![]() |
محمود درويش : البنتُ / الصرخة
لاشيءَ يجعل لحظةً ما سحريةً كعزفِ شاعر. حرف يغوي. يغري. يهطل " واحد ، اثنان ،ثلاثة " أكثر أكثر . شعر ، نثر. مدد ، مدد - جمال على جمال. تحلو الحياة مع الشعر. يحمل في طياته روحًا خفّاقة لابد أن نقع أسرى لها.. درويش يفعل ذلك وبالذات فياليوميات. كأثر فراشة " لا يُرى. لا يزول ". خلود.. خلود. البنتُ / الصرخة علىشاطئ البحر بِنتٌ. وللبنت أَهلٌ وللأهل بيتٌ. وللبيت نافذتان وبابْ... وفي البحر بارجةٌتتسلَّى بصيدِ المُشاة على شاطئ البحر: أربعةٌ، خمسةٌ، سبعةٌ يسقطون علىالرمل، والبنتُ تنجو قليلاً لأن يداً من ضباب يداً ما إلهيةً أسعفتها، فنادت: أَبي يا أَبي! قُم لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا! لم يُجِبْها أبوها المُسجَّىعلى ظلهِ في مهب الغياب دمٌ في النخيل، دمٌ في السحابْ يطير بها الصوتُأعلى وأَبعد من شاطئ البحر. تصرخ في ليل برّية، لا صدى للصدى. فتصير هيالصرخةَ الأبديةَ في خبرٍ عاجلٍ، لم يعد خبراً عاجلاً عندما عادت الطائراتلتقصف بيتاً بنافذتين وبابْ! |
قصة رائعة
|
الساعة الآن 05:40 PM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون