منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   قصص من الأساطير الشعبية (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=8792)

شهاب الليل 10-18-2012 03:32 AM

قصص من الأساطير الشعبية
 
سالفة الاميرة والشاب الذكي



سلطان من السلاطين آتاه الله الملك ورزقه القوة والهيبة .. وتكاملت له أسباب السعادة والنعيم .. إلا من جانب واحد هو جانب الذرية ..
فان هذا السلطان إلا بنت واحدة .. وكان في الإمكان أن تملأ هذه الابنة الواحدة فراغ قلبه لو كانت ابنة عادية إلا انها لم تكن كذلك ..
فهي لا تتكلم ففقد يمضي اليوم .. واليومان .. والشهر .. والشهران .. والسنة .. والسنتان .. وهي صامتة لا تخرج من هذا الصمت إلا في مناسبات نادرة جدا .. ولكنها إذا تكلمت نطقت بالحكمة وفصل الخطاب ..
حز هذا الوضع في نفس السلطان وحاول أن يخرج ابنته من هذه الحالة التي تعيش فيها لكنه لم يستطع وكرر المحاولة تلو المحاولة .. إلا انه لم ينجح ..
وبقيت ابنته على هذه الحالة الى أن بلغت سن الزواج .. وأحب والدها أن يزوجها إلا أن أقاربها
وأبناء عمومتها عزفوا عنها فلم يكن احدٌ منهم يرغب أن يتزوج امرأة تسبه الصم لا تكلمه .. ولا تجيبه إذا كلمها ..
وإذا لا مجال لزواجها إلا لفرد من أفراد الشعب وهذا خير من بقائها هكذا بدون زواج .. ولكن السلطان لا يريد أن يعطي ابنته لأي إنسان يتقدم لخطبتها هكذا لقمة سائغة .. وثمرة يانعة .. بل أراد أن لا تنال إلا بعد ركوب الأهوال والشدائد والتعرض للإخطار ..
فأعلن في شعبه انه مستعد أن يزوج ابنته لأي فرد من أفراد رعيته يتقدم لخطبتها ولكن على شرط أن يخرجها من صمتها ..
وان يجعلها تتكلم بأي كلام وإذا لم يستطع تحقيق هذا الشرط فان جزاءه أن يقطع السلطان رأسه في صباح ليلة الزواج ..
وتناقلت أفراد الرعية هذا العرض .. وعرفوا الشرط الثقيل .. والمصير الخطير الذي يتعرض له الفاشلون عن تحقيق الشرط ..
وتقدم الفارس الأول فكان مصيره الفشل .. ثم القتل .. وقطع رأسه وعلق في مكان خصص لهذا الغرض .. فكان هو الرأس الأول .. من رؤوس هواة الجاه والمال والشهرة ..
ثم تقدم الثاني والثالث والرابع الى أن بلغوا العشرين .. كل واحد منهم كان يؤمل أن يبلغ ما لم يبلغه غيره ولكنه يتعثر ويقع فيما وقع فيه الآخرون من محذور ..
وتوقف الناس عن خطبة ابنة السلطان .. مع ما في الزواج منها من إغراء بالمجد والثروة والجاه ..
وكان هناك شخص ذكي وعاقل ومرح ومتفائل في حياته .. ولكنه مع هذه الصفات كان فاشلا في حياته لم يدرك منها ما يصبو إليه .. وتقدم هذا الشاب الى السلطان خاطبا بعد أن درس الوضع من جميع جوانبه .. وعرف نفسية ابنة السلطان من خلال أحاديث الناس عنها ورسم الخطة التي تضمن الفوز ..

قال له السلطان : هل تعلم الشرط ؟
قال الشاب : إنني يا مولاي مُقدم على خطبة ابنتكم وأنا اعلم الشرط .. واعلم بالمصير إذا فشلت عن تحقيق الشرط ..
فرحب السلطان به وبدأ الاستعداد لزواج الزوج الحادي والعشرين ..
تمت الاستعدادات للزواج .. وزف الزوج الى زوجته .. ودخل الشاب فرأى ابنة السلطان جالسة في ركن من أركان الغرفة .. ورأى فلي ركن الغرفة عبدا اسودا واقفا ومتقلدا سيفه ..
كان الصمت يخيم على هذه الغرفة .. وطال الصمت .. وثقل هواء الغرفة .. وضاق هذا الشاب بهذا الصمت .. وأراد أن يحرك هذا السكون بأي شكل من الأشكال ..
فالتفت الى ناحية العبد وقال له :

أنا اعرف أن نهايتي وشيكة وأريد أن نتحدث حتى لا تشغلني الوساوس والأفكار السوداء .. فقال له العبد ليس لدي ما أقوله فتكلم أنت ..
فقال الشاب : كان في الماضي هناك نجاراً ماهر يتقن صنعته فخطرت له فكرة أن ينحت تمثالا لفتاة تمثل كل شي له .. فاختار نوع من الخشب الممتاز وبدأ في عمله ونحت تمثالا لا مثيل له من الفتنة والحسن والجمال في شكلها ..
وفي يوم زاره صديق له صائغ فرأى التمثال عنده وفتن به فقال له : لا بد من حلي تزين هذا التمثال فتزيده جمالاً فاسمح لي بان اصنع لها حلية ذهبية .. فوافق النجار على ذلك ولم يمانع فرحل الصائغ وتغيب فترة من الزمن وعاد ومعه الحلية الرائعة التي زاده من جمال الفتاة الخشبية وفتنتها ..
وذات يوم قام النجار بمناسبة خاصة له دعا فيها صديقه الصائغ و صديق آخر عابد وزاهد في الحياة .. وفي وقت ما اطلع النجار العابد على تحفته الفنية فلم رأى العابد الفتاة الخشبية تعجب لمهارة النجار ودقة عمل الصائغ التي جعلت من الفتاة بشراً ولكن لا تنطق ولا تتحرك فقرر العابد أن يدعوا الله لكي ينفخ فيها الروح فوافق النجار والصائغ ..
فدعى العابد ربه فاستجاب له الله فأصبحت بشراً سويا تتحرك وكلها جمال وفتنه وتحركت قلوب الشباب الثلاثة .. كلاً منهم يريدها لنفسه .. فالنجار صنعها على يده .. والصائغ يريدها لأنه جملها .. والعابد يريدها لأنه هو الذي دعا لها ..
فلتفت الشاب العريس الى العبد فقال له : لو اختاروك قاضي لمن تحكم أن تكون الفتاة من نصيبه ؟
ففكر العبد واحتار فقال : والله لا ادري فكل واحد فيهم له دور فيها وشارك في تكوينها ولعب دور رئيسي في إيجادها ..
في هذه اللحظة تحركت الأميرة واستعدت للكلام والتفت إليها الشاب فقالت : إن الفتاة للعابد فلولا دعوته لبقيت قطعة خشب جامدة ..
وعندئذ لبس العبد نعاله و حمل سيفه وخرج من الغرفة لان لديه تعليمات بمجرد أن تنطق الفتاة أن يخرج من الغرفة ..
وجاء الصباح واستيقظ السلطان وطلب العبد المخصص لقطع رؤوس الضحايا ليضيف الراس رقم الواحد والعشرين .. ودعا بالشاب لينفذ فيه حكم الاعدام وجاء العبد الموكل بالعروسين وقال يا سيدي السلطان لقد تكلمت الاميرة ..

دهش السلطان ولم يصدق ذلك .. فقال العبد لقد تكلمت بكلام سمعته اذناي ووعاه قلبي ..
فقال السلطان وكيف تكلمت ؟
فقال العبد : ان الرجل قص عليّ قصة تتضمن سؤالا وحُكما .. واستعصى عليّ جواب السؤال ..
واحترت في الحكم .. فتكلمت الاميرة بما تراه من حكم في هذه القضية ..
فقال السلطان اني لا اصدقك ولا اثق بكلامك ..
وسوف نعطي هذا الشاب مهلة ليلة وسوف تراقبه ام الاميرة وسنرى ..

نكمل في الحلقة القادمة ..

أنثى المطر 10-18-2012 06:48 AM


.
.
.

راآآآآئعه جدا ...
كل الشكر لك شهاب الليل على الانتقاء الرائع
وبأنتظار التكمله طبعا ..!

شهاب الليل 10-18-2012 02:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنثى المطر (المشاركة 183506)
.
.
.

راآآآآئعه جدا ...
كل الشكر لك شهاب الليل على الانتقاء الرائع
وبأنتظار التكمله طبعا ..!

هلا وغلا بانثى المطر ..

سرني تواجدك في متصفحي ..

دمت في حفظ الرحمن ..

شهاب الليل 10-23-2012 01:58 AM

عندما قال العبد للسلطان أن الرجل قص عليّ قصة تتضمن سؤالا وحُكما .. واستعصى عليّ جواب السؤال .. واحترت في الحكم .. فتكلمت الأميرة بما تراه من حكم في هذه القضية لم يصدقه السلطان بل أرسل صاحبة الجلالة أمالأميرة لتتيقن أكثر مما قال العبد ..


وفي الليلة الثانية .. دخل الشاب على الأميرة فوجدها في ركنها المعتاد .. ورأى في ركن الغرفة العبد واقف ومتقلدا سيفه .. وصاحبة الجلالة في الركن الآخر ..


كان الصمت يخيم على هذه الغرفة .. وطال الصمت .. وثقل هواء الغرفة ..


وضاق صدر الشاي بهذا الصمت ..

وأراد أن يحرك هذا الصمت بأي شكل من الإشكال .. فالتفت الى ناحية صاحبة الجلالة أم الأميرة وقال لها :
يا صاحبة الجلالة إن وضعي حرج كما تعلمين ومصيري مظلم .. وأخشى أن لا يكون بقي في الحياة إلا سويعات ..
وأحب أن تتلطف جلالتك أن تحدثيني أو أحدثكِ ..
فقالت صاحبة الجلالة أم الأميرة ليس عندي حديث .. وإذا شئت أن تتحدث فلا مانع لدي ..
فقال الشاب :
يحكى في قديم الزمان أن رجلا تزوج من فتاة فرزق منها بثلاث بنات وولدا ذكرا .. ثم قدّر الله على هذا الرجل فتوفي وترك أولاده الأربعة في كفالة أمهم ..
تولتهم أمهم بالرعاية حتى كبروا وبلغوا سن الزواج ..
إلا أن أحدا لم يتقدم الى خطبة واحدة من البنات .. فجز ذلك في نفوس البنات .. وسئمن الحياة .. واسودت الدنيا في أعينهن .. لان مصيرهن مجهول .. ولذلك فقد خيّم الحزن على جميع من في البيت ..
وصمم الأخ أن يزوج أخواته الى أي واحد يطرق بابهن .. من عود وإلا قعود كما يقول المثل الشعبي .. وفي يوم من الأيام دق الباب عليهم ذئب يطلب يد الأخت الكبرى .. فرحب به أخوهم .. وزوجه الكبرى .. وأقيمت مراسم الزواج .. واخذ الذئب زوجته وانطلق بها في مجاهل الصحراء .. وعاشت معه سعيدة منطلقة في تلك الأجواء الفسيحة والذئب يحميها ويحاول إسعادها بكل وسيلة حتى انه كان يصيد صغار الصيد لتربيها وتملأ بها وقت فراغها ..
وكان للذئب صديق هو النسر فرأى سعادة صديقه الذئب بهذا الزواج الموفق وكل منهما سعيد بالآخر ..
ففكر النسر أن يصنع كما صنع صديقه الذئب .. وقال النسر للذئب يا صديقي إنني أغبطك على هذا الزواج وارغب أن اقتفي أثرك .. فهل تعلم لي زوجة مثل زوجتك ؟
قال الذئب : نعم .. أن لها أختا في المدينة وإذا عزمت على الزواج .. فإنني اعتقد أخا زوجتي سوف يرحب بك ويزوجك إحدى أخواته ..
طار النسر الى المدينة بعدما اخذ اسم الشخص وعنوانه من الذئب ..
وسال عن بيت الرجل فدّل عليه .. ودق الباب فخرج إليه الأخ وسلم عليه ورحب به ..
وقال النسر جئتك طالبا الزواج من إحدى أخواتك ..
فقال له الأخ : سوف استشير البنت وأمها ..
استشار الأخ أمه وأخته فوافقوا جميعا وزوجوه البنت الوسطى ..
وأقيمت مراسيم الزواج .. واخذ النسر زوجته وطار بها واسكنها في قمة من قمم الجبال ..
وصار يصيد لها أطايب الصيد .. ويطعمها ويحاول إدخال السرور على قلبها بكل وسيلة ممكنة .. وسعدت الفتاة بهذه الحياة الجديدة .. والرعاية الفائقة التي تلقتها من زوجها النسر .. وكان النسر يأتي لها بصيد من البر ويوما صيدا من البحر ..
وفي يوم من الأيام وبينما هو يبحث عن صيد من السمك اطل عليه حوت كبير من حيتان البحر .. وكلمه وقال له : أراك تأتي الى البخر يوما بعد يوم .. ولم أرى في النسور من يسلك سلوكك .. ولابد أن لك ظرفا تختلف عن ظروف النسور الأخرى .. فاخبرني بحقيقة أمرك لأكون لك عونا فيما تريده من صيد البحر ..
فاخبره النسر بان له زوجة من البشر وقد أسعدته في بيتها ويريد أن يسعدها .. فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ..
فقال الحوت ألا تعرف لي زوجة من البشر .. فقال النسر : إن لزوجتي أخت ثالثة لم تتزوج .. فعليك بالإسراع والزواج منها قبل أن يتزوجها احد قبلك ..
شكر الحوت النسر واستعد في عجل بعد أن اخذ العنوان من النسر ..
وسال الحوت عن بيت الرجل فدّل عليه .. ودق الباب فخرج إليه الأخ وسلم عليه ورحب به ..
وقال الحوت جئتك طالبا الزواج من أختك ..
فقال له الأخ : سوف استشير البنت وأمها ..
استشار الأخ أمه وأخته فوافقوا جميعا وزوجوه ..
وأقيمت مراسيم الزواج .. واخذ الحوت زوجته وذهب بها الى مكان مجاور للبحر وصار يغدو عليها بأنواع الأسماك اللذيذة .. ويجمع لها بعض الأسماك اللطيفة المنظر ويُبقي عليها حية لتكون مُؤنسة لزوجته في وحدتها ..
طالت غيبة الثلاث عن أهلهن .. واشتاقت الأم الى بناتها والاطمئنان عليهن ..
وكان كل واحد من الأزواج الثلاثة قد ترك عنوانه عند صهره ..
فعزم الأخ وأمه على زيارة الحوت وذهبا إليه .. ووجد أخته تهيئ طعام الغداء لزوجة وتنظر قدومه .. جاء الحوت ومعه صندوق مقفل لا يعلم ما فيه .. تفاجأ بوجود الأخ فأخذه بالأحضان وجلسوا جميعا يأكلون من الغداء التي أعدته الأخت ..
وعندما تمت مراسيم الزيارة وودع بعضهن بعضا .. قال الحوت لصهره انه ليس عنده شيء نهديه لك ذا قيمة إلا هذا الصندوق الذي لا اعلم ما فيه .. إلا أن حدسي يؤكد أن فيه شيئا ثمينا .. فخذه مني كهدية .. وإياك أن تفتحه إلا في مكان نغلق الأبواب والنوافذ لئلا يكون الشيء الذي فيه يطير .. فيفر من بين يديك ..
فحمل الصهر هذا الصندوق على رأسه بعد أن شكر صهره العزيز على هذه الهدية ..
كان الطريق خاليا وطويلا الى المدينة .. وانشغل بال الأخ بالصندوق وما في الصندوق .. ولم يكن عنده الصبر الكافي ليبقي الصندوق مقفلا .. والسر مغلقا الى أن يصل الى البيت .. ودفعه حب الاستطلاع الى أن ينزل الصندوق من فوق رأسه وان يفتحه ليرى ما فيه ..
وفتح جزاءا صغيرا من الصندوق لم يستطع أن يعرف ما بداخل الصندوق .. وفتح فتحة اكبر .. إلا انه لم يصل الى نتيجة .. وأخيرا فتح الصندوق كاملا .. فما راعه إلا كتلة من الدخان تطير بين يديه وتحلق في الجو ثم تختفي عن عينه ..
تذكر الأخ وصايا الحوت .. وندم .. ولات ساعة مندم ..
واحتار ماذا يصنع ؟
ثم قرر أخيرا بان يعود الى الحوت فيخبره بالذي حصل ..
فقال الحوت للأخ : عليك يا صهري أن تحضر لي النسر والذئب .. وسوف نتشاور في الطريقة التي يمكننا أن نستعيد ما في الصندوق ..
ذهب الأخ الى أصهاره وجاء بهم الى الحوت .. قال لهم الحوت : إن هذا الشيء الذي طار من الصندوق ثمين جدا .. ويجب أن نبحث عنه حتى نجده ..
قال الذئب إذا كان هذا الشيء الذي طار نزل فوق الارض فعلي إحضاره لكم ..
وقال النسر : إذا كان هذا الشيء الذي طار لا يزال في الجو فعلي إحضاره ..
وقال الحوت : إذا كان هذا الذي طار نزل الى البحر فعلي إحضاره ..
تفرق الأصهار كل يبحث فيما اتفقوا عليه ..
وبعد فترة من الوقت جاء الحوت ومعه ذلك الشيء الذي طار من الصندوق .. انها فتاة لطيفة في غاية الحُسن والجمال ..
واجتمع الأصهار مع اخو البنات وكل واحد منهم ينظر الى الفتاة مؤملا أن تكون من نصيبه ..
فقال الحوت : انها لي فانا الذي حصلت عليها أولا .. وأنا الذي اصطدتها أخيرا ..
فقال الأخ للحوت : لقد أعطيتني هذه الفتاة وأنا أحق بها فما ينبغي أن تعود في عطيتك ..
وفي هذه الأثناء تكلم الذئب وقال : كيف نسيتم دوري في البحث عن هذه الفتاة في البر ؟
قال النسر : وأنا كيف نسيتم دوري في البحث عن هذه الفتاة في الجو ؟
واشتد النزاع بين الأطراف الأربعة كل واحد منهم يريد أن تكون هذه الفتاة من نصيبه ..
وتابع الشاب المغامر حديثه قائلا : يا صاحبة الجلالة لو جُعلتِ حكما فلمن تحكمين أن تكون هذه الفتاة من نصيبه ..
فقالت صاحبة الجلالة : أنني والله محتارة فيمن يكون أحق بها من زملائه .. ولهذا فإنني لا أستطيع أن أصدر حكما اطمئن إليه فيمن يكون أحق بها من هؤلاء المتنازعين الأربعة ..
وفي هذه اللحظة تحركت الأميرة واستعدت للكلام .. فقد كانت تستمع الى القصة من أولها وتتابع فصولها بيقظة تامة ..
قالت الأميرة : إن الفتاة للحوت فهو أحق بها .. فالصيد لمن صاده .. لا لمن أثاره ..
وعندئذ قامت صاحبة الجلالة والعبد وتركت ابنتها وخطيبها منفردين كما تقضي بذلك تعليمات السلطان ..
وجاء الصباح واحضر السلطان الجلاد وطلب الشاب المغامر لينفذ فيه حكم الإعدام .. وتقدمت صاحبة الجلالة وقالت له : لقد تكلمت ابنتي .. فنظر إليها السلطان شزرا .. وقال لها : حتى أنت تبلغيني بما لا يعقل .. وأمر السلطان بأن يؤجل تنفيذ الحكم في الشاب المغامر حتى يراقب الأمر بنفسه ..
تابعونا في الليلة الثالثة لنرى ماذا قص الشاب المغامر على السلطان ..

عذب القوافي 10-23-2012 04:59 PM

دائما مبدع اخوي| شهاب الليل
رائع في انتقائك لا عدمنا وجودك وتواجدك ياالغلا.

تغاريد 10-24-2012 11:22 AM

دائما مبدع اخي شهاب كل الشكرا لك

خال العرب 10-24-2012 01:40 PM

لقد رجعت بنا الي ايام الطفوله وما اجملها من ايام

واعذبها من قصص

بارك الله فيك اخي شهاب

شهاب الليل 10-27-2012 02:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذب القوافي (المشاركة 183687)
دائما مبدع اخوي| شهاب الليل
رائع في انتقائك لا عدمنا وجودك وتواجدك ياالغلا.

هلا وغلا ومليون مرحبا بعذب القوافي ..

سرني تواجدك في متصفحي ..

دمت في حفظ الرحمن ..

شهاب الليل 10-27-2012 02:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندي العمر (المشاركة 183715)
دائما مبدع اخي شهاب كل الشكرا لك


هلا وغلا ومليون مرحبا بندى العمر ..

سرني تواجدك في متصفحي ..

دمت في حفظ الرحمن ..

شهاب الليل 10-27-2012 02:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خال العرب (المشاركة 183730)
لقد رجعت بنا الي ايام الطفوله وما اجملها من ايام

واعذبها من قصص

بارك الله فيك اخي شهاب


هلا وغلا ومليون مرحبا بخال العرب ..

سرني تواجدك في متصفحي ..

دمت في حفظ الرحمن ..

شهاب الليل 10-27-2012 02:28 AM

وجاء الصباح واحضر السلطان الجلاد وطلب الشاب المغامر لينفذ فيه حكم الإعدام .. وتقدمت السلطانة وقالت له : لقد تكلمت ابنتي .. فنظر إليها السلطان شزرا .. وقال لها : حتى أنت تبلغيني بما لا يعقل .. وأمر السلطان بأن يؤجل تنفيذ الحكم في الشاب المغامر حتى يراقب الأمر بنفسه ..
وجاءت الليلة الثالثة ودخل الشاب المغامر على عروسه الأميرة فوجدها في ركنها المعتاد .. ونظر الى ركن المراقبة فلم يرْعهُ إلا والسلطان متربعا فيه ..
فجلس الشاب في مكانه المعتاد صامتا .. وطال الصمت وخيّم على الغرفة وجمع الشاب شتات فكره وهيّأ جميع قواه لتمزيق هذا السكون الثقيل .. وقال موجها حديثه للسلطان :
مولاي إن مصيري كما يعلم عظمتكم مجهول ولعله لم يبق لي في هذه الحياة إلا سويعات .. وسوف اشغل نفسي عن التفكير في مصيري المجهول .. فإذا سمح عظمتكم ا ن أقص على مسامعكم قصة تتضمن سؤالا وفتوى .. فإنني بذلك أكون سعيدا ..
فقال السلطان تحدث بما لديك :
فشرع الشاب في الحديث .. وقال : يا عظمة السلطان كان في قديم الزمان رجلٌ له ثلاثة أولاد وكان له أخ قد رزق ابنة واحدة .. وقدّر الله على أبي البنت فتوفي وترك ابنته لا عائل لها إلا عمها .. فضمها إليه وخلطها بأولاده ..
وكبرت البنت .. وكانت كلما تقدمت في الشباب ازدادت حُسنا وجمالا .. فلما بلغت سن الزواج كانت في منتهى الجمال .. والسحر والدلال .. الى الحد الذي يستطيع المرء بأن يحكم انها أجمل فتاة في المدينة ..
وتنافس الأخوة الثلاثة فيها كل واحد منهم يريد أن تكون من نصيبه .. وكل واحد منهم قال لوالده بأنه يريدها شريكه لحياته .. واحتار الأب لمن يعطيها .. وانشغل باله بهذا الأمر .. وصارت هذه المشكلة تلازمه في النهار وتشغل باله في الليل .. الى أن خطرت على باله ذات يوم فكرة .. انها هي الحل المعقول لهذه القضية التي لا يستطيع فيها أن يرضى واحدا ليغضب اثنين ..
وجمع أولاده وقال : سأعطي كل واحدٍ منكم مبلغا من المال .. ثم تسافرون في طلب الرزق .. فأيكم يأتي الى ابنة عمه بهدية ثمينة نادرة .. يكون هو الأحق بها من إخوته ..
رضي الإخوة الثلاثة بهذا الحل .. فأعطى والدهم كل واحدٍ منهم ألف دينار .. واستعد الإخوة الثلاثة للسفر .. وشدوا الرحال وجعلوا يتنقلون من بلد الى بلد .. الى أن وصلوا الى مدينة عظيمة ملآى بالتحف والصناعات الغريبة فاستأجروا بيتا وسكنوا فيه ..
فلما استقر بهم المقام ذهبوا الى السوق .. وجعلوا ينظرون الى مختلف الصناعات والبضائع .. وبينما هم على هذه الحالة إذ ببائع ينادي على بساط ويعرضه في المزاد العلني ويطلب فيه قيمة ألف دينار ..
ذهب الأخ الأكبر لينظر الى هذا البساط الذي يطلب فيه صاحبه ألف دينار .. بينما البساط العادي الذي في طوله وعرضه لا يساوي أكثر من دينار أو ديناران .. .. وسال الأخ الأكبر البائع ما السر في ارتفاع قيمة هذا البساط ؟
فقال له البائع : إن فيه ميزة خاصة وهو انه يطير بصاحبه الى حيث يريد حاملا فوق ظهره جميع ما يُحمل عليه ..
فكر الأخ الأكبر قليلا .. وقال : اشتريته .. وانقد لصاحب البساط الألف دينار ..
وطوى البساط بعناية وأخذه تحت إبطه وتوجه به الى البيت ..
سأله : إخوته عن هذا البساط وقيمته فاخبرهم بقيمته وبالسر الذي يمتاز به هذا البساط ..
وفي اليوم الثاني ذهب الأخ الأوسط الى السوق وجعل يتطلع الى مختلف السلع والبضائع .. وبينما هو في تأملاته .. إذ يسمع رجلا يعرض مرآة للبيع ويُحدد لها سعرا مرتفعا .. وسأله عن السر في ارتفاع ثمنها .. فقال صاحبها انها تراك تنظر الى الغائب الذي يخطر على بالك وكأنه جالس أمامك ..
وفكر الأخ الأوسط قليلا .. وقال : اشتريتها .. وانقد لصاحب المرآة الألف دينار ..
ولفها في قطعة قماش كانت معه .. وعاد بها الى البيت ..
وسأله : إخوته عن هذه المرآة وقيمتها فاخبرهم بقيمتها وبالسر الذي تمتاز بها هذه المرآة ..
وفي اليوم الثالث ذهب الأخ الأصغر الى السوق وجعل يتطلع الى مختلف السلع والبضائع .. وبينما هو في تأملاته .. إذ يسمع رجلا يعرض فنجال قهوة ويُحدد له سعرا مرتفعا .. وسأله عن السر في ارتفاع ثمنه .. فقال صاحبه انه إذا وُضع فيه أي شيء ثم تناوله المريض فانه يشفى بإذن الله تعالى ..
وفكر الأخ الأصغر قليلا .. وقال : اشتريته .. وانقد لصاحب الفنجال الألف دينار ..
ووضعه في جيبه .. وعاد به الى البيت ..
وسأله : إخوته عن هذا الفنجال وقيمته فاخبرهم بقيمته وبالسر الذي يمتاز به هذا الفنجال ..
جلس الإخوة الثلاثة يتحدثون وكل واحدٍ منهم يريد يمدح تحفته .. وفيما هم في القيل والقال خطرت على بال صاحب المرآة أن ينظر في المرآة الى ابنة عمه حتى يستأنسوا بمشاهدتها ويطمئنوا على صحتها ..
فما راع الإخوة الثلاثة إلا رؤية ابنة عمهم على السرير تعاني من مرض خطير .. وتشاوروا فيما بينهم واتفقوا على يركبوا البساط ويطيروا الى ابنة عمهم .. لعلهم يدركونها قبل وفاتها ..
وفي لمح البصر كان البساط يقلهم في الجو متوجها بهم الى بلدهم ..
وفي لحظات حط بهم البساط في فناء بيتهم .. والتفوا على سرير ابنة عمهم ..
وجاء دور الأخ الأصغر صاحب الفنجال .. ووضع فيه قليلا من الحليب وسقاه ابنة عمهم ..
وبمجرد شربها لهذا الحليب انقشع عنها بما تحسه من المرض وتحسنت صحتها فورا .. ورأت أفراد العائلة يحفون بسريرها .. فتعجبت !
وابتدأت مشكلة الزواج من جديد .. كل واحد من الإخوة يقول انه أحق بالزواج منها ..
ثم اتجه الشاب المغامر الى السلطان بكل جسمه .. وقال : يا عظمة السلطان لو جُعلت حكما فلمن تحكم للفتاة ؟
أهي للأكبر .. أم للأوسط .. أم للأصغر ..
فكر السلطان في هذه المشكلة فاحتار كيف يحلها .. وقال : إن كل واحد من الإخوة الثلاثة له دور رئيسي في شفاء الفتاة ..
فانا في حيرة من أمري ..
ولا ادري من هو الأحق بها من هؤلاء الإخوة ..
وفي هذه اللحظة تحركت الفتاة .. وقالت : يا والدي إن الأحق بهذه الفتاة للأصغر ..
فلولا الدواء لما أفادت الرؤية ..
ولما أفاد الوصول بسرعة ..
وعندئذ تحرك السلطان وغادر الغرفة وترك ابنته مع خطيبها ..
وجعل السلطان يضرب أخماسا في أسداسا .. فيما يصنع بهذا الشاب الذي استطاع أن يجتاز هذه العقبة الكأداء ..
وفكر في التخلص منه .. ولكن ضميره لم يطعه ..
من ناحية أخرى فكر في ابنته وكيف هذا الشاب أخرجها من صمتها المطبق .. حيث استطاع أن ينطقها ثلاث مرات متتاليات .. هو الذي يستطيع إسعادها ..
كل هذه الأفكار وأمثالها دارت في بال السلطان .. وجعل يقلبها ليُرجح منها ما فيه سعادة ابنته ..
وأخيرا قرر أن يجعل من هذا الشاب قرينا لابنته وشريكا لحياتها ..
وفي الصباح عقد السلطان مجلسا عاما وجاء بهذا الشاب .. وقال : لقد علمت من طرق موثوقة وبما لا يقبل الشك أن هذا الفتى من أسرة عريقة في المجد والسؤدد ..
ولهذا فقد منحت هذا الشاب لقب أمير .. وقد زوجته ابنتي ..
وقام المهنئون الى الشاب يهنئونه بالسلامة وبالزواج المبارك من ابنة السلطان ..
وقامت الاستعدادات على قدمٍ وساق للاحتفال بزواج الأميرة بهذا الشاب .. ولبست العاصمة أبهى حُللها .. وعمت الأفراح في كل حي من أحياء المدينة ..
وصار هذا الشاب المغامر كفرد من أفراد السلطان وعاش مع عروسته الأميرة في سبات ونبات .. ورزق منها بالكثير من البنين والبنات ..


القصة القادمة باللهجة المكاوية ..

شهاب الليل 11-01-2012 03:22 PM

الأمير المعشوق .. باللهجة المكاوية ..
كان يا ما كان :
كان في تلاتة بنات اخوات الكبيرة اسمها فتو .. والوسطانية اسمها فوقية .. والصغيرة اسمها فهميه .. عايشين على قد الحال كل يوم يغزلوا الغزل ويبيعوه السوق ويشتروا بتمنه الاكل ..
وفي يوم رجعت الأخت الكبيرة فتو من السوق وفي يدها حزمة ملوخية .. وهي في الطريق شافت بوابة قصر السلطان مفتوحة ودخلت ما حد كلمها .. وشافت في الجنينة بركة مويه كبيرة .. وقالت في نفسها : ليش ما استحما وابرد جسمي ؟
وبالفعل خلعت ملابسها واستحمت بالمويه المنعشة وخرجت لبست وراحت على البيت وحكت لأخواتها ..
وتاني يوم راحت الوسطانية فوقية على السوق وفي الطريق عرّجت على القصر زي ما عملت أختها فتو .. دخلت واستحمت وبرضه ما حد كلمها ورجعت البيت وحكت لأخواتها ..
تالت يوم راحت الصغيرة فهميه على السوق واشترت الخضرة وعدّت في طريقها على القصر وهي متلهفة تعمل اللي عملته أخواتها .. ودخلت باب القصر المفتوح وخلعت ملابسها وصارت تستحما وهي مبسوطة ومنتعشة من برودة المويه .. ولما طلعت من البركة علشان تلبس .. ما لقت ملابسها .. وهي بتدوّر عليها لقت حراس القصر لفوها في المناشف وطلعوها على فوق .. وصارت البنت تسال على فين آخدينها .. وليش وتتأسف على انها استحمت من غير إذن في بركة القصر .. لكن ما حد من الحراس رد عليها .. وتركوها في غرفة من الغرف وانصرفوا ..
جلست فهميه لوحديها محتارة في أمرها يا عيني .. وبردانة وملفوفة في مناشف مبلولة .. وما هي عارفة ايش اللي بيصير فيها ..
وآخر حاجة انفتح الباب ودخلت وصيفة شابة ومعاها ملابس فخمة كلها من الحرير والقصب .. وطلبت انها تساعدها في اللبس .. وبدأت تلبسها الملابس اللي خلتها في منتهى الجمال وكأنها أميرة ..
وسالت فهميه الوصيفة : عن ايش اللي بيجري حواليها ..
حكت لها الوصيفة عن الأمير هاشم المسكين اللي صابته الضيقة من شهرين .. وتعبوا أهله عشان يسلوه .. ويبعدوا عنه الهم .. ولكن من غير فايده ..
وبعدين فكر السلطان أن يترك البوابة مفتوحة للبنات علشان يدخلوا يستحموا في البركة وابنه يتفرج عليهم يمكن يتسلى شويه ..
وكل يوم يقعد الأمير هاشم في طاقة غرفته يشوف البنات وهم يتسبحوا من غير ما يتأثر .. إلا اليوم يوم انه شافك طلب من الحراس أن يطلعوك من البركة ويلبسوك ويزينوك لأنك أنتي الوحيدة اللي عجبتيه بسحرك وجمالك ..
قعدت البنت تنتظر في غرفتها تلات ليالي وهي متزينة على سنقة عشرة .. لكن الأمير هاشم ما حضر ليها غير الخدم يجيبوا ليها الاكل ويتركوها لوحدها .. وفي ليلة زهقت فهميه من وحدتها ولقت باب غرفتها مفتوح .. ومشت في الدهليز ووجدت فيه دولاب صغير وفتحته ولقت فيه قبقاب زمرد اخضر فلبسته .. وخرجت من القصر على الجنينة ومشيت فيها شوية وفكرت تشرد وترجع لأخواتها اللي أكيد مشغولين عليها ..
لكن لما وصلت البوابة لقتها مقفولة .. فنادت على البستاني وقالت :
أنا نزلت اتمخطر ..
بقبقاب زمرد اخضر
فُك الباب يا بستنجي ..
وخد ليك جنيه احمر
فانفتحت البوابة وخرجت فهميه بره السور ومشيت ع التراب اليين شافت في دربها حفرة مُغطاية بخشبة .. ولما قربت منها سمعت أقدام تقترب .. فابتعدت وصارت تراقب من بعيد ..
ويا عيني ما شافت إلا والأمير هاشم ماشي ووراه بنتين وشايلين شموع طويلة .. ولما وصلوا للحفرة ورفعوا الخشبة ونزلوا فيها وأسرعت فهميه وراهم .. وشافت واحدة شكلها غريب بتقفل الفتحة بأيديها ..
ودخل قلب فهميه الفضول وسهرت طول الليل تنتظر خروج الأمير هاشم من الحفرة اليين طلع الفجر .. ورجع الأمير هاشم الى القصر ورجعت البنت وراه وبطلت تشرد ..
وتاني يوم لقت الحال زي ما هو .. وانتظرت قرب الحفرة وهي ما هي عارفة ايش اللي يجري جوه .. لكن من شدة فضولها قرّبت من الحفرة وحطت ودونها على الارض يمكن تسمع حاجة يا عيني ..
وإذ بها تسمع صوت وحدة بتغني وبتقول :
ياللي عشقك قلبي راح أطلبك تلبي
وما تنبسط إلا معايا وقلبك مهموم بلايا
وما راح تكون غير ليّه يا معشوق الجنية
وفهمت فهميه السر والضيقة اللي تجي للأمير .. وطلعت غرفتها لكن ما عرفت تنام .. وهي بتفكر كيف تُخلص الأمير هاشم من عشق الجنية اللي غيرت حياته ونكدت عيشته ..
تالت ليلة وقبل الموعد اللي بيروح فيه الأمير هاشم للحفرة .. أتسللت من غرفتها الى غرفة الأمير .. ولبست ملابسه .. وحملت سيفه .. ونزلت على الجنينة .. ولما فتح لها البستنجي البوابة .. لقت حراس الحفرة مستنين بالشموع .. ومشيوا وراها وهمه فاكرينها الأمير هاشم .. ولما وصلوا الحفرة نزلوا قبلها فانفتحت الارض وهي وراهم .. ومن ساعة ما وصلت رجلها ارض الحفرة ظهرت الجنية واستدارت لها فهميه بسرعة قبل ما تعطيها فرصة تكتشف انها ما هي الأمير هاشم .. وأشهرت السيف وطعنتها في لمح البصر .. وطاحت الجنية على الارض اللي انشقت وابتلعتها ..
ورفعت فهميه عينيها مندهشة تدور على حراس الحفرة لكن ما شافت غير شموعهم مرمية على الارض ..
وطلعت فهميه من الحفرة وهي تنهج من شدة الخوف والرعب .. ولكنها كانت في غاية الانبساط لأنها خلصت الأمير هاشم من همه .. ولقت فهميه نفسها وهي بتجري من غير وعيها عند بيتها .. فدقت الباب وفتحوا لها أخواتها المتلهفين عليها وعانقوها وسلموا عليها وسألوها فين كنتِ من تلاتة أيام .. وليش ما رجعتِ البيت من بدري .. فقالت اصبروا عليه حتى القط نفسي .. فقصت عليهم كل اللي جرى معاها من الألف للياء ..
فاستغربوا شجاعتها .. وقالوا لها ليش ما استنيتي شويه حتى تعرفي حالة الأمير هاشم بعد ما انفكت الضيقة من قلبه ؟
قالت ما كنت في وعيي لما جريت من الحفرة اللعينة .. وحمدوا الله على سلامتها ..
ورجعت فهميه لحياتها الطبيعية تغزل الغزل مع أخواتها اللي خبروها بعد أسبوع أن البوابة رجعت انفتحت من جديد ..
خافت فهميه أن الأمير هاشم ما زال مريض ..
فلما كان يومها راحت السوق وباعت غزلها وعرّجت على القصر وشافت البوابة مفتوحة .. فدخلت الى أن قرّبت من البركة .. شافت الوصيفة اللي لبّستها الملابس .. ولما عرفتها الوصيفة شهقت .. وقالت هو أنت ؟
أخيرا رجعت .. أنت كنت فين ؟
سألتها فهميه : الأمير هاشم بخير ..
قالت الوصيفة : الأمير هاشم من يوم ربي ما شافاه وفك الضيقة عن صدره ماله هم إلا أنت .. وسال عنك في كل مكان وحته وزقاق ما لقاك .. وأخيرا فكر بترك البوابة مفتوحة على أمل ترجع يوم وتستحم في البركة ويشوفك ..
سمعت فهميه صوت الأمير هاشم من وراها بيقول : وزي ما أتوقعت رجعت اليوم ..
ردت فهميه : أنت بخير يا مولاي ؟
قال الأمير هاشم : أنا بخير بمجهودك وشجاعتك ..
وأخد الأمير هاشم فهميه بيدها الى غرفتها .. وأقام الأفراح والليالي الملاح احتفالا بجوازه من فتاة أحلامه ..

الامل 11-03-2012 10:16 PM

مشاء الله عليك ابو فهد
اسعدتنا بهذه القصص الرائعه

شهاب الليل 11-17-2012 05:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامل (المشاركة 184855)
مشاء الله عليك ابو فهد
اسعدتنا بهذه القصص الرائعه


هلا وغلا ومليون مرحبا بالامل ..

سرني تواجدك في متصفحي ..

استمتعت بالروائع التي نثرتها في متصفحي ..

دمت في حفظ الرحمن ..

الجوري 06-24-2022 02:06 PM

رد: قصص من الأساطير الشعبية
 
لجهودك باقات من الشكر والتقدير
تحياتي والورد


الساعة الآن 06:35 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون