![]() |
فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
سعيد مصطفى دياب
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا لإخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 168]. تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى على لِسَانِ المنافقين: ﴿ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ﴾، لتعلم حال المعرضين عن شرع الله تعالى! فلم يكتفوا بالْقُعُودِ عَنِ الْجِهَادِ، وخُذلانِ أهلِ الإيمانِ أحوجَ ما يكونون لنُصْرَتِهم، حتى عدَّوا الجبنَ والخيانةَ مغنمًا، وعدَّوا القتلَ في سَبيلِ اللَّهِ تَعَالَى مغرمًا، وخسرانًا مبينًا. وما قالوا ذلك إلا لانتكاس فطرهم، وانطماس بصائرهم، وضعف عقولهم، وعدم إيمانهم. وأين حالهم ممن يمني بالشهادة نفسه، ويسعى إليها جهده، ويسلك إليها كل سبيل؟ هَذَا حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، لَمَّا طُعِنَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، قَالَ: بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ".[1] وَهَذَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ لما انْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ يَعْنِي أَصْحَابَهُ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ»، يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: «يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ»، فَوَجَدُوا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ.[2] وهذا أَبُو مِحْجَنٍ الثقفي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حيل بينه وبين القتال يوم القادسية فقال متحسرًا: كَفَى حُزْنًا أَنْ تُردَي الخيلُ بالقنا وأُترَك مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا إِذَا قُمْتُ عَنَّانِي الحَدِيدُ وغُلِّقَتْ مَصَارِعُ دُونِي قد تَصُمُ الْمُنَادِيَا فلما أذن له في القتال وَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا الْبَلْقَاءُ، ثُمَّ أَخَذَ الرُّمْحَ، ثُمَّ انْطَلَقَ فقاتل قتالًا عظيمًا، وكان يكبر ويحمل فلا يقف بين يديه أحد، فَجَعَلَ لا يَحْمِلُ فِي نَاحِيَةٍ إِلا هَزَمَهُمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ. فأين مَنْ يرى السلامةَ مغنمًا، وإن كان فيها خيانة الدين، ممن يرى الشهادةَ شرفًا ومَكْرُمَةً؟ [1] - رواه البخاري- كِتَابُ المَغَازِي، بَابُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ، وَرِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبِئْرِ مَعُونَةَ، وَحَدِيثِ عَضَلٍ، وَالقَارَةِ، وَعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ، وَخُبَيْبٍ وَأَصْحَابِهِ، حديث رقم: 4092، ومسلم- كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ ثُبُوتِ الْجَنَّةِ لِلشَّهِيدِ، حديث رقم: 677. [2] - رواه البخاري- كِتَابُ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]، حديث رقم: 2805، ومسلم- كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ ثُبُوتِ الْجَنَّةِ لِلشَّهِيدِ، حديث رقم: 1899. |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
بارك الله فيك على هذا الطرح المفيد
أختي روح الامل وجزاك الله خير دمتي بود وفي صحه وسلامه |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
جزاك الله خيرا وكتب أجرك
موضوع نافع نسأل الله إن ينفعنا وإياكم بها |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله الاخت روح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم فُزت ورب الكعبة بجلبك لنا هذه الطيبات التى تُرسل رسالة مفادها الأيما ن والايمان فقط هو الذي يجعل القلب يقول فُزت ورب الكعبه على كل مصاعب الحياة وفتنها وابتلاءتها فلا يقول هذه الكلمة الا كل مؤمن بقضاء الله وقدره ومُحتسب لله لكل مايصيبه تقديري وامتناني لك اختي الفاضلة الطيبة لسعيك في امدادنا بالفوائد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوك اندبها |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
روح الأمل
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك سلمت أناملك ع الطرح القيم ويعطيك العافية على المجهود المبذول ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك لك تحياتي وفائق شكري ولك كل الود ولقلبك الفرح كنت هنا اميرة الحب http://www6.0zz0.com/2022/02/13/07/183329407.gif |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
بارك اللــه فيك على طرحك القيـــم
جزاك اللــه خيـــر ونفــع بك 000icon43 |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
تسلم أناملك عالطرح الرائـع لآحرمنـا الله روعة موأضيعك شكرا لمجهودك المميـز |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
بارك الله في جهودك الطيبة وجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يارب العالمين
بانتظار جديدك بكل شوق حبيبتي روح |
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
جزاكم الله خير الجزاء اسعدكم الله
|
رد: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ
.. جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى دمت بحفظ الله http://www.nalwrd.com/vb/upload/4121nalwrd.gif |
الساعة الآن 05:20 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون