ويؤكد الدكتور عماد الدين عثمان المستشار الإعلامي بوزارة الأوقاف أن الهدف من الابتذال هو سلخ الهوية الإسلامية
ويضيف د. عماد الدين ( إن إدمان بعض الأبناء على مشاهدة الأغاني والتفاعل معها هو تعبير عن حاجات داخلية لم يتم إشباعها ، وهذا تقصير يقع على العديد من المؤسسات التي تساهم في صياغة وتشكيل فكر الأبناء ، بدءاً من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومروراً بمحطات تربية وتنشئة كثيرة تقع بين هاتين المؤسستين ، يتقدمها جميعاً الإعلام بمختلف وسائله ورسائله ) .

الفتيات في كتالوجات

يقوم المخرجين باختيار ممثليهم من الذكور والإناث في كتالوجات والتي تشرف عليها شركات متخصصة تدعي ( موديلز ) ليختار المخرج ما يناسبه كما يختار أي شخص سلعة ما .

مجلة ولدي العدد الرابع والعشرون
شعبان 1421 هـ





 


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012   #4


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي






12 ـ اللهم سلَّم

من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس .
فالشاشة لها نصيب الأسد
والمجلات والصحف لها تأثير بالغ
والقصص والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة
أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها فلها رواد كُثر

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس .. إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءً محرماً .. فزين الأمر بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين .
ولم تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة ! بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال الأجانب فسميت بائعة الهوى وصاحبة الحب المتدفق !
وغرست أمور في قلوب الناشئة أصبحت اليوم من المُسلمات ! وهي في قلوب الكبار بين موافقة ورفض وكل نفس بما كسبت رهينة !

صرف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى ملاعب الكرة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والتشبه بالكفار !
وصرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم فهناك شهوات تؤجج ونيران تتقد بحثاً عن الحرام ! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات ! ولهذا انتشرت العلاقات المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات !

لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأب وأبنائه !
فقيل للابن أنت حر ، وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

ورغبة في الإلهاء وإرضاء الغرور والتغرير بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم : أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق !
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم في حلة ملطخة بالعهر ولذنوب .

واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة !
فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحددن النسل بطفل أو اثنين !
وتفلتت المرأة في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب !
وتكبرت الزوجة على أم الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً !
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة !

وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام فما حالنا معه ! من الطوام ما نراه من القبول ومن الهوام أن يتأصل الأمر ويُسلم به ! ولو تفقد القارئ ذلك في نفسه وبيته ومجتمعه لوجد الأمر أكبر مما ذكرت وإن سمع أو رأى أحدكم أن عملاً إعلامياً أظهر الحقيقة في ذلك فليفتخر به !
أرأيتم لو أن مقدماً رأى رجلاً وامرأة في مسلسل أو في عمل أدبي وختمه بكلام مؤصل وحقيقة ناصعة وقال : هذا طريق الزنا والعياذ بالله ! كيف يكون الحال .
لكنها إشارات لسيل علا زبده وظهر أثره في سنوات قلائل فاللهم سلم .
عبد الملك القاسم

مجلة الأسرة العدد 102

13 ـ 69 % من الجمهور العربي
يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً


ذكرت مجلة بيان العدد 189 :
( ازدحم الفضاء العربي في وقت قصير نسبياً بنحو 140 قناة فضائية
وتزايدت نسب مشاهدة الجمهور لهذه الفضائيات

وتفيد إحدى الدراسات العلمية الحديثة أن نسبة 69 % من الجمهور العربي يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً

وأن 31 % منهم يشاهدونها لمدة ثلاث ساعات يومياً

و 34.5 % لمدة ساعتين

و15 % لمدة ساعة واحدة يومياً

على حين بلغت نسبة نمو مقتني أطباق البث 12 % سنوياً

و 40 % من هذه الفضائيات تتبع الحكومات العربية

والبقية تعتبر مستقلة ظاهرياً فقط ، وعلاوة على ذلك فهي تعبر بصورة أو أخرى عن ثوابت النظام الذي ينتمي إليه أصحابها
وتمثل البرامج الإخبارية في هذه الفضائيات حوالي 5 % فقط .




14 ـ الفضائيات أزهدت الأزواج في زوجاتهم !!




التقت الأسرة بالدكتور إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله الغصن رئيس لجنة " إصلاح ذات البين " في بريدة
وجاء من ضمن هذا اللقاء .. وجه إليه هذا السؤال :
• ما هي أسباب المشاكل الأجتماعية والأسرية في نظركم ؟
فأجاب : إن الثورة الإعلامية المعاصرة من أهم أسباب المشاكل الاجتماعية التي انعكست سلبياتها على جميع جوانب الحياة الاجتماعية ومنها العلاقة الزوجية ، وخاصة بعض القنوات الفضائية التي سرقت كثيراً من الأزواج من زوجاتهم بل ومن بيوتهم ، وغيّرت أمزجتهم وتطلعاتهم ، فبعد أن كان الزوج مقتنعا بزوجته حيث لا يرى إلا هي أصبح في كل يوم يرى ملكات جمال العالم مما يزهده بزوجته .
بل إن هناك قنوات فضائية تعرض بعض الحركات الجنسية التي لا تستطيع المرأة أن توفر مثلها لزوجها ، حتى أن كثيراً من الزوجات ولو كانت على جانب كبير من الجمال تشعر بأن هذه القنوات الفضائية هي أساس المشاكل الزوجية ، وسبب عزوف الأزواج عن البقاء في بيوتهم .


مجلة الأسرة العدد 112

رجب 1423 هـ



15 ـ هل المحطات الفضائية تزيد
أو تقلل من الخلاف الزوجي ؟

تزداد حدة الخلاف وربما يؤدي بعض الأحيان إلى حالات من الطلاق !!
وهذا ما يؤكده الأستاذ المستشار الإعلامي عبد المحسن البناي في مجلة الفرحة العدد 74 ومما قال مشكورا :
( تزداد حدة الخلاف عندما تعرض المحطات الفضائية من البرامج ما يؤكد انطباع أحد الزوجين عن الآخر ...
ومما قال أيضا : أعتقد أن الخطورة تكمن حين تكثر مشاهدة الأعمال التلفزيونية فتترسب المواقف التي شوهدت في العقل الباطن دون أن يشعر أحد الزوجين بذلك ، فتكون هي المرجع في تقويم المواقف واتخاذ القرارات وأحياناً تبذر بذرة الشك في نفس الزوج أو الزوجة في حال تشابه المواقف

فالخلافات الزوجية يتم مناقشتها عادة بين الزوجين من خلال الموروث المخزون لديهما
فإذا كان هذا الموروث مستقى مما يرى ويسمع ويقرأ في وسائل الإعلام ، فإن القرار الذي سيتخذه سيكون متأثراً بطبيعة الحال بوسائل الإعلام
وأغلب الظن أن أكثر حوادث الطلاق تمت بأسباب ووسائل مشابهة تماماً لما يحدث في الأعمال التلفزيونية ولكن الزوجين لا يعترفان بأن قرارهما قد اتخذه التلفزيون
وقد شعر المسؤولون في المؤسسات الاجتماعية في الولايات المتحدة بخطورة المشكلة .. )


مجلة الفرحة العدد 74





16 ـ آمال فضائية مرتقبة




وجود قناة اسلامية بديلة موجهة للمرأة المسلمة خاصة يعد ضرورة من الضروريات وهذا ما أكدته الكاتبة رقية الهويريني في مجلة الأسرة العدد 113 :
( .... ووجود قناة اسلامية محافظة وجريئة في الطرح والحوار في الحدود التي صانها الإسلام وباركها المجتمع ، يعد من الضروريات بسبب الأوضاع المتجددة حيث نرى تكالب الرذيلة على الفضيلة
ولا بد حينئذ من جود عوامل جذب لتثقيف المرأة المسلمة لا سيما وأنها تعيش في قلق وتوتر جراء خروجها للعمل ومواجهتها لتيارات مختلفة تهددها وتعصف بأفكارها وتكاد تقتلعها من جذورها في تخطيط مدروس لاجتثاثها من أسرتها وتغريبها من هويتها الإسلامية وتعريتها من حشمتها
وهذا المخطط لا بد أن يُحبط خصوصاً أنه يستهدف هدم الأسرة ويركز على المرأة والطفل الذي أصبح يعيش في أحضان مربية مستأجرة تقف به – بدورها – إلى شاشة التلفاز ويجد نفسه – وهو تلك الإسفنجة اللينة التي تمتص كل ما حولها – يتشرب كل ما ُيعرض على هذه الشاشة الفضية وخاصة الأفلام الكرتونية التي يلاحقها من قناة لأخرى وهي تدعو للمكر والخديعة والاستيلاء على حقوق الآخرين بالدهاء والذكاء المذموم .
كما أنها تتبنى ثقافة العنف والانتقام حتى بات الطفل لا يجد غضاضة من أخذ حقوقه بهذا الأسلوب .... الخ .

مجلة الأسرة العدد 113


17 ـ مسؤولية الإعلام


جريمة الشرف والعديد من الانحرافات الأخلاقية الأخرى التي انتشرت في الآونة الأخيرة ... ترتبط بالأداء الإعلامي والكتابات الأدبية والأعمال الدرامية التي تروج للسفور والعري ..

وقد أشار الدكتور أحمد المجذوب – الخبير الاجتماعي – في إحدى دراساته الميدانية حول الممارسات غير الأخلاقية التي اجتاحت بعض المجتمعات العربية كهروب الفتيات والزواج السري وغيرها
( إلى أن الدراما العربية ووسائل الإعلام ساهمت في تلك الانحرافات وأن نموذج الراقصة أو الفنانة التي تهرب من ييت الأسرة تحت دعاوى الضغوط الأسرية وإظهارها بعد ذلك بمظهر القدوة والبطولة قد أثر في وجدان العديد من الفتيات وصرن يمارسنه في الواقع

كما أن الترويج لمفهوم معين للحب يقوم على التلاقي بين الفتى والفتاة بعيداً عن الأسرة والأطر الشرعية عبر الإلحاح الإعلامي بكل وسائله أثر بشكل كبير على المجتمع وعلى طبيعة العلاقات التي تحكم الرجل بالمرأة
فالعديد من الأفلام تصور الراقصة بطلة ولديها أخلاقيات ومثل عليا .. وفي بعض الأفلام تعيش المرأة المتزوجة مع حبيبها وتقدم هذه المرأة على أنها تستحق التعاطف معها !! )

وترى د. ليلى عبد المجيد – أستاذة الصحافة بجامعة القاهرة –
( أن وسائل الإعلام تصور القاعدة العامة للنساء العربيات على أنهن يمارسن التجسس والدعارة وتجارة المخدرات والقتل .. كما تستغل المرأة أيضاً كرمز للجنس المكشوف أو الموارب في كثير من الأعمال الأدبية والفنية العربية التي لا تخرج عن علاقة الخيانة بين رجل وامرأتين أو بين رجلين وامرأة ..... )


مجلة الأسرة العدد 122





18 ـ صرخة احدى الزوجات : زوجي والفضاء !!




فمعروفا أن الصحون الفضائية فيها من الشر العظيم وربما تؤدي مشاهدتها إلى أشياء أخرى ويتطور الأمر ويحصل ما لا يحمد عقباه .. فالمعاصي تجر بعضها وقانا الله من ذلك ..
وبنبرة تملؤها الحسرة والأسى تتحدث هدى.غ ( ربة منزل ) بأنها متزوجة منذ خمسة عشر عاماً ولها سبعة أطفال ، ولم يكن زوجها من محبي السهر خارج البيت لكن ( الصحون الفضائية ) التي أطلت عبر أسقف المنازل في حارتنا جعلت زوجي في البداية يذهب لاستراحة مع مجموعة مع رفقائه راغباً في الاستطلاع والمشاهدة ثم تحول الأمر إلى عادة يومية لا يشغله عنها شاغل !
ومن حينها وزوجي يغلق باب المنزل منذ الساعة التاسعة مساءً ولا يفتحه إلا عند عودته في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل .. !
وللحق فإن زوجي ليس لديه مانع من إيصالي قبل خروجه إلى أي مكان شئت وغالباً ما أختار بيت أهلي لأنهم وحدهم يحتملون ضجيج أطفالي السبعة .. !!



19 ـ إن لم تكن قدوة لابنك .. فالفضائيات قدوته !!



ـ الأبناء يتساءلون .. من يربينا ؟!

يقول د. محمد الثويني الخبير الاجتماعي ومحرر مجلة ولدي :
لقد تحدث إليَّ أحد الأبناء بصراحة وصدق قائلاً : لا أريد أن ألقي اللوم على أحد ولكني للأسف لم أتلق تربية سليمة منذ صغري ، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية واليوم يلومني أهلي على تصرفاتي المؤذية لمشاعرهم ومشاعر الآخرين ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة ؟!

مجلة ولدي العدد 22




 


رد مع اقتباس
قديم 10-13-2012   #5


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



بسمة ر وح .. اجمل ما فيك هو انك انت ..

لقد وثقت بما حباك الله من نِعم ومقومات شخصية ..

وها نحن نقطف ثمار مما حباك الله ..

فاستمري على هذا المنوال .. فكلنا قلوب صاغية .. منقادة لدررك وجواهرك ..

فهنيئا لنا ولمنتدى وهج الذكرى بهذه الروح المفعمة بالحيوية والنشاط ..

ندعو رب العزة والجلال ان يحفظك من مكروه .. وان يرزقك بما تطمحين اليه ..



 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس
قديم 10-09-2012   #6


دموع من القلب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 787
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-15-2013 (08:58 PM)
 المشاركات : 1,883 [ + ]
 التقييم :  53
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



بسمه يعطيك العافية يالغاليه ..
موضوع في منتهى الروعة ..
سلمت يمناك ..
وصح لسانك ..
الله لايحرمنا منك ولا من مواضيعك ..
تحياتي ومودتي لك ..




 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012   #7


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع من القلب مشاهدة المشاركة
بسمه يعطيك العافية يالغاليه ..
موضوع في منتهى الروعة ..
سلمت يمناك ..
وصح لسانك ..
الله لايحرمنا منك ولا من مواضيعك ..
تحياتي ومودتي لك ..

بارك الله فيك اختي دموع
اسعدني مرورك وتشجيعك
اعذب تحية لكي



 


رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012   #8


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي





التربية القرآنية في سورتي الإخلاص

إنها سورة الكافرون وسورة الإخلاص.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ 1 لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ 2 وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 3 وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ 4 وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ 5 لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ 6 }
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 اللَّهُ الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4 }
جاءت الأحاديث بفضائلهما، وحسبنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح يومه بهما في صلاة سنة الفجر ويختم ليله بهما في صلاة الوتر، ويصدح بهما أئمة المصلين في كل ليالي رمضان في بيوت الله. سورة الكافرون تنفي أي تشابه أو التقاء بين عقيدة التوحيد وعقيدة الشرك، وسورة الإخلاص فيها إثبات وتقرير لعقيدة التوحيد الإسلامية.. وكل منهما تعالج حقيقة التوحيد من وجه(1).
عبر هذه الأسطر سنلقي بعض الضوء على معالم التربية القرآنية التي كان القرآن يغرسها في نفوس المسلمين، عبر وقفات، أسأل الله تعالى أن يوفقني إلى الصواب فيها ، وأن يلهمني السداد والرشاد..

الوقفة الأولى: الجهل بالله سبب نزول السورتين يحسن بنا ابتداءً أن نعرض لسبب النزول، لما لذلك من أثر قوي في فهم معنى ومغزى السورة.
سبب نزول سورة ( قل هو الله أحد ) هو الفهم الخاطئ والصورة البئيسة عن الله جل في علاه. جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو، ومن أي جنس هو، أذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب، وممن ورث الدنيا ومن يورثها؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة. وعن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك. فأنزل الله تعالى: ( قل هو الله أحد. الله الصمد )(2).
إنهم يعتقدون لله النسبة وأن منه بنات هن الملائكة، وكذلك اليهود والنصارى ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
أما سورة الكافرون فنزلت في رهط من قريش ، قالوا: يا محمد، هلم اتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيراً مما في يدك قد شركت في أمرنا وأخذت بحظك. فقال: ( معاذ الله أن أشرك به غيره ). فأنزل الله تعالى ( قل يا أيها الكافرون ) إلى آخر السورة. فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأها عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا منه عند ذلك(2) وقد كانوا يأملون موافقته لما رأوا من حرصه على هدايتهم صلى الله عليه وسلم.

الوقفة الثانية: لنتعرف على الله
من هو الله ؟ وما هو التصور الصحيح عن ربنا تبارك وتعالى؟ ( الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد ) الصمد هو كما قال ابن عباس (3): السيد الذي قد كمل في سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه والغني الذي قد كمل في غناه، والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه هذه صفته، لا تنبغي إلا له.

إنه الحي القيوم، الرحمن الرحيم الذي خلق كل شيء وسخر لنا كثيراً مما خلق..
{ إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ . فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ . وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ . يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ . وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ . أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ . وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ . وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ . وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } ذلك غيض من فيض مما عرفنا الله به عن نفسه، وهي آيات، كما ترى تربط القلب البشري بربه، وتغرس فيه حبه.

ما هو تصور النصارى عن الله؟ وما علاقة الكون والإنسان به سبحانه؟ يزعمون أن لله ولداً، سبحانه، والولادة انبثاق وامتداد ووجود زائد بعد عدم أو نقص، وهذا محال على المولى الجبار، فهو ( لم يلد ولم يولد ) بل من يقول بهذا فقد كفر كفراً يخلده في الجحيم، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون ) وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولداً، وإنه ليعافيهم ويرزقهم)(4).
أما علاقتهم والكون بالله فلقد أثرت في شعورهم تلك الأسطورة اليونانية النكدة، أسطورة برومثيوس سارق النار، فشكلت مشاعرهم تجاه الله سبحانه، وانحرفت بهم عن نهجه وهداه.
هذه الأسطورة تصور العلاقة بين البشر والآلهة علاقة صراع دائم وضغينة وأحقاد. علاقة لا ترف فيها مشاعر الرحمة أو العطف أو المودة. ولا يهدأ أوارها حتى يشتعل من جديد. والمعركة قائمة على النار المقدسة: نار " المعرفة ". البشر يريدون أن يستولوا على هذه النار المقدسة ليعرفوا أسرار الكون كلها ويصبحوا آلهة. والآلهة تنكل بهم في وحشية وعنف، لتنفرد وحدها بالقوة، وتنفرد دونهم بالسلطان!
تلك إذن هي طبيعة العلاقة بين البشر والله! العلاقة التي اندست في أوهام الأوروبيين وصارت تصرف أفكارهم بغير وعي. العجز وحده هو الذي يخضعهم لمشيئة الله! وهم غير راضين عن هذا العجز ولا ساكتين عنه. فهم في محاولة دائمة يطلبون "القوة" ويطلبون "المعرفة". يحاولون دائماً أن يقهروا هذا العجز. أو يقهروا – بلغتهم – قوة الطبيعة. أو – بلغتهم اللاشعورية أيضاً – ينتزعوا الأسرار! ينتزعوها من الإله الوثني القديم الذي كانوا يحاولون أن ينتزعوا منه ناره المقدسة!
وبهذا الدافع الخفي المطبوع في أعماق النفس الغربية – في أعماق اللاشعور – يحس الغربيون أن كل خطوة يخطوها "العلم" ترفع الإنسان فوق نفسه درجه، وتنزل الإله من عليائه بنفس القدر!.. حتى تأتي اللحظة المرقوبة التي يتحلب لها ريق الغرب ويتلهف إليها. اللحظة التي "يخلق" فيها الإنسان الحياة، ويصبح هو الله(5).
لا شك أن معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، وتصحيح التصور عنه سبحانه سيكون له أعظم الأثر في إصلاح النفس وإصلاح الحياة.

الوقفة الثالثة: توحيدٌ، ودعوةٌ إلى التوحيد قوله تعالى ( قل هو الله أحد ) أي واحد متفرد لا نظير له ولا وزير ولا نديد ولا شبيه ولا عديل. ولفظة ( أحد ) في الإثبات لا تطلق إلا على الله تعالى، بخلاف النفي.. فقد تقول لم يخرج من المسجد أحد. وذلك لأن الله تعالى هو وحده الكامل في صفاته وأفعاله.
هذه الآية تشابه الآيتين الأوليين من المعوذتين من وجه وتختلف عنهما من وجه آخر. أما التشابه فمن حيث أمر الله تعالى رسوله بالتلفظ بما فيها، بينما ( قل هو الله أحد ) فيها أيضاً توحيد من الله لنفسه، كما أن فيها أمرٌ بالبلاغ والدعوة إلى التوحيد (6). أي يا محمد ، ويا أصحاب محمد، ويا كل المسلمين.. وحدوا الله وادعوا الناس كافة إلى توحيد الله.
وهل دعوات الأنبياء إلا على هذا الأس العظيم ( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ).

الوقفة الرابعة: هل الكافرون سيرضوننا بالدخول في الإسلام؟ قال تعالى: ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) هذه الآية تنفي أن يعبد الكافرون الله تعالى.
وفي الآية وتكرارها معانٍ.. منها: أن امتناعهم من عبادة الله ليس لذاته، بل كانوا يظنون أنهم يعبدون الله[ ولا يزال كثير منهم كذلك ] ولكنهم كانوا جاهلين به(7). فمهما ظنوا أنهم يتقربون إلى الله ببعض العبادات فهي في الحقيقة ليست عبادة لله لأن حقيقة العبادة تنافي الشرك بالله، وهذا معنى لا إله إلا الله النافي لكل معبود إلا المعبود بحق وهو الله تعالى.
ومن معانيها: أنه مهما قدمت إليكم من تنازلات، فإنكم يا كافرين لا تتنازلون عن شرككم بالله تعالى، ولو أرضيتكم بالشرك بالله ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )، فمع إمكان حصول رضاهم عنا بالشرك بالله إلا أنه لا يمكن أن يرضوننا بعبادة الله وتوحيده.
ثم تأمل وصف الله لهم بصيغة نفي اسم الفاعل ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ليدل على ثبوت هذا الوصف وعدم انفكاكه عنهم.. ولو لمرة واحدة.

الوقفة الخامسة: لا نرضي الكافرين بتلبية رغباتهم ولو لمرة على حساب ديننا ( لا أعبد ما تعبدون ) ( ولا أنا عابد ما عبدتم ) فيه نفي أن يعبد الرسول صلى الله عليه وسلم آلهتهم الكاذبة. ولكن ما سر التكرار؟ توكيد مفهوم التوحيد والبراءة من الشرك من ذلك، إلا أن بين الآيتين اختلاف في الصيغة. ففي الآية الأولى أتى بصيغة نفي الفعل، وفي الثانية أتى بصيغة نفي اسم الفاعل. والفرق بين الفعل واسم الفاعل أن الفعل يدل على الحدوث والتجدد والوقوع ولو لمرة واحدة، والاسم يدل على الوصف اللازم ويدل على الثبوت ، فكأنه قال:إرضاؤكم بعبادة آلهتكم لا يقع مني ولو لمرة، وأن هذا ليس وصفي ولا شأني(8).
ونحن أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والمخاطبون بهذه الآيات من بعده لا ينبغي لنا أن نرضي الكافرين بما يقدح عقيدتنا ولو كان يسيراً ولو لمرة. وقد جاءت التوجيهات القرآنية صريحة ومضمنة بالنهي عن طاعة الكافري؛ إطلاقاً.. يقول المولى جل ذكره: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ . بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) وقال جل ذكره في آيات فيها من التحذير والكشف عن حقيقة الكافرين وما تنطوي عليه نواياهم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ . هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )

الوقفة السادسة: التميز لا التميع
الدين هو الملة والعقيدة التي تقع سلوكيات الحياة والتقاليد والعادات على مقتضاها. وفي هذا الإطار يقول الله عز وجل ( لكم دينكم ولي دين )، أي لكم ملتكم وعقيدتكم بل وسلوكيات حياتكم وعاداتكم وأنماط عيشكم، ونحن لنا ملتنا وعقيدتنا وسلوكيات حياتنا وعاداتنا وأنماط عيشنا.
لا نوافقكم على ما أنتم عليه من الدين فإنه باطل مختص بكم، لا نشرككم ولا أنتم تشركوننا في ديننا الحق. وهذا غاية البراءة والتنصل من موافقتهم في دينهم(9).
جاء في وثيقة الحلف بين المهاجرين والأنصار البند الأساس الذي نص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن المسلمين ( أمة من دون الناس ).. فقد تتشابه الأمم والدول ويتبع بعضها بعضا في نظمها وتشريعاتها وأخلاقها، اليهود والنصارى والمجوس وغيرها، إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهي أمة من دون الناس، لا يليق بها – بل يحرم عليها – موافقة الكافرين في ما هو من خصائصهم في العادات والتقاليد، فضلاً عن موافقتهم في الشعائر والنظم.
وهذا التمييز كان أمراً مقصوداً يستهدف زيادة تماسك الأمة واعتزازها بذاتها، يتضح ذلك في تمييزها بالقبلة واتجاهها إلى الكعبة. وقد مضى النبي صلى الله عليه وسلم يميز المسلمين عمن سواهم في أمور كثيرة ويوضح لهم أنه يقصد بذلك مخالفة اليهود [ كفار المدينة ] من ذلك: أن اليهود لا يصلون بالخف فأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن يصلوا بالخف، واليهود لا تصبغ الشيب فصبغ المسلمون شيب رأسهم بالحناء والكتم. واليهود تصوم عاشوراء والنبي صلى الله عليه وسلم يصومه أيضاً ثم اعتزم أواخر حياته أن يصوم تاسوعاء معه مخالفة لهم. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وضع للمسلمين مبدأ مخالفة غيرهم والتميز عليهم فقال: ( من تشبه بقوم فهو منهم )وقال: ( لا تشبهوا باليهود ) والأحاديث في ذلك كثيرة وهي تفيد معنى تميز المسلمين واستعلائهم على غيرهم(10).

الوقفة السابعة: لا التقاء بيننا وبين الكافرين إنها ضرورة المفاصلة الواضحة بيننا وبين الكافرين. فلا يمكن أن نلتقي وإياهم لا في الاعتقاد ولا التصور ولا المنهج ولا السلوك.
أما الاعتقاد فنحن نؤمن بأنه لا إله إلا الله، وهم يشركون بالله ما لم ينزل به سلطاناً من حجر أو شجر أو بشر..
ونحن نؤمن بالأنبياء جميعاً ( آمن الرسول بما أنزل إليه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) وهم يكفرون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونه ويسخرون منه.
أما التصور فنحن نرى أن هذا الكون مما يتصل بالإنسان إنما هو مسخر لنا كما ورد في آيات كثيرة من أمثال قوله تعالى ( والله جعل لكم ) و ( وأنزل لكم )، والله الذي وهبه لنا أمرنا أن نسعى فيه وأن نعمره بمنهجه لا بأهوائنا.
والكافرون يرون الكون طبيعة يغالبون بها الله تعالى وأنهم استطاعوا بفضل عقولهم أن يصلوا إلى درجة الربوبية في صناعة الأشياء وتسخيرها فيما يريدون، فأهلكوا الحرث والنسل.
ونحن نعلم – من خلال الكتاب والسنة – تفاصيل حياة الإنسان، مبدأه ومنتهاه ومصيره وآخرته. والكافرون لا يعلمون عن الإنسان ذلك كله فاختلقوا مبدأ كريهاً يخالف ما شرفه الله به فزعموا أن مبدأه حيواناً قرداً، حسب قانون التطور المشئوم.
ونحن نرى الحياة الدنيا جزءاً من الحياة تتبعها حياة البرزخ ثم الحياة الأخرى، ونرى الحياة الدنيا مزرعة للآخرة وسبيلاً إليها ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ). والكافرون يرون الحياة الدنيا هي كل الحياة ، فلا برزخ ولا معاد، ولا حساب ولا جزاء ( زعم الذين كفروا ألن يبعثوا) فعثوا فيها فساداً يسابقون الموت بشهواتهم.
أما المنهج فمنهجنا الوحي المعصوم من كتاب وسنة لا يأتيهما الباطل من بين أيديهما ولا من خلفهما. ومنهج الكافرين حثالة أذهان المضلين من البشر الذين سولت لهم أنفسهم وشياطينهم أن يشرعوا لأمثالهم القوانين والنظم.
أما السلوك فإن النظام الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي الذي جاء به الوحي يؤطر حياتنا وحرياتنا وعلاقاتنا وعاداتنا بإطار من الأدب والحشمة، والجماعية ومحبة الغير، والمسؤولية.. والخشية من الله تعالى.
والكافرون يعيشون بلا إطار.. لا أخلاقي ولا اجتماعي ولا اقتصادي.. ليس إلا الأنانية والتفلت والتمرد على ما هو أصيل وطاهر .. ليس إلا الحريات المفتوحة في كل الاتجاهات التي أهلكت الحرث والنسل.. ليس إلا حياة الأنعام ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ). إن الفوضى المالية والجنسية ليست إلا إفرازاً نجساً من الكيان الكافر الملحد.
كيف نلتقي بهم في وسط الطريق وبيننا وبينهم بعد المشرقين؟!
وعندما يريد فئام من الأمة الالتقاء بهم في وسط الطريق – كما يقال – فإنهم في الحقيقة يرتمون في أحضانهم و يقعون في شراكهم، ثم لا يعودون ولاهم يخرجون.. إلا بالخيبة والخسران والتفسخ والانحلال وفقد الهوية والانهزام. أم إنها النبوءة الصادقة من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما في حديث ثوبان(11) ( ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ).

الوقفة الثامنة: إعلان البراءة والمفاصلة مقتضى كل آيات سورة الكافرون إعلانُ هذه المفاصلة والبراءة بكل وضوح للكافرين، وأن لهم دينهم وطريقتهم في الحياة، ولنا ديننا وطريقتنا في الحياة. ولهذا لما نزلت السورة امتثل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر وغدا إلى المسجد الحرام وقرأها على الملأ من قريش.

الوقفة التاسعة: المفاصلة الوجدانية
الشعور بكراهية الكفر وما عليه الكافرون من عادات ونظم وأنماط حياة، وأنه باطل ، والتحرز منه من مقتضيات التوحيد، وهنا يستشعر المسلم حلاوة الإيمان، كما في الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار )(12).
وهذا هو حجر الأساس، شعوره بأنه شيء آخر غير هؤلاء. لهم دينهم وله دينه، لهم طريقتهم وله طريقته. لا يملك أن يسايرهم خطوة واحدة في طريقهم. ووظيفته أن يسيرهم في طريقه هو، بلا مداهنة ولا نزول عن قليل من دينه أو كثير!(13) الصحابة رضوان الله عليهم كانوا على هذا الحال. ما إن يسلم الرجل منهم أو المرأة، وما إن يتلفظ أحدهم بالشهادة حتى يسلخ كل أثواب الجاهلية وكل أنماط الجاهلية وكل ما يتعلق بالجاهلية على أعتاب الباب الذي يدلف منه إلى الإسلام، فلا يبقى في نفسه وضميره ووجدانه إلا الإسلام. هكذا رباهم القرآن، وهكذا كانوا، والله المستعان.

الوقفة العاشرة: الثبات على المبدأ
لم يكن من هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم – وليس هذا بمقتضى الإسلام – تمييع الدين إرضاءً للكافرين، ولا التنازل عن بعض مبادئه خوفاً منهم.. كلا ورب الكعبة. وقد كانوا مستضعفين في مكة ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ...) الآية، بل كان يعلم صلى الله عليه وسلم من أول الأمر أن العرب قاطبة قد تجتمع على حربه.
إنه الثبات على المبدأ أمام فتنة الكافرين، من ترغيب وترهيب، مهما غزونا عسكرياً أو اقتصادياً أو ثقافياً.

الوقفة الحادي عشرة:كيف نخاطب الكافرين
( يا أيها الكافرون ) هذه طريقة الخطاب القرآني الفريدة التي لا مثيل لها في القرآن، والتي تصفهم بالكفر الصريح الخالص. تحقيراً لهم وتأييداً لوجه التبرؤ منهم، وإيذانا بأنه لا يخشاهم صلى الله عليه وسلم إذا ناداهم بما يكرهون مما يثير غضبهم. قال أبو بكر بن الأنباري: إن المعنى: قل للذين كفروا يا أيها الكافرون أي يعتمدهم في ناديهم فيقول لهم: يا أيها الكافرون، وهم يغضبون أن ينسبوا إلى الكفر(14). لأنهم يعتقدون أنهم هم المؤمنون. وكما يعتقد كفار قريش أنهم أتباع إبراهيم عليه السلام فكذلك النصارى اليوم ومن قبل يعتقدون أنهم أتباع عيسى عليه السلام وأنهم حملة الخير والنور إلى الأمم. بينما في الحقيقة هم الكافرون، وهذا هو اسمهم.. إنهم ليسوا بـ ( الآخر ) ولا ( أتباع الديانات السماوية ) بل هم ( الكافرون حقاً ).. هكذا سماهم الله تعالى وأمر نبيه أن يخاطبهم بهذا الاسم.
قال ابن كثير رحمه الله عن هذا الخطاب: ( يشمل كل كافر على وجه الأرض)(15).

الوقفة الثاني عشرة: الحرية الحقيقية
حين يحصل اليقين في القلب من فهم واعتقاد ما في سورة الإخلاص؛ فإن القلب يتحرر من كل القيود، قيود الشهوات والشبهات، وقيود الرغبة والرهبة، فلا يرغب القلب إلا فيما عند الله الأحد الصمد، ولا يرهب إلا الله الأحد الصمد، ولا يرجوا ولا يخاف إلا الله الأحد الصمد.
وكيف يرجو وكيف يخاف من المخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا يستطيعون نصر أنفسهم، ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا رزقاً.. وهذه التربية القرآنية هي ذاتها التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه عليها، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال " يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي " احفظ الله تجده أمامك , تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة , واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لك يكن ليخطئك , واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً "(16) .
إنها الحرية الحقيقية والتي قد لا يشعر بها بعضنا حيث تملكت الدنيا على القلوب، نسأل الله أن يفك عقالها.

الوقفة الثالثة عشرة: لنتربى على منهج القرآن ينبغي علينا أن نربي أبناءنا ونساءنا ومجتمعنا على هذا المنهج القرآني وعلى هذه التربية القرآنية، كما كان الله عز وجل يربي رسوله وأصحابه عليها. وهذه المعاني مما رباهم القرآن عليه كما في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان )، قال المفسرون: أي في جميع شرائع الدين، ولا يتركوا منها شيئاً(17).
ولنتأمل قوله تعالى ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلا. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً ) وذلك من كثرة محاولاتهم في أن يأتي بما يوافق أهواءهم مما لم يأت به الله، وحرصه صلى الله عليه وسلم على هدايتهم(18).

ولقد كانت سيرته صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده الترجمة العملية لهذه المفاهيم القرآنية، ولولا خشية الإطالة لعرضنا لشيء من تلك المواقف الكريمة.


المراجع

(1) في ظلال القرآن 6/4005.
(2) أسباب النزول للواحدي.
(3) تفسير ابن جرير الطبري 30/346.
(4) متفق عليه.
(5) انظر: قبسات من الرسول لمحمد قطب 42.
(6) انظر: الضوء المنير على التفسير لابن القيم،جمع علي الحمد الصالحي 6/484.
(7) الضوء المنير 6/466.
(8) انظر : الضوء المنير 6/470.
(9) الضوء المنير 6/475.
(10) السيرة النبوية الصحيحة لـ د. أكرم العمري1/292، وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية حافل بتفصيل هذا الموضوع.
(11) أخرجه أبو داود 4252.
(12) متفق عليه.
(13) في ظلال القرآن 6/3992.
(14) تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور 30/581.
(15) تفسير القرآن العظيم 4/726.
(16) أخرجه الترمذي 2516 والإمام أحمد 1/293 برقم2669.
(17) تيسير الكريم الرحمن للسعدي 77.
(18) انظر تفسير السعدي 415.





 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #9


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



تسلم اخي شهاب
ربي ما يحرمنا طلتك



 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #10


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



تاريخ الاستعباد

حمدي شفيق

لم يكن الإسلام مسئولاً عن ابتداع الرق . هكذا تثبت حقائق التاريخ التى دوَّنَها المؤرخون من غير المسلمين .. فالتاريخ المعروف للبشرية يشير إلى أن الرق ظاهرة عريقة فى القدم ، تاريخها هو ذاته تاريخ الاستغلال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان . وقد نشأت ظاهرة الاستعباد منذ عشرات الألوف من السنين ، وتحديدًا فى فترة التحول من الصيد إلى الاعتماد على الزراعة المُنَظّمة كوسيلة لاكتساب الرزق .. يقول المؤرخ الكبير "ول ديورانت" فى موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" :
(بينما كانت الزراعة تُنْشئ المدنيِّة إنشاءً فإنها إلى جانب انتهائها إلى نظام الملكية ، انتهت كذلك إلى نظام الرق الذى لم يكن معروفًا فى الجماعات التى كانت تقيم حياتها على الصيد الخالص، لأن زوجة الصائد وأبناؤه كانوا يقومون بالأعمال الدنيئة , وكانت فيهم الكفاية لذلك، وأما الرجال فقد كانت تتعاقب فى حياتهم مرحلة تضطرب بنشاط الصيد أو القتال، يتلوها مرحلة من فتور الاسترخاء والدعة بعد الإجهاد والعناء. ولعل ما تنطبع به الشعوب البدائية من كسل قد بدأ – فيما نظن – من هذه العادة . عادة الاستجمام البطىء بعد عناء القتال والصيد ، ولو أنها لم تكن عندئذ كسلاً بمقدار ما كانت راحة واستجمامًا ؛ فلكى تحوِّل هذا النشاط المتقطع إلى عمل مطرد ، لابد لك من شيئين : العناية بالأرض عناية تتكرر كل يوم , وتنظيم العمل .
وأما تنظيم العمل فيظل مُنْحلَّ العرى لَدُنِّىَّ النشاط مادام الناس يعملون لأنفسهم، لكنهم إذا كانوا يعملون لغيرهم فإن تنظيم العمل لابد أن يعتمد فى النهاية على القوة والإرغام ؛ وذلك أن نشأة الزراعة وحدوث التفاوت بين الناس انتهيا إلى استخدام الضعفاء بواسطة الأقوياء اجتماعيًا ؛ ولم يتنبَّه الظافر فى القتال قبل ذلك إلى أن الأسير الذى ينفعه هو الأسير الحى ، وبذلك قلَّت المجازر وقلَّ أكل الناس بعضهم لحوم بعض كلما زاد نظام الرق اتساعًا. وإذن فقد تقدم الإنسان من حيث الأخلاق تقدمًا عظيمًا حين أقلع عن قتل أخيه الإنسان أو أكله ، واكتفى من أعدائه باسترقاقهم. وإنك لترى تطورًا كهذا يتم اليوم على نطاق واسع ، إذ أقلعت الأمم الظافرة عن الفتك بالعدو المغلوب ، واكتفت باسترقاقه عن طريق التعويض الذى تقتضيه إياه . ولما استقر نظام الرق على أسسه ، وبرهن على نفعه ، أخذ يزداد نطاقه بأن أضيف إلى الرقيق طوائف أخرى غير الأسرى ، فأضيف إليهم المَدِينُون الذين لا يُوفَون بالدَّيْن ،واللصوص, والمجرمون الذين يعاودون الإجرام ، هذا إلى جانب غارات تُشن عمدًا لاجتلاب الرقيق ؛ وهكذا كانت الحرب بادىء الأمر عاملاً على نشأة الرق ، ثم أصبح الرق عاملاً على شن الحروب .
ولعل نظام الرق حين امتدت به القرون قد أكسب الجنس البشرى تقاليده وعاداته من حيث العمل . فلن تجد بيننا أحدًا يُقدم على عمل شاق عسير إذا كان فى مقدوره أن يتخلص منه بغير أن يتعرض لشىء من العقاب البدنى أو الاقتصادى ، وإذن فقد بات الرق جزءًا من النظام الذى استعد به الإنسان للقيام بالصناعة ، هذا فضلاً عن أنه عمل على تقدم المدنيَّة بطريق غير مباشر ، بأن زاد من الثروة فخلق الفراغ لفئة قليلة من الناس ، ولما مضت قرون على هذا النظام ، جعل الناس ينظرون إليه على أنه نظام فطرى لاغنى عنه !!- واستوى فى هذا الرأى أكابر الفلاسفة مع أجهل الناس،وبهذا قال أرسطو قبل الأديان، ثم بارك القديس بولس هذا النظام الاجتماعى الذى لابد أن يكون قد بدا لعينيه فى عصره نظامًا قضى به الله)!! ولمن شاء مزيدا من التفاصيل أن يراجع كتاب ديورانت الهائل الذى طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب مترجما الى اللغة العربية .
وقد عرفت كل الحضارات والأمم السابقة على الإسلام ظاهرة الاستعباد للآخرين على أوسع نطاق ممكن .. فالرق كان موجودًا لدى الفراعنة .. إذ كان الملوك والكهنة وقواد الجيش المصرى القديم يتخذون أسرى الحرب عبيدًا لهم ، يستخدمونهم فيما تحتاج إليه الدولة الفرعونية من أعمال كشق الترع وبناء الجسور والمعابد والأهرامات . وعلى خلاف المعروف لدى الأمم الأخرى فى تلك الفترة - كما يلاحظ محمد عطية الأبراشى (1)- كان عبيد القصور يتمتعون بمعاملة إنسانية فى مصر ، وكان مسموحًا للحرّ أن يتزوج جارية . وكان محظورًا على السادة قتل الرقيق ، ومن قتل عبدًا فإنه يُقتل به على سبيل القصاص ..

الرق فى أشور


وكان الرق موجودًا على أوسع نطاق لدى الآشوريين .. وقد كانت قصورهم مليئة بالعبيد والجوارى للخدمة والمتعة فى آن واحد .. ومن أطرف الوثائق والعقود التى عُثر عليها وتعود إلى عهد الملك نبوخذ نصر – كما يقول ول ديورانت – تلك العقود المتصلة بالعبيدوكان مصدر هؤلاء العبيد أسرى الحروب ، والغارات التى يشنها البدو الرحل على الولايات الأجنبية، ونشاط العبيد أنفسهم فى التناسل . وكان ثمن الأرقاء يختلف من عشرين ريالاً إلى خمسة وستين للمرأة ، ومن خمسين ريالاً إلى مائة ريال للرجل . وكان هؤلاء العبيد هم الذين يؤدون معظم الأعمال العضلية فى المدن ، وتدخل فى هذه الأعمال الخدمات الشخصية .
وكانت الجوارى ملكًا خالصًا لمن يبتاعهن ، و عليهن أن يمهدن له فراشه ويطبخن له طعامه ، وكان المعروف أنه سيستولدهن عددًا كبيرًا من الأبناء . وكان العبد وكل ما ملكت يداه ملكًا لسيده : من حقه أن يبيعه أو يرهنه وفاء لدين ، ومن حقه أن يقتله إذا ظن أن موته أعود عليه بالفائدة من حياته . وإذا أبق العبد فإن القانون لا يبيح لأحد أن يحميه وكانت هناك جائزة لمن يقبض عليه . وكان من حق الدولة أن تجنده كما تجند الفلاح الحرّ للخدمة العسكرية, أو تسخّره للقيام ببعض الأعمال العامة كشق الطرق ، وحفر القنوات . وكان أكثر العبيد يقنعون من حياتهم بكثرة انجاب الأبناء ، حتى صاروا أكثر عددًا من الأحرار . فكانت طبقة الأرقام الكبيرة تتحرك كأنها نهر تحتى جيَّاش يجرى تحت قواعد الدولة البابلية).(2) انتهى .





 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع بسمة روح مشاركات 59 المشاهدات 56486  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 (إعادة تعين)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:50 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah