ساترك لكم جسدى للهو

اوسمتي · #1 منذ أسبوع واحد

في ظهيرةٍ مُثْقَلَةٍ، يَلْعَقُ الْعَرَقُ بَدَنِي،
وَيُسَاوِرُهُ غَيْرَةٌ مِنَ الْمِلْحِ الذي يَغْزُو مَسَامَّهُ.
يَتَسَلَّلُ تَحْتَ رِداءٍ خَفِيفٍ، فَيَجْعَلُهُ يَلْتَصِقُ بِي
كَجِلْدٍ ثَانٍ، أَوْ يَلْتَحِمُ كَظِلٍّ فَاضِحٍ.

تَبْرُزُ مِنْ تَحْتِهِ مَعَالِمُ لَا أُرِيدُهَا أَنْ تُرى. تُحَاوِلُ
يَدَايَ أَنْ تُخْفِيَ مَا كَشَفَهُ الْعَرَقُ، بِفِعْلٍ لا إِرَادِيٍّ،
كَجُبْنٍ مَتَأَصِّلٍ في الْأَعْمَاقِ. لَقَدْ تَعَلَّمْتُ، أَوْ قُهِرْتُ،
أَنَّ جَسَدِيَ لَمْ يَعُدْ مِلْكِي. إِنَّهُ مُشَاعٌ لِلْعَالَمِ كُلِّهِ،
وَلَهُمْ الْحَقُّ فِي أَنْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَأَنْ يَحْكُمُوا عَلَيْهِ.

إِنَّهُمْ يَعُدُّونَ خُطُوَاتِي، وَيُحَاسِبُونَ عَلَى كُلِّ
ط رَعْشَةٍ تَسْرِي في عِظَامِي. أَلَا يَكْفِيهِمْ أَنَّ
قُيُودَهُمْ قَدْ سَجَنَتْ رُوحِي في هذا الْبَدَنِ؟

فَكَّرْتُ، هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَهْرُبَ بِرُوحِي، وَأَتْرُكَ
طلَهُمْ هَذَا الْجَسَدَ؟ أَتْرُكُهُ لِيَلْهُوا بِهِ، يَتَصَرَّفُونَ
فِيهِ كَمَا شَاؤوا، وَأَنَا حُرَّ طَلِيقَ ، لَا تُدْرِكُهَا الْأَعْيُنُ
وَلَا تَمَسُّهَا الْأَيْدِي.

وَبَيْنَمَا كُنْتُ أُغْرِقُ في هَذَا الْهَوَسِ، فَتَحْتُ هَاتِفِي الْمُضِيءَ،
وَبَدَأْتُ أَلْعَبُ لُعْبَةَ الْوَرَقِ، أَقْلِبُهَا وَأَقْلِبُهَا، لِأُدْرِكََ أَنَّهَا

لَا تَخْتَلِفُ عَنْ هَذَا الْعَالَمِ. كُلُّنَا أَوْرَاقٌ في
لُعْبَةٍ لَيْسَ لَنَا فِيهَا حَقُّ اخْتِيَارٍ.

المواضيع المتشابهه:

وردة الغرام ,ناطق العبيدي ,رواء و 3 آخرون معجبون بهذا

منذ أسبوع واحد

جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

وردة الغرام معجب بهذا

اوسمتي · منذ أسبوع واحد

كنت هنا بين بستانك الأدبي الأنيق...وأنا احتسي قهوتي الصباحية كانت حروفك سكرها..صهيل الكلمات تأخذك إلى حيث تشاء...وهذا هو الإبداع الراقي الجميل
اعجابي لقلمك
سلامي و تحيتي

وردة الغرام معجب بهذا

اوسمتي · منذ أسبوع واحد

ولي إطلاع تلته رجفة مخيفة أهتز معها جسدي
ذعرٌ تلاه هروب ماكان إعراضاً بل خوف مراود
وعلى إستحياء كنت بخفي حنين معاود
ماذا يمكنني أن أرد على مثل تلك الرائعة
وليس عندي بيان يصف ولم يقو لي من الحزن ساعد
لسنا سوى ارواح حملت هم ذلك الغلاف ( الجسد )
ثم يلجمنا الله سبحانه بالحقيقة وكل ينتصر للجسد معاند
كثير مااحاور نفسي ذلك الحوار الفلسفي
كيف شكل الروح وبما تجسد اذا ذهب الجسد
اهناك مجسم اخر وكل شي وارد
ام تعود الاجساد للارواح عند جنة ومغتسل بارد
لعلي ماكنت في تلك الأمور إلا جاهلة لكن في قلبي يقين
ان الله لا يضيع اجر محسن وعابد

احسنت كاتبنا وأبدعت جداً جداً

وردة الغرام ,رواء ,شمس الاصيل معجبون بهذا

اوسمتي · منذ أسبوع واحد

للنص الادبي أهله وناسه ... والكاتب الرائع تجد جمال نصه داخل كلماته وحروفه
قرأت النص ربما مرتين واكثر في البدايه لم افطن لمكامن جمال الجمل ولم اصل لمعنى حقيقي للمحتوى وتسائلت ماذا يريد ان يخبرنا كاتبنا العملاق محمود حسن حتى وانا اتمعن العنوان ... هي كما ذكرت لحظات نشعر بها ونستشعرها ونتسائل ربما في اليوم والليله الف مرة وولكاتب المتألق اقول انت في عالم لايتركك تلهو بمفردك وليس لك حتى الحق في ان تتنفس دون ان يلقون عليك اللوم او ربما ستأتي لحظة يتحكمون في جسدك اين سيوارى الثرى ان لم تكن قد اخترت المكان !!

اندماج رائع بين مكونات الجسد وادواته وبين الروح

استمتعت هنا .

وردة الغرام ,رواء ,وارفة البيان معجبون بهذا

اوسمتي · منذ أسبوع واحد

في هذا المسرح الفاغر فكيه
ألقي الجسد عريا إلا من أثر الملح .
جلد يتخثر عليه العرق ، فيفضح ما أراد أن يخفى
وتحاك من الانكشاف محاكم لا مهرب منها .
فكان الجسد هاهنا وثيقة إدانة
معلقة على حائط النظر العام .

لكن أيسعنا أن نظل أسرى لجلد ينقض علينا
كلما التصق بنا ؟
ألا يمكن للروح أن تحتجب
أن تفر محلقة إلى فضاء لا تدركه الأعين
ولا تطاله أظافر الفضول ؟
يستسلم الجسد لأهواء الآخرين
فيما الروح تلاحق حلم انعناق لا يدرك .

وما لعبة الأوراق التي قلبتها إلا إسقاط صارخ
أوراق مبعثرة تقلبها أيد غريبة
توزعنا على موائد القدر دون أن نساوم أو نختار .
كأن الحياة ذاتها مقامرة لا تدار بنا بل علينا .

أستاذي
حين يفيض النص بالوجع المقموع ويغدو الجسد
ساحةً مكشوفة للآخرين
يصبح البوح قناعًا وصرخةً معًا .
ما كتبته يقطر توترًا ويضعنا
أمام ثنائية الجسد المسلوب والروح الباحثة عن خلاص .
أو ربما أمام لعبةٍ كبرى تدار بغير إرادتنا .
قهر اجتماعي أعمق وسلبُ الحرية الفردية
ومصادرة حق الإنسان في أن يكون سيد ذاته .
فكان بوحك احتجاجٌ مكتومٌ على العالم الذي يستبيح الخصوصية
يحول الإنسان إلى سلعةٍ أو ورقةٍ في لعبةٍ كبرى .
وصرخةً متخفية في هيئة بوحٍ داخلي
يتأرجح بين العجز والتمرد
بين جسدٍ مباح وروحٍ تتوق إلى الحرية .
إنه سفرٌ من الملح إلى المعنى
من العرق المفضوح إلى الروح لهائمة .
وما بينهما يبقى السؤال معلقًا :
هل نستطيع أن نفلت من لعبةٍ أوراقها وزعت قبل أن نولد .

ما أبهى هذا القلم الذي أجاد في رسم الوجع
على صفحات الحرف .
حول الجسد إلى رمزٍ مثقل بالدلالات
وسكب حرارة الشعور وانكسارات الروح .

رواء.~

وردة الغرام ,شمس الاصيل معجبون بهذا

اوسمتي · منذ 4 يوم

اليك الشكرالجزيل على الطرح الجميل
موضوع رائع قيم ومفيد ومعاني راقية
احاسيس رائعة ومشاعرصادقة
دمت ودام لنا رقي قلمك وتميزك
سلامي وتحياتي

وردة الغرام معجب بهذا

اوسمتي · منذ 20 ساعات

بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن

روعه روعه روعه اعجبتني كثيرا وكثيراً جداً

اسلوبك رائع جدا بالكتابة يجذب القارئ بشكل كبير وملحوظ

تسلم الايادي على المجهود المبذول والطيب والرائع والاكثر من رائع

يعطيك الف عافيه الأديب و الشاعر واخي الغالي محمود

(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 10-05-2025, 08:56 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.