~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 357
عدد  مرات الظهور : 3,904,245


عدد مرات النقر : 357
عدد  مرات الظهور : 3,904,245

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة
نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة
التعليمـــات روابط مفيدة
 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-11-2021
الصقر غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]
اوسمتي
وسام الكاتب المميز وسام العيد مع الجوري مسابقة عطر الجوري وسام عضو مشارك 
لوني المفضل Aqua
 رقم العضوية : 2086
 تاريخ التسجيل : Feb 2016
 فترة الأقامة : 3002 يوم
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:35 PM)
 المشاركات : 29,300 [ + ]
 التقييم : 11111807
 معدل التقييم : الصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond reputeالصقر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 2,980
تم شكره 2,083 مرة في 1,571 مشاركة

اوسمتي

افتراضي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حين جعل الله -تعالى- الدنيا دار ابتلاء وعمل، وحفَّها بالشهوات المُشاهَدة المحسوسة، وجعل الآخرة دار جزاء وقرار، وهي غيْبٌ أخبرنا عنه؛ فإنَّما ذلك لِيظهر مَن يؤمن بالغيب الموعود، ويقدِّمه على المشاهَد المحسوس، فيخاف وعيد الله -تعالى- في الآخرة، ويرجو وعده، ويعيش دنياه على وفق ذلك.


إنَّ مَن آمن بالحياة الباقية، وعَمِل للآجلة، وجعل غايته الدَّار الآخرة، ولم يستعجل اللَّذَّة العابرة، والشهوة الزائلة، ولا اغترَّ بالحياة الفانية؛ فإنَّ جزاءه جنَّة عرضها السَّماء والأرض، فيها ما لا عيْنٌ رأَت، ولا أذُن سَمِعت، ولا خطَر على قلب بشر، لا تَبْلى ثيابُهم، ولا يَفْنى شبابُهم، يَنْعمون فيها فلا يَبْأسون، ويصحُّون فلا يمرضون، ويخلدون فلا يموتون.

والكلام عن الجنَّة وما فيها من النعيم، تَطْرب له قلوبُ المؤمنين، وتشتاق له أسماع المُوقنين، فيشمِّرون عن سواعد الجدِّ والعمل في الباقيات الصالحات؛ لتحصيل أعلى المنازل والدَّرجات فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ


والقرآن والسُّنَّة مليئان بالحديث عن الجنَّة؛ لِزَرْع اليقين في قلوب المؤمنين بحقيقتها، وتَشْنيف أسماعهم بذِكْرها، وتشويقهم لأنواع نعيمها، وحفزهم للمسابقة في أعلى درجاتها. إذْ هي دار الكريم المنَّان، وجزاء الرحيم الرحمن، وهبَها للمؤمنين برحمته، وجعل الإيمان والعمل الصالح سببًا يوصل إليها، وليس ثمنًا لها، تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ... وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى


ومن نعيم الجَنَّة ما فيها من أنهار تَجْري، وعيون تتفجَّر، وأنهار الدُّنيا وعيونها مع كثرتها، وعذوبة مائها، وطيب هوائها - ليست شيئًا يُذْكَر عند أنهار الجنة وعيونها، ومع ذلك فإنَّ أنهار الدُّنيا وعيونها قد سلَبَت الألبابَ بِجَمالها، وأشعلت الحروب لحيازتها، وعمرت بالسَّاكنين جنباتها، وأثمن ما في الأرض ما كان على حافة نهرٍ، أو نبعت فيه عين، وأغلى ما يُكترى من المنتجعات ما كان على شواطئ البحار وحواف الأنهار؛ لأَسْر منظرها، وجمال مَشْهدها، وطيب هوائها، وراحة النَّفْس فيها، وما زال الناس قديمًا وحديثًا يستجمُّون في سواحل البحار والأنهار، وإذا هطل المطر وحلَّ الربيع في الأراضي الصحراوية، خرج الناس لرؤية الوديان والشِّعاب وهي تجري بالماء، وخيَّموا حول الغدران والقيعان للتمتُّع بمنظر الخضرة والماء.

بل إن فرعون حين غشَّ الرعيَّة، وادَّعى الرُّبوبية؛ استدلَّ بجريان الأنهار من تحت قَصْره على سَعة مُلْكِه وقُدْرَته؛ مخادَعةً لقومه، ولولا ما في النُّفوس البشرية من محَبَّة ذلك، والاستدلال به على النَّعيم، لمَا استدل به فرعون اللئيم، الذي كفر نعمة الله -تعالى- إذْ رزقه، وهتك ستر نفسه حين ستَره؛ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ .

والله -تعالى- خالِقُ البشَر، وهو -سبحانه- يعلم جبِلَّتَهم في تمتُّعِهم برؤية الماء وجريانه؛ ولِذَا وعَدَهم على إيمانِهم وعمَلِهم الصالحِ جنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار في نحو من أربعين موضعًا في القرآن الكريم، وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ، لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ.

والأصل أن الأنهار تجري بالماء، وماء الجنة ليس كماء الدُّنيا عذوبةً وصفاء، ولذَّة ونفعًا، وفي الجنة أنهار أخرى على غير ما عَهِدَ البشر وعرَفوا، وهي المذكورة في قول الله -تعالى-: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى .

فذَكَر -سبحانه- هذه الأجناس الأربعة، ونفى عن كلِّ واحد منها الآفةَ التي تَعْرض له في الدنيا؛ فآفة الماء أن يَأْسَن من طول مُكْثه، وآفة اللَّبَن أن يتغيَّر طعمه إلى الحُموضة، وآفة الخمر كراهة مَذاقِها، وآفة العسَل عدم تصفيته، وهذا من آيات الرَّبِّ -تعالى- أن تجري أنهارٌ من أجناس لم تَجْر العادة في الدنيا بإجرائها، ويُجْريها في غير أُخْدود، وينفي عنها الآفات التي تمنع كمال اللَّذَّة بها.

وهذه الأنهار الأربعة جاء ذِكْرها في حديث معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- قال: «إن في الْجنة بحرَ الماء، وبحْر العسل، وبحر اللبن، وبحر الخمْر، ثم تشقق الأنْهار بعْدُ»؛ رواه الترمذي وقال: حسنٌ صحيحٌ.


فتأملوا -رحمكم الله تعالى- اجتماع هذه الأنهار الأربعة، التي هي أفضل أشْرِبة الناس؛ فنَهْر الماء لشربهم وطهورهم، ونهر اللَّبَن لقوَّتهِم وغذائهم، ونهر الخمر للذَّتهِم وسرورهم، ونهر العسل لشفائهم ومنفعتهم، وثبت في الصحيح أن أنهار الجنة تتفجَّر من أعلاها، من الفردوس الأعلى من الجنة، وتنحدر إلى باقي درجاتها؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلَّم-: «إن في الجنَّة مائة درجةٍ أعدها الله للمُجاهدين في سبيله، كل درجتيْن ما بيْنهما كما بين السماء والأرْض، فإذا سألْتم الله فسَلُوه الفرْدَوْس؛ فإنه أوْسط الْجنَّة وأعْلى الْجنة، وفوْقه عرْش الرحمن، ومنْه تفَجَّرُ أنْهار الجنة»؛ رواه البخاري.


جريدة الأيام















المواضيع المتشابهه:



 توقيع :




رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الصقر على المشاركة المفيدة:
 (01-24-2021),  (01-11-2021)
 
كاتب الموضوع الصقر مشاركات 10 المشاهدات 1775  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-09-2024, 08:35 AM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 08:44 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah