الموضوع: كتابك المفضل
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2011   #446


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي





كنت أكتب برغم ما أشعر به من صداع نصفي وقرف مبعثه معدتي ومنظر الجثث الباردة تتأرجح وهي معلقة بحبل المشنقة ورفضت أن أتناول أي شيء حتى كوب الشاي الذي كنت أفضله أثناء الكتابة. وتزاحم حول مكتبي زملائي وزميلاتي. ظلوا يسألونني عن شعوري وأنا أشاهد إزهاق روح.. وهل خفت. هل صرخت؟ وماذا فعلت بالضبط وعشماوي يجذب لولب المشنقة وظللت أجيب على الأسئلة التي لا تنتهي. فقد كان كل من بداخل صالة التحرير من الزملاء والزميلات ويعلم بأني حضرت تنفيذ الإعدام داخل غرفة المشنقة يسرع إليّ ليعرف ما حدث لي بالتفصيل، وكنت أشبع فضولهم، وأسهب في وصف ما شاهدته وشعرت به وإحساسي وأنا الوحيدة بين بنات جنسي التي تجرأت ودخلت وراء عشماوي لتحضر التنفيذ الفعلي لإعدام المحكوم عليهم الثلاثة.. هناك تعبير عسكري يعرفه كل من عاش في الحياة العسكرية والتعبير يقول تطعيم الجنود ومعناه أن الجندي يكون سبق له أن حارب في معركة وبمعنى آخر يكون قد تأقلم في هجوم حربي. وهذا التعبير ينطبق على حالتي بعد أن عشت في تجربة تنفيذ الإعدام على عصابة دوجلاس وبعد أن زالت رهبة الموقف وأصبحت مهيأة للجولة الثانية أي لحضور ما بعد ذلك من تنفيذ أحكام الإعدام على القتلة والقاتلات. ومضت الأيام كما تمضي على فتاة وهبت قوة العزيمة والإرادة والرغبة في الاستمرار وتحقيق الذات. أخذ عملي في قسم الحوادث يلفت أنظار القراء. كنت أركز على النواحي الإنسانية في عالم الجريمة وأمارس هوايتي في تحليل شخصيات الأحداث. وتعودت على مواجهة الموت مع مأموري الأقسام وضباط المباحث حيث كنت أذهب معهم أثناء معاينة جرائم القتل، وأدخل غرفة القتيل وأحضر تحقيق النيابة والمعاينة ومعاينة الطبيب الشرعي لمكان الجثة. وكنت أحضر حوادث الانتحار والغرق وعشت أحداث ضحايا الباخرة دندرة لحظة بلحظة ودخلت مشرحة زينهم وراء جثث الضحايا كما كنت أقوم بمفردي بتغطية حوادث انهيار المنازل القديمة بينما زميلي المصور يلتقط صور الحادث وأشهد الجثث تخرج من تحت الأنقاض وأشهد من كتبت لهم النجاة. كما عشت قصة السفاح محمود أمين وحضرت مصرعه داخل المغارة. باختصار كنت أصر على القيام بعملي كاملاً كغيري من شباب القسم بلا تفرقة. وكما لفت نشاطي اهتمام القراء فإن جميع رجال الشرطة في الأقسام والمباحث كانوا يعرفونني وكانوا يقومون باستدعائي إذا وقع حادث هام حتى بعد منتصف الليل وكانت سيارة الشرطة تحضر إليّ في منزلي لأحضر معهم إجراءات المعاينة على الطبيعة.

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي





 
 توقيع :


رد مع اقتباس