![]() |
التجارة الخاسرة
محمد بن نبيل الشيخ
مرت بي البارحة هذه الحكاية في كتاب من كتب الأدب: ((واجتمع بعض الأعراب بامرأة، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة ذكر مَعادَه، فاستعصمَ وقامَ عنها، وقال: إنّ من باع جنة عرضُها السماوات والأرض بمقدار فِتر بين رجليكِ لقليلُ البصر بالمساحة!)). والفِتْر: ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة بالتفريج المعتاد. عجيبٌ أمر هذا الأعرابي الأمّي الذي لم يبرَح تلك الصحراء القاحلة! كيف نوّر الله قلبه فأدرك تلك الحقيقة، وفطن لتلك المقارنة، وهو لم يدرس الحساب، حين غفل عنها من درس الحساب سنين، وأتقنه حتى إنه لا يضيع من حقه القرش ولا أقل منه! فهذا الأعرابي - مثله مثل كل مسلم، بل مثل كل أحد - يوقن أنه سيموت، طالت حياته أم قصرت، ثم يحاسبه ربه جل وعلا على ما صنع في هذه الحياة من خير وشر. وقد وعده ربه - ولا أصدق من وعده - إن هو أطاعه واتبع رضاه أن يكون مصيره إلى ﴿ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾. وحذره وخوفه إن هو عصاه واتبع هواه: ﴿ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. هذه حقائق مستقرة في نفس كل مسلم، لكن ما أكثر من يخطئ في الحساب، ويخسر في بيعه! فهذا الأعرابي الموفّق وضع أمام عينيه ما وعده الله إن أطاعه وتجنب ما يسخطه من الفاحشة والرذيلة، وما يناله من لذة وقتية زائلة إن وقع في وحل المعصية... فأبصر هنالك عظيم الفرق، فاستعصم! وكم ممن يخسرون بيعهم، ويبيعون باقيا بفانٍ، وكم ممن يستبدلون اسم الكافر والمنافق والفاسق والفاجر والملعون، باسم المسلم والمؤمن والتقي والعفيف والمرحوم... والله تعالى يقول: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ * فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ * يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا * ﴾[النازعات: 34 - 46]. |
رد: التجارة الخاسرة
لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
تحياتي لك |
رد: التجارة الخاسرة
جزاك الله خير جزاء ونفع بيك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الطرح القيم بشوق دائم لجديدك باقات من الجوري لروحك كنت هنا اميرة الحب http://www4.0zz0.com/2021/04/24/12/906425390.gif |
رد: التجارة الخاسرة
جزيتِ خيراً غاليتي وبارك الله فيك ونفع بك
كل الشكر والتقدير لكِ ولطرحك القيم إحترامي وتقديري |
رد: التجارة الخاسرة
بارك الله بجهودك الطييةوجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بانتظار جديدك حبيبتي |
رد: التجارة الخاسرة
جزاكم الله خيرا شاكرة مروركم اسعدكم الله
|
رد: التجارة الخاسرة
تسلم اناملك ع سـرد القصــــة
يعطيك الف عافيـة دآم تميــــزك ...000icon43000icon43 |
رد: التجارة الخاسرة
شكرا لك يا غالية اسعدك الله
|
رد: التجارة الخاسرة
تسلم يدينك ع القصه
على ها النقل الجميل يعطيك العافية ولا هنتي |
الساعة الآن 05:05 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون