![]() |
التقوى حياة على منهج الله تعالى
سعيد مصطفى دياب
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]. تأمل قول اللَّهِ تَعَالَى عنِ الجنَّةِ: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، حتى لا تغرك الأماني، أو يغرك بالله الغرورُ، فتظنَّ أن الجنَّةَ تنال بلا عملٍ، أو أنها رخيصة ينالها البطالون!. الجنة لا يدخلها إلا أهل التقوى؛ ألم تسمع قولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63]. وأهل التقوى هم الذين يتنعمون بما في الجنَّةِ كما قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55]. وإياك أن تظن أن التقوى كلمة تقال باللسان، أو أماني يتمناها العباد، إنما التقوى حياة على منهج الله تعالى، يخضع كل شيء فيها لهدي القرآن، وسنة رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ التَّقْوَى: هِيَ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ، تَرْجُو ثَوَابَ اللَّهِ، وَتَرْكُ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ، تَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ. فمن كان هذا حاله دخل في وعد الله تعالى، ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، ونال شرفَ سكناها؛ ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾. ولا يكون العبد كذلك حتى يكون وجلًا من الطاعات كما يخاف غيره من الذنوب والآثام؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [الْمُؤْمِنُونَ: 60]، قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ»[1]. قَالَ تَعَالَى: ﴿ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 26، 27]. فلا تتوهم أُخَيَّ أن التقوى وصف لا ترجمة لها في الواقع، أو قول بلا عمل؛ قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: «بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ»[2]. [1] رواه أحمد- حديث رقم: 25263، والترمذي- أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنُونَ، حديث رقم: 3175، وابن ماجه- كِتَابُ الزُّهْدِ، بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ، حديث رقم: 4198، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، بسند صحيح [2] رواه البخاري- كِتَابُ الجَنَائِزِ، بَابُ مَا جَاءَ فِي الجَنَائِزِ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. |
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
جزاك الله خير جزاء
سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الطرح القيم في أنتظار المزيد من مواضيعك الرائعة تحية محملة بباقة ورد لـروحكـ السعاده الدائمــه كنت هنا اميرة الحب http://www14.0zz0.com/2021/06/09/19/460226842.gif |
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
وإياك اميرتنا اسعدك الله
|
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
جزاك الله خيرا وكتب أجرك
موضوع نافع نسأل الله إن ينفعنا وإياكم بها |
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
بارك اللــه فيك على طرحك القيـــم
جزاك اللــه خيـــر ونفــع بك 000icon43 |
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
بارك الله فيكِ روحي
جعلنا الله وإياكِ من عباده المتقين ودي وتقديري |
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
جزاكم الله خير الجزاء اسعدكم الله
|
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
.. جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى دمت بحفظ الله http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif |
رد: التقوى حياة على منهج الله تعالى
جُزيت خيرا وبوركت
طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي سوسنتي الحلوة احمد الحلو |
الساعة الآن 12:27 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون