عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2012   #133


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



الحلقة الرابعة عشر :
يا سادة يا كرام .. ولا يحلى الكلام إلا بالصلاة والسلام على سيد الأنام
محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام ..
بعدما بث شكواه عذب القوافي وتجمع الأعضاء من خلفه وهو لا يعلم
بهم وتركوه حتى انتهى من بث شكواه احتضنوه وقبلوه على رأسه وأخذوه
معهم إلى المغارة وهم يحيطون به كإحاطة السوار على المعصم ..
ناموا قريري الأعين إلى أن لاح الصباح .. قاموا الأعضاء من سباتهم العميق ..
توجهوا إلى النبع القريب منهم للاغتسال والوضوء لصلاة الفجر ..
قام حلم الأمل وكانت أحب الأشياء إلى قلبه هو الآذان .. فقام ليصدح
بالآذان بصوته العذب النقي ليمتع المصلين .. وارتفع صوت الحق من شفتيه :
( الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ) ..
( أشهد ألا إله إلا الله .. أشهد ألا إله إلا الله ) ..
( أشهد أن محمدًا رسول الله .. أشهد أن محم............)
وبدأ صوته يتقطع..!

لم يقوَ على إكمال الأذان إلا بصعوبة ..
فالمشاعر التي انتابته كانت أقوى من احتماله ..

" يا إلهي.. أين كانت هذه السكينة والطمأنينة ؟! ..
انساب صوته في الأفق ليعطر الكون بروعته وجلاله ..
كم هو جميلٌ صوتك حلم الأمل .. حين ينزل على القلب
القانط كما تنزل قطرات المطر على الأرض اليباب فتهتز وتُزهر..
لله درك من فتى حفظك المولى جل علاه لأهلك وذويك ومحبيك ..
أمَّ المصلين عذب القوافي .. تفرقت المجموعات في الجزيرة بعد
انقضاء الصلاة كلٍ حسب المهام الموكلة له من شمس الأصيل ..
منهم من ذهب إلى المغارة لترتيبها ومنهم من ذهب لإحضار الماء ..
ومنهم من ذهب لتحضير طعام الإفطار .. إلا المجموعة الثالثة حيث بقيت حتى تتناول
طعام الإفطار والبحث قُدُما عن البنات : كان في المجموعة
الثالثة الأعضاء .. يمك دروبي .. للخيال طعم آخر .. حلم الأمل .. فواز الكويتي ..
افطروا الأعضاء جميعا في هذا الجو الربيعي ..
حيث الضباب والغيوم والهواء المنعش والنسيم العليل وزقزقة العصافير ..

تنحنح فيلسوف الكلمة حيث إحساسه المرهف وقال هذه
الأبيات للشاعر غزاي الحربي عن هذا الجو الربيعي :

لا ضاق صدرك عالي الصوت جرة

لو كان قلبك ما يطاوعك مسرور

**
دنياك لو تسوى من الحِزن ذرّة
ما كان أخرها توابيت وقبور
**
وما كان للمحروم بعمره مسرة
وما شفت في ملكه ملايين وقصور
**
العمر يمضي بين حلوة ومرة
والموت حق وقابض الروح مأمور
**
دام الحياة الفانية مستقرة
ورزقك يجيك وبين الأجواد مستور
**
لا تنشغل بالوقت برده وحره
واحذر تصير بقسمة الناس مقهور
**
وحكم القدر لا جاك خيره وشره
أشكر عظيم الشأن والذنب مغفور
**
والمجلس اللي يزعجك لا تمره
خله تراك بشوفته منت مجبور
**
والرجل سقها في صحاصيح بره
ومد النظر مابين ريضان وزهور
**
لا صار وجه القاع ما فيه جره
والمشي حافي والثرى تو ممطور
**
ساعات صمتٍ ما وراها مضرة
تسوى الكلام اللي به إذنوب وإشرور
**
أطلق خيالك وأترك النفس حرة
وخل الطبيعة في حياتك لها دور
**
وبالليل لا بانت نجوم المجّرة
أذكر بديع الخلق بـِإحـساس وشعور
**
واسجد لرب الكُون مره ومره
واحفظ لسانك وأترك الكذب والزور
**
وفروض ربك خلها مستمرة
وطاعتك لا يدخل بها نقص وقصور





هتف له الأعضاء بصوت واحد " صح الله لسانك " ..
رد عليهم " صح الله بدنكم " ..
حمد الأعضاء الله جل علاه بما انعم عليهم من هذه النعمة وشكروه ..
أحاط الأعضاء بالمجموعة الثالثة يودعوهم وأوصوهم بان يحفظوا
الله في سرهم وعلانيتهم .. حتى يحفظهم الله .. وبالحرص ..
وان ينتبهوا لكل شاردة وواردة .. لأنهم سيذهبوا إلى المجهول ..
لان الجزيرة كبيرة مترامية الأطراف .. ربما يكون فيها أناس أشرار ..
أمَّرَ عليهم شمس الأصيل .. حلم الأمل .. وأوصاه بالرفق بهم ..
وان يكون أمرهم شورى بينهم ..
توكل الأعضاء على الله وقالوا دعاء الخروج :
عنْ أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال : قال : رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« مَنْ قَالَ يعنِي إذا خَرَج مِنْ بيْتِهِ : بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ..
ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ .. يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ ..
وتنحَّى عنه الشَّيْطَانُ » رواه أبو داودَ والترمذيُّ ، والنِّسائِيُّ وغيرُهمِ ..
سارت المجموعة الثالثة في الجزيرة تكلؤهم رعاية الله ودعاء الأعضاء
لهم بأن يحفظهم الله ويكلل مسعاهم وان يردهم إليهم سالمين غانمين ..
غير خزايا ولا مفتونين ..
ساروا شمالا .. ترفعهم هضاب .. وتحطهم سهول ..
مضت ثلاثة أيام مند أن غادرت المجموعة الثالثة المغارة ولا علم ولا خبر ..
حيث سقط في يد بقية الأعضاء ما كانوا خائفين منه ..
عندما ساروا شمالا .. ترفعهم هضاب .. وتحطهم سهول ..
وتوغلوا في الجزيرة .. وإذ يحيطوا بهم خمسة شباب مفتولي
العضلات وفي أيديهم الرماح ويشيروا عليهم بالتقدم إلى الأمام
وعدم صدور أي حركة .. وأخذوهم أسرى إلى حاكم الجزيرة ..
نكمل في الحلقة القادمة



 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس