قبل النوم تجتمع في رأسي احداث اليوم.. بشكل مرتب، حدث يتلو حدث.. ابدأ في تفسير كل الأحداث و تحليلها..ذنوبي اكثر من حسناتي.. انا ذنب لم يرتكبه أحد من قبلْ.. و حسنة لا يُشكر عليها إلا الله،! وجودي في الحياة بحد ذاته فرصة بالنسبة لي لا تتكرر، و لكنها تتضاءل بشكل يومي..!

الأيام تطوني كما يطوي أحدكم صحيفة بالية.. لدي وجه واحد يتكرر في كل يوم.. وفي كل يوم أنزعه ثم يعاود التكرار..هذا الوجه لا يمل التكرار.. و أنتم لا تملون اخباري بأن وجهي مازال يحمل نفس الملامح.. نفس التقاسيم.. نفس الندبات.. و أنه شاحباً.. مهجوراً، كبيت غادره ساكنوه منذو قرون.. وتركوه للريح تلعب في نوافذه في شبابيكه.. في ماتبقى من اثاثه..تركوه لصغار الشياطين تلعب فيه.،!

... وبما أن الشياطين بالشياطين تذكر.. أحذروا ملامح وجوهكم.. قبل أن تتكرر بشكل مزعج..بشكل يجعلها للجمود أقرب منها للحياة.. احذروا تفاصيلها الكثيرة حيث الشياطين التي ترتب الأحداث كل مساء.. و تقرأها عليكم قبل النوم بصوت غير مسموع.. كي لا تقر أعينكم بالنوم في حين هم قد ناموا على وسائدكم.؛!

ثم أني قد عرفت..
ان الحياة أقصر من احداث تجتمع في رأس احدهم..
و أقصر من تلويحة مسافر..
و ابتسامة حزين..
و من تلاشي خيوط دخان سيجارتي،!

و عرفت أني تافه بما يكفي..
اموت فلا احد يدري..
احيا.. فلا ينجح أحد..
وكم تمنيت البكاء.. فعاتبتني عيوني.،!
الدمعة أغلى من أن تذرفها عين..
أو ان يعتصر لها القلب..
الدمع ملح الحياة الوحيد.،!