![]() |
شرح باب الوصية بالنساء
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
باب الوصية بالنساء قال الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 129]. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب الوصية بالنساء، يعني الوصية على أن يرفُقَ بهنَّ الإنسانُ، وأن يتقيَ الله فيهن؛ لأنهن قاصراتٌ يَحْتَجْنَ إلى مَن يجبُرُهن ويكملهن، كما قال الله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34]. ثم استدلَّ المؤلِّف رحمه الله تعالى بقول الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ يعني: عاشِروا النساء بالمعروف. والمعاشرة: معناها المصاحبة والمعاملة؛ فيعاملها الإنسان بالمعروف، ويُصاحبها كذلك. والمعروف: ما عرَفَه الشرعُ وأقَرَّه واطَّرَدَ به العُرفُ، والعِبرةُ بما أقَرَّه الشرع، فإذا أقَرَّ الشرع شيئًا فهو المعروف، وإذا أنكَرَ شيئًا فهو المنكَر ولو عرَفَه الناس. وقال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ﴾ [النساء: 129]، وهذا الخطاب لمن كان عنده زوجتانِ فأكثرُ، يُبيِّنُ الله عز وجل أن الإنسان لا يستطيع أن يعدل بين النساء ولو حرَصَ؛ لأن هناك أشياءَ تكون بغير اختيار الإنسان؛ كالمودَّة والميل، وما أشبَهَ ذلك مما يكون في القلب. أما ما يكون بالبدن، فإنه يمكن العدلُ فيه؛ كالعدل في النفقة، والعدل في المعاملة بأنْ يَقسِمَ لهذه ليلتها وهذه ليلتها، والكِسوةِ، وغير ذلك، فهذا ممكنٌ، لكن ما في القلب لا يمكن أن يعدل الإنسان فيه؛ لأنه بغير اختياره. ولهذا قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا ﴾ [النساء: 129]؛ أي: تذروا المرأة إذا التي مِلتُم عنها ﴿ كَالْمُعَلَّقَةِ ﴾ [النساء: 129] بين السماء والأرض، ليس لها قَرارٌ؛ لأن المرأة إذا رأتْ أن زوجها مال مع ضَرَّتِها تَعِبَتْ تعبًا عظيمًا، واشتغل قلبها، فصارت كالمعلَّقة بين السماء والأرض ليس لها قَرار. ثم قال: ﴿ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 129]؛ يعني إن تسلُكوا سبيل الإصلاح وتقوى الله عز وجل، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾: يعني يغفر لكم ما لا تستطيعونه، ولكنه يؤاخذكم بما تستطيعون. وهاتان الآيتان وغيرهما من نصوص الكتاب والسُّنة كلُّها تدل على الرِّفق بالمرأة، وملاحظتها، ومعاشرتِها بالتي هي أحسن، وأن الإنسان لا يطلُب منها حقَّه كاملًا؛ لأنها لا يمكن أن تأتيَ به على وجه الكمال، فلْيَعْفُ ولْيَصفَحْ. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 114- 115) |
رد: شرح باب الوصية بالنساء
جزاك الله خيرا ونفع بك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي الطرح القيم في أنتظار المزيد من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة ودائما في إبداع مستمر ودي واكاليل وردي كنت هنا اميرة الحب http://www14.0zz0.com/2021/03/20/09/384984025.gif |
رد: شرح باب الوصية بالنساء
شكرا لك غاليتي اميرة اسعدك الله
|
رد: شرح باب الوصية بالنساء
جزاك الله خيرا وكتب أجرك
موضوع نافع نسأل الله إن ينفعنا وإياكم بها |
رد: شرح باب الوصية بالنساء
جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك وجعله في موازين حسناتك |
رد: شرح باب الوصية بالنساء
جزاكم الله خير الجزاء شاكرة مروركم
|
رد: شرح باب الوصية بالنساء
جزاك الله خيـر
وجعله في موازين حسناتك آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمـَن دمتي بحفظ البآري |
رد: شرح باب الوصية بالنساء
وإياك اخي شاكرة مرورك
|
رد: شرح باب الوصية بالنساء
جُزيت خيرا طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي سوسنتي الحلوة احمد الحلو |
رد: شرح باب الوصية بالنساء
.. بارك الله فيك اسال الله العظيم ان يرزقك الفردوس الاعلى وان يثيبك البارى على ما طرحت خير الثواب دمت بحفظ الله http://www.nalwrd.com/vb/upload/4183nalwrd.gif |
الساعة الآن 06:16 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون