![]() |
فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
السؤال:
هل يجوز الجمعُ بين صلاتَيِ الجمعةِ والعصرِ؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمّا بعد: فالأصلُ في الصّلاةِ وجوبُ أدائِها في وقتِها المحدَّدِ لها شرعًا؛ لقولِه تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النّساء: 103]، ولأنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم عندما سُئل عن أفضلِ الأعمالِ وأحبِّها إلى اللهِ قال: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»(١- متفق عليه: أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل الصلاة لوقتها رقم (527)، ومسلم في «الإيمان» رقم (85) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.)، وقد «أجمع المسلمون على أنّ الصّلواتِ الخمسَ مؤقَّتةٌ بمواقيتَ معلومةٍ محدودةٍ»(٢- «المغني» لابن قدامة (1/370).)، غيرَ أنّه ثبتتْ في السّنّةِ النّبويّةِ نصوصٌ حديثيّةٌ مرخِّصةٌ لأهلِ الأعذارِ في الجمعِ بين الظّهرِ والعصرِ، والمغربِ والعشاءِ دفعًا للحرجِ في السّفَرِ والحضَرِ، ولم يَرِدْ دليلٌ شرعيٌّ يُجيز جمْعَ العصرِ إلى الجمعةِ مطلقًا: لا تقديمًا ولا تأخيرًا، لا في سفرٍ ولا في حضَرٍ، لذلك منعه أكثرُ أهلِ العلمِ مقرِّرين أنّ مَن صلّى الجمعةَ مِن أهلِ الأعذارِ يجب عليه أنْ يصلِّيَ العصرَ في وقتِها، خلافًا لمن أجاز الجمعَ وهو مذهبُ بعضِ السّلفِ، ومذهبُ الجمهورِ أصحُّ وأقوى ما لم يدخلِ المسافرُ الضّاربُ في الأرضِ مع إمامِ بلدةٍ مرّ عليها الجمعةَ بنيّةِ الظّهرِ قصرًا، فإنّه -والحالُ هذه- يَسَعُه دون غيرِه أن يجمعَ معها العصرَ ليُتابِعَ سفرَه؛ لعدمِ وجوبِ الجمعةِ عليه في سفرِه مِن جهةٍ، ولأنّه جمعٌ بين الظّهرِ والعصرِ من جهةٍ أخرى. أمّا مَن عداه ممّن صلّى الجمعةَ فليس له أن يجمعَ إليها العصرَ مطلقًا: تقديمًا أو تأخيرًا؛ لعدمِ ثبوتِ ترخيصٍ سنّيٍّ يقضي بجوازِه، والمعلومُ أنّ الأصلَ في العباداتِ التّوقيفُ؛ فلا يُشرَعُ منها إلاّ ما ثبت تشريعًا. هذا، والجمعةُ ليستْ بدلاً عنِ الظّهرِ حتّى تأخذَ حكمَ المُبْدَلِ منه، وإلحاقُ الجمعةِ بالظّهرِ قياسٌ مع ظهورِ الفارقِ؛ ذلك لأنّ الجمعةَ صلاةٌ منفرِدةٌ ومستقلّةٌ، لها خصائصُ تميّزها عنِ الظّهرِ من وجوهٍ كثيرةٍ، وكذا عن سائرِ الصّلواتِ الأخرى، سواء في شروطِها أو أركانِها أو هيئتِها أو ثوابِها وفي يومِها وما يُشْرَع قبلها وبعدها، لذلك لا تُجْمَع الجمعةُ مع أيِّ صلاةٍ قبلها كالفجرِ، ولا صلاةٍ بعدها كالعصرِ. والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما. الجزائر في: 14 من صفر 1432ﻫ الموافق ﻟ: 18 جـانفي 2011م. ............... ١- متفق عليه: أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل الصلاة لوقتها رقم (527)، ومسلم في «الإيمان» رقم (85) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ٢-«المغني» لابن قدامة (1/370). الشيخ أبي عبدالمعز محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ. |
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
بارك الله بجهودك الطيبة وجزاك الله خيرا وجعله في
ميزان حسناتك بانتظار جديدك حبيبتي |
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
بارك الله فيك لطرحـك القيــم
جزاك الله خيـر 000icon43000icon43 تحيآآآتي |
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
وفيكم بارك ونفع شاكرة مرروكم
|
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك مودتي وتقديري |
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
جزاك الله خير الجزاء
ورزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها وجعل ما كتب في مــــــوازين حســــــــــناتك ورفع الله قدرك في الدارين |
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
جزيتم خيرا شكر الله لكم كريم المرور
|
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
|
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
وإياك غاليتي شاكرة مرورك
|
رد: فتوى في حكم الجمع بين الجمعة والعصر.
جُزيت خيرا طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي سوسنتي الحلوة احمد الحلو |
الساعة الآن 12:30 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون