![]() |
شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بيع بعض، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلم أخو المسلم: لا يَظلِمُه ولا يَحقِرُه، ولا يخذُلُه، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسْبِ امرئ من الشر أن يَحقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرضُه))؛ رواه مسلم. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: بقي الكلام على قوله عليه الصلاة والسلام: ((التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره))، وقد سبق لنا معنى أن التقوى في القلب، فإذا اتقى القلبُ اتَّقَتِ الجوارح، وإذا زاغ القلب زاغت الجوارح، والعياذ بالله؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 108]. واعلم أن زَيْغَ القلب لا يكون إلا بسبب الإنسان، فإذا كان الإنسان يريد الشرَّ ولا يريد الخير، فإنه يَزيغُ قلبُه، والعياذ بالله، ودليل هذا قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 70]. فإذا عَلِمَ الله من العبد نيةً صالحة وإرادة للخير، يسَّرَ الله له ذلك وأعانَه عليه، قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7]. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((بحسْبِ امرئ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاه المسلم)) يعني لو لم يكن للإنسان من الشرِّ إلا أن يَحقِرَ أخاه، لكان كافيًا، وهذا يدل على كثرة إثم من حقَّر إخوانه المسلمين؛ لأن الواجب على المسلم أن يعظِّم إخوانه المسلمين، ويكبرهم، ويعتقد لهم منزلةً في قلبه، وأما احتقارهم وازدراؤهم، فإن في ذلك من الإثم ما يكفي، نسأل الله السلامة. ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمُه، وماله، وعِرْضُه))؛ يعني أن المسلم حرامٌ على المسلم في هذه الأمور الثلاثة؛ أي: في كل شيء؛ لأن هذه الأمور الثلاثة تتضمن كلَّ شيء؛ الدم: كالقتل والجراح وما أشبَهَها، والعِرضُ: كالغِيبة، والمال: كأكل المال. وأكل المال له طرق كثيرة؛ منها السرقة، ومنها الغصب - وهو أخذ المال قهرًا - ومنها أن يجحد ما عليه من الدَّيْنِ لغيره، ومنها أن يَدَّعِيَ ما ليس له، وغير ذلك. وكل هذه أشياءُ حرامٌ، ويجب على المسلم أن يحترم أخاه في ماله، ودمه، وعرضه. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 587 - 588). |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
جزاك الله خيرا ونفع بك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الطرح القيم بشوق دائم لجديدك باقات من الجوري لروحك كنت هنا اميرة الحب http://www4.0zz0.com/2021/04/24/12/906425390.gif |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
وإياك يا غالية اسعدك الله
|
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
بارك الله بجهودك الطييةوجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بانتظار جديدك حبيبتي |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
بارك الله بجهودك الطييةوجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
بانتظار جديدك حبيبتي |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
جزاك الله خيــر الجـزاء
اجعلها في موازيـن آعمالك يعطيك العافيــــة دمتي بخيـــر 54545444545435454544454543 |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
الله يجزاك خير الجزاء
بارك الله فيكِ ونفع بكِ جعله الله في ميزان حسناتك دمتِ في حمى الرحمن |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
جزاكم الله خير الجزاء شاكرة مروركم اسعدكم الله
|
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك وألبسك لباس التقوى والغفران |
رد: شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
جُزيت خيرا طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي سوسنتي الحلوة احمد الحلو |
الساعة الآن 09:14 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون