منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   علوم القرآن والتلاوات (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=165)
-   -   تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=35235)

روح الأمل 05-27-2021 04:36 PM

تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم


قوله: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ مرضُ القلب خروجُه عن صحته وسلامته واعتداله، وهو نوعان:

أ- مرض حسيٌّ، كمرض سائر أعضاء البدن؛ كارتفاع ضغط الدم وانخفاضه، وارتخاء عضلات القلب، وانسداد صماماته، ونحو ذلك.



ب- ومرض معنويٌّ، وهو ينقسم إلى قسمين:

1- مرض شهوة، وهو أقسام ثلاثة: شهوة البطن، وشهوة الفرْج، وشهوة اتباع الهوى.



2- ومرض شبهة وشكٍّ وكفر ونفاق، وهو المراد في قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾.



قال ابن القيم: "ومرض القلب خروجُه عن صحته واعتداله، فإنَّ صحته أن يكون عارفًا بالحق محبًّا له، مؤثِرًا له على غيره، فمرضُه إما بالشكِّ فيه، وإما بإيثار غيره عليه. فمرض المنافقين مرضُ شكٍّ وريب، ومرض العصاة مرضُ غيٍّ وشهوة، وقد سمى الله كلًّا منهما مرضًا" [1] .



وفي مجيء جملة ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾ اسميةً دلالةٌ على ثبوت هذا المرض وتمكُّنِه من قلوبهم.



﴿ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾: الفاء عاطفة، وفيها معنى السببية؛ أي: فتسبب ذلك أنْ زادَهم الله مرضًا غطى على قلوبهم ورانَ عليها، كما قال تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 125].



وفي هذا دلالة على أن سبب إضلال الله لهم هو من تلقاء أنفسهم، كما قال تعالى: ﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [الأنعام: 110]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ [المائدة: 49].



كما أن فيه دلالةً على زيادة الإيمان ونقصانه؛ لأنه إذا كان مرض القلوب يزيد وينقص، فكذلك الإيمان يزيد وينقص.



﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾: العذاب: العقاب، ﴿ أَلِيمٌ ﴾ "فعيل" بمعنى "مُفعِل"؛ أي: مؤلِم موجِع حسيًّا للأبدان، ومعنويًّا للقلوب من التقريع والتوبيخ والإهانة لهم، مما قد لا يقلُّ عن الألم الحسي، كما قال تعالى: ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 20]، وقال تعالى: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة: 30 - 37].



﴿ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ الباء للسببية، و"ما" مصدرية.

قرأ عاصم وحمزة والكسائي: ﴿ يَكْذِبُونَ ﴾ بفتح الياء، وإسكان الكاف، وكسر الذال.

وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح الكاف، وتشديد الذال: "يُكَذِّبون".

أي: بسبب كذبهم بقولهم: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8]، وبسبب تكذيبهم اللهَ ورسوله، فاجتمع في المنافقين أقبحُ الصفات، وأسوأ الخصال؛ الكفر والتكذيب، وهذه شرُّ الأحوال؛ ولهذا توعَّدَهم الله بسبب ذلك بالعذاب الأليم، بل بأشدِّ العذاب، وهو الدَّرْكُ الأسفل من النار؛ لأن الجزاء من جنس العمل، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].


[1] انظر "بدائع التفسير" (1/ 266).

اميرة الحب 05-27-2021 04:44 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
جزاك الله خير جزاء ونفع بيك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الطرح القيم
بشوق دائم لجديدك
باقات من الجوري لروحك
كنت هنا اميرة الحب

http://www4.0zz0.com/2021/04/24/12/906425390.gif

روح الأمل 05-27-2021 04:52 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
وإياك غاليتي أميرة شاكرة مرورك اسعدك الله

وردة الغرام 05-27-2021 06:43 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
بارك الله بجهودك الطييةوجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

بانتظار جديدك حبيبتي

شموخ الكلمة 05-27-2021 09:28 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
جزاك الله خيــر الجـزاء
اجعلها في موازيـن آعمالك
يعطيك العافيــــة
دمتي بخيـــر 54545444545435454544454543

همس المطر 05-27-2021 11:25 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
الله يجزاك خير الجزاء

بارك الله فيكِ ونفع بكِ

جعله الله في ميزان حسناتك

دمتِ في حمى الرحمن

روح الأمل 05-28-2021 06:31 AM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
جزاكم الله خير الجزاء شاكرة مرروكم

ريماس 05-29-2021 07:44 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران

روح الأمل 05-29-2021 08:26 PM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
اللهم آمين واياك غاليتي ريماس شاكرة مرورك

احمد الحلو 06-02-2021 01:18 AM

رد: تفسير قوله تعالى: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾
 
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو


الساعة الآن 06:42 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون