![]() |
كم أنت عظيمٌ يا ربي
د. محمد خالد الفجر
إلهي سامِحني لتجاوزي قَدري وتجرئي بالسماحِ لكلماتي أنْ تشقَّ حِجابَ الحياءِ من شدة رغبتها في التعبير عنك؛ لأنّها ضاقَتْ من عبدِكَ الذي شرَدَ بهِ الهمُّ وتاهتْ بِهِ سفينتُهُ في أمواجِ العَرْبدةِ الدنيوية، فظنَّتْ شُطآنَ الكُثبانِ الزَّائلةِ مرافئَ للاستقرارِ، فضَربَتْها الأمواجُ مِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ، وكُنتَ أَنتَ تتلقَّفُه منها كي لا تبتلعَهُ أمواجُ وظلماتُ دنيا زائلةٍ، ثمَّ لم يَلبَثْ أن يحنَّ إلى تلكَ الأمواجِ ظانًا فيها الركنَ المشيد والملجأ الأمين. فأرادتِ الكلماتُ أن تَصرُخ بوجهه مذكِّرةً إياه بإحسانكَ، علَّ قطراتِ الحياءِ تعودُ إليه فتقضِي على جفافِ قلبهِ، وتعودُ المياه إلى عقلِه، فتنبُتُ أنوارُ الإيمان على وجنَتي وجهه. تقولُ الكلمات: إنكَ رحِمْتَ من غَدَرَ ونَكَصَ، وصَبَرتَ على من عقَّ وأدْبَرَ، ناديْتَ منِ ابتعدَ بشوقٍ، ثمَّ كنْتَ معهُ عندما فرَّ منه الصاحبُ وعجِزَ الطبيبُ وحارَ الحكيم... تقول الكلمات: نوّرتَ له الحياةَ وسَقَيْتَهُ من مَعينِ العَطاء، أَرَيْتَهُ آثارَ جروحِ ما ارتَكَبتْ يداهُ لعنادِه لك، ثم ضمّدتَها له رغم أنه أراد أن يواجهَكَ بها وأنتَ واهبُ وجودِه، لعَنَ حظَّه ونسِيَ أنَّه قدَرُهُ، وسبّ زمنَهُ ونسِيَ أنَّهُ لن يصرعَه... وأَمْهَلتَهُ.... وأَمْهَلتَهُ... وبمجردِ قوله: ربي... تجيبُهُ لبيكَ عبدي تمسحُ كلماتِه، وكأنَّه لم يقلْها، وتقيلُ عثراتِه، وتَشْرعُ له أبوابَكَ... وما إن يتعافى حتى يَنْكُصَ على عَقِبيه متنكِّرًا لكلِّ هذا متَّجهًا بنظره إلى الأضعف المتخلِّي عنه... إلى من هو نظيرُه في الدُّنيا... نظيرُه الذي يبكي كما يبكي ويمرض كما يمرض ويلفُّه العجز من كلِّ صوبٍ، ويتركُ بابَك المشرّع، وصوتك المناديه... راكضًا وراء جُحرٍ نسِيَ أنَّ رائحتَهُ أزكَمتْ أنفَه منذ قريب... راكضًا إلى جُحرٍ احتوى المصابين التائهين الحائرين الذين يردِّدون لسْتُ أَدري، ولكني أَبصرْتُ قدامي طريقي فمَشَيْت... ألهذه الدرجة تحبُّه! وما المقدَّم من قِبَلِهِ حتى ينالَ هذا الحبَّ من قِبلِك، وما المفقود من ملكِكَ حتى ينالَ هذهِ المكانةَ عِندكَ فلا تتركُهُ تائهًا ولا تتخلّى عنهُ، بل تحُولُ دائمًا بينَهُ وبينَ التيه والضياع في ظلمة العدم. ولمّا عَجِزتِ الكلماتُ عن وصفكَ، تَتَبعَتْ ولجأتْ إلى ما وصفتَ به نفسَكَ... فوقفَتْ ولم تنْبُت ببنتٍ من بناتها وهي تُنْصِتُ لقولك: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]. |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
بارك الله بجهودك الطيبة وجزاك الله خيرا وجعله في
ميزان حسناتك بانتظار جديدك حبيبتي . |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
جزاك الله خيرا
و جعله الله في ميزان حسناتك |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
بارك اللــه فيك على طرحك القيـــم
جزاك اللــه خيـــر ونفــع بك 000icon43 |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
طرح رآئع
أستمتعت كثيراً بموضوعكـ الأكثر من رآئع ربي يعطيكـ العافيه ويرعــــآكـ لآعدمنا روآئعكـ نزف قلم |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
طرررح راااائع وجميل ومميز
اشكررررك ونتطلع لجديدك |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
جزاكم الله خير الجزاء اسعدكم الله
|
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
جزاك الله خير
ونفع بك و بعلمك |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
جزاكِ الله خير الجزاء دمتِ بحب وسعاده .. |
رد: كم أنت عظيمٌ يا ربي
جزيتم خيرا شاكرة مروركم
|
الساعة الآن 02:54 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون