![]() |
حَدِيْثُ الكَهْلِ !
سحق قلبي تحت مناسم الفراق ، ومزِّق بمخالب النأي ، ومضغَ بأنياب الحنين ، وتاه في مواطن الوداع ، مُذْ خُفرْتِ عني ، فلنحرق قلب ملك النوى بالوصل ، ونقتل غراب البين باللقاء ، ونسكن أمواج الحنين بالعناق ، وننثر ورود الأنس والسرور بميلاد الهوى ، وموت النوى ، ونقيم المآدب -بدل المآتم- على سكناه الثرى ! أقبلي إلى الهائم بكِ مادةً ذراعيك ، وضعي يدكِ الرقيقة على قلبي ، لتخمُدَ براكينُ الحنينِ ، واسقني من ثغركِ العذبِ ماء الحياةِ ، لتدبَّ الحياة في جسدي ! ولنمضِ إلى النخلة المنتصبة وسط الفناء ، ونجلس تحتها لأحدِّثَكِ عما يعتلجُ بقلبي من عهد الفتوة ، ولأحدِّثَكِ ، كم وددتُ ، وسألتُ الله كثيرًا أن يُضلَّنا سقفٌ واحدٌ ، لأبثَّكِ وجد القلب ، وأشير إليه ، قائلًا : لم تبرحيه مُذْ عهد الصبا ، ولن تبرحيه حتى يواريني صفيح الملحد ! ولأحَدِّثَكِ ، أني لا أملكُ إلا قلمًا ، أفيضُ به ما يعتلجُ بقلبي من هوىً وحنينٍ إليكِ مُذْ فتوَّتي ، وعينان تذرفان دموع الوجد ، وقلبًا يتلظَّى بأتن الحنين يا مليكة القلب المبجلة المفداة ! ولأحدِّثَكِ ، أنَّكِ لا تستحقين قصيدةً ، أو خاطرة تكتبُ في وصف حسنكِ ورقتكِ ، والحنين المضني إليكِ ، بل تستحقين قلبًا يضنى من أجلكِ ، ودموعاً تذرفُ ، وجسدًا ينهك ، وليلًا يُسهر ، وجنبًا يجافي المضجع ! ولأحدِّثَكِ ، أني كنتُ أتصوركِ في الثوب الأزرق–الذي تأتين به إلي في حلمي- ، يزدانُ بكِ ازديان الواحة في عين الظمآن في مفازة ، تجولين في الفناء ، فتهبُّ نسمات المساء العليلة ، مداعبةً شعركِ الأسود ، فأودُّ لو كانتْ يدي هي التي تداعبه وتمسِّده ! ولأحدِّثَكِ ، أني أخطأتُ في الكثير من قرارات حياتي ، لكني لم أخطئْ حين اختاركِ قلبي أنسًا وسرورًا ، وبهجةً ، وأملًا أغذُّ السَّيْرَ إليه ، وبستانًا أتفيؤه من هجير الدنيا وسأمها ، وبدرًا أناجيه وأبثه ! ولأحدِّثَكِ ، أنكِ وإن تواريتِ عن عيني فلم تتواري عن قلبٍ كنتِ باعثة أُنسه وسروره ووائدة شجنه ، وأني أسمي الله عليكِ كثيرًا خشيةً عليكِ من التعثر أو من رهبة مفاجئة أو أن تدمي أحد أصابعكِ بالسكين . ولأحدِّثَكِ ، أن صحبي يلحظون سُهُومي ، فيعلمون أن سُهُومي بكِ فيتغامزون بينهم ، ولم يعلموا أني في جنةٍ لا هجيرَ بها ، ولا سأم ، يكتنفها السرور والأنس من كل جانبٍ ، حتى أفيقَ من سُهَامي فأعودُ إلى هجير السأم والشجن ! ولأحدِّثَكِ ، أنكِ تأتين إلي في حلمي –كما عهدتكِ في عهد الصبا- بمحيَّاكِ الوضيء ، وشعركِ الأسود المنسدل ، وقوامكِ الأهيف ، لتسأليني عمن بقلبي من النساء ، وما علمتِ أنَّ سحر نساء الكون أُوْدِعَ فيكِ ، فنفثتِ علي نفثةً لا فكاكَ لي منها مدى العمر ! ولأحدِّثَكِ ، أنَّ قلبي مذْ أيفعتُ يحلِّقُ فوق السماء التي تظلكِ ، وإني لأخشى أن يحلقَ بي طائرُ النوى ، دون أن أراكِ ، وها هي الرحلةُ تُوشكُ على الانتهاء ، وأكاد أبلغ نهاية التطواف ، وأضع عصا التسيار ، ويكاد طائر النوى أن يفرد جناحيه ، لأعتلي ظهره ، ولم نلتقِ ، ولم أركِ مذْ أيفعنا ، بل قبل أن نيفع ، وما زال مارد الحنين يعيثُ بقلبي ويجوس في أوردتي وشراييني ! لا تعجبي من حديثِ الكَهْلِ عن فتوته وريعانه ! فهذا بعضُ حديثٍ من عهد الفتوَّةِ احْتَفَظْتُ به وآَنَ أَوَانُ إِفَاضَتِهِ ! |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
ابداعك فاق الكلمات والحروف والهمسات
راق لي كثيراً ما قرات دمت بخير احترامي لك وخالص تقديري لقلمك رفع ....ختم...إعجاب...تحياتي وفائق شكري 500 م + 300 ت |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
عذوب تساقي عذبها
سكرات وجدٍ ويسقيها العرمرم كهن لجبِ ايا ذكراه كم شابهتِ حشرجة المنايا ولا يعيد لها الحياة سوى محبِ ألا كم سهلت العيون له فراش وجدت بدمعي هطولاً كالملبي فلا وجدتً بالسواد له بقايا وكان بصبح الشوق كالأطفال يحبي شروقاً لا يواريه المساء وحنواً لا يدافعه المغبِ يجي بالفرح الطروبِ وبالسعادة للنكود يكاد ينبي واعشقه دهري لجوجاً واحمد خالقي والهوى سعدي وكربي ياكهل اثقلت بالحزن وجه الورق وادمعت عيون القارئين حتى لكأنهم يتمنون لمس ثوبها الأزرق ليتبركون ويأتوك سائلين عن مكان النخلة ليضعوا فوقها امنيات بلقاء من رحلوا مااترف مايتهجد به قلبك عند الحديث عن رمزك في العشق ووحيدة قلبك التي ماابتعدت الا بجسد تستحضره كل حنين ونحن المنصتين تجذبنا الآهات فنرجعها مواساة لك بألم يستفيض بين الجوانح وحبور لجميل الوفاء بقلم المبدع عبد العزيز |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
يعطيكم الف عافيه
كم يسعدني دوما ان اري هذا النزف الرائع الجميل فاعجز عن الشكر على كل ما تخطه أناملك الذهبيه وما يتدفق من حبركم العطر في انتظار جديدكم القيم تقدير يليق بكم ودي وعبق وردي |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
الكاتبة المبدعة أميرة الحب : مرورٌ يتماوج تماوج الأثير المضمخ بالمسك (ممتنٌّ) .
|
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
الأخت الموقرة وارفة : وددتُ -وايم الله- لو جعلتُ القمر تاجًا والشمس درةً في جبينه ، ورصعته بالنجوم ، ثم وضعته تاج فخر على هام كتاباتي (مرورٌ باذخ لو وشم بنجوم الأرض جميعًا لكان قليلًا بحقه) . أسعدكِ ربي ، وجعلكِ من الفائزين برحمته ومغفرته ورضوانه وفردوسه . |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
الكاتبة المبدعة ريماس : ممتنٌّ لإطلالتكِ البهية (أسعدكِ ربي) .
|
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
سلام الله عبد العزيز
رسالة مطولة عن خفقان قلب ومفترق طريق بين حبيبين.. رسالة مكتظة بالمعانى والمفردات. دام طرحك. النورس حكاية غروب مر من هنا. تحياتي وتقديري ولك المجد |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
وعليكَ سلام ربي ، ورحمته ومغفرته ورضوانه
أهلًا بالعزيز النورس : مرورٌ أزال الشجى ، وبعث السرور (أسعدكَ ربي ، ووفقك) . |
رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
طرح في قمة الروووعه والجمال
هنيئا للمنتدى لأحتوائه على عضووو مـزج بين رقي الأسلوووب في الطرح وروعــة الكلمات شكرا لك على هذا الجمال |
الساعة الآن 11:33 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون