![]() |
نفحات الرحمة في عشر ذي الحجة
من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل في دهرنا نفحات رحمة تهب على العباد ، فتوقظ قلوب الطائعين، وتستثير همم المتقين ليتسابقوا بالتقرب إليه سبحانه :( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) .
ولو تساوت فضائل الأيام والشهور لملت الأنفس ولغلبها الكسل والفتور ، ولكن الله سبحانه فاضل بينها ليميز المجتهد الذي همه رضوان ربه ، من المتكاسل الذي يضيع وقته . ومن يتأمل خصائص العشر في الشريعة يجد ثلاث عشرات معظمة عند السلف ؛ قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم. وها هي عشر ذي الحجة - تلك المنحة الربانية المباركة - قد أنار هلالها فأشرق في قلوب المؤمنين ليزيدهم شوقًا للطاعات وتنافسًا لبلوغ أعلى الدرجات . وهذه الأيام العشر قد اجتمع فيها من خصال الخير ما لم يجتمع في سواها ، وإن من مزاياها : 1- أقسم الله بها والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال سبحانه : (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ))[سورة الفجر ] 2- العمل الصالح فيها يضاعف على باقي الأيام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ لصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. [ صحيح ] 3- أداء فريضة الحج : وفي هذه الأيام تعج أرض الحرم بالزائرين من كل حدب وصوب جاؤوا من كل فج عميق . تصدح ألسنتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. 4- الصوم : فالصوم عمل صالح يتقرب به المرء ولاحرج من صوم العشر كاملة باستثناء يوم النحر وقد نقل ابن رجب أن ابن عمر كان يصومها . وأفضلها للصوم يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم:"صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " [رواه مسلم]. 5- التكبير : روى البخاري في صحيحه: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وصيغته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله . كذلك يستحب التسبيح والتهليل والتحميد فقد جاء في الحديث : " فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ"[صحح إسناده الهيثمي] 6- ذبح الأضاحي قربة إلى الله سبحانه : وعلى المضحي أن يمسك عن شعره وأظافره فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) . والبشرة : ظاهر جلد الإنسان . والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أومن يباشر الذبح. فأين أنت أيها المسلم من هذه الأيام ؟ وهل أنت ممن يتعرضون لنفحات الله ؟ هل أنت ممن استقبل العشر بتوبة واستغفار وصدق نية وصلاح عمل ؟ أم أنك مازلت غافلًا في حطام الدنيا ولهوها ! بادر فلعلك لا تدركها مرة أخرى ! اللهم تقبل منا واغفر لنا واعفُ عنا وصلّ الله على نبينا محمد .. |
ربي يجزاك كل خير ونسأل الله
ان ينفع بهذا الطرح الجميع يعطيك العافيه |
جزاك الله خير مشرررفتنا هيام
نقل رااائع ومميز ومفيد :sm212: |
وياكم يارب:sm212:
|
جزاكى الله خيرا هيام
على الموضوع الرائع بارك الله فيكى |
بارك الله فيك لطرحك القيم
جزاك الله خيـــر ... |
|
|
جزاك الله خير وبارك فيك وجعله في ميزان حسناتك
|
الساعة الآن 07:10 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون