قال أحدهم :لقد طَوَّفْتُ في بلادِنا كلِّها ، من أَوّلها إلى آخرها ، أبحثُ عن أصدقائي القدماء :
عبد الحقّ وعادل وصادق وناصح وبشير ونذير وثابت ومجاهد وشجاع ..
فما وقعتُ لهم على أثر ؛ ثمّ همس في أذني رجل طيّب وهو يرتعدُ من الخوف :
- لا تُتعبْ نفسَك في البحث ؛ فأصحاب هذه الأسماء والصفات في بلادنا لا يوجدون
إلاّ في القُبور أو السجون أو مشرّدينَ خارج الحدود !!
قلتُ لمحدِّثي :
- وماذا ستفعلُ الآن ؟
قال :
- سأستمرُّ في البحثِ حتّى أعثر عليهم في يوم من الأيام
قلت :
- وإن لم تنجح ؟
قال :
يضيعُ منّي المستقبل : مستقبلُ أولادي ، ومستقبلُ أُمتّي وبلادي! .. ولذلك فإنني سأستمرّ
في البحث عن هؤلاء الأصدقاء : عبد الحقّ وعادل وصادق وناصح وبشير ونذير
وثابت ومجاهد وشجاع ، وعن أصدقائهم الذين يُجَسِّدون ما يُجَسِّدونه من المعاني
ويَتَّصِفون بما يتصفون به من الصفات.....