ادفع بالتي هي أحسن قاعدة من قواعد ديننا في التعامل والتخاطب مع الناس،وتتمة بيانها قوله تعالى
( ...ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ).فهي قاعدة عامة في
حسن التعامل ،وفي أحسنالمسالك لتجاوز العداوات والخصومات والصدامات ،سواء
كانت دينيه أو دنيوية، وسواء كانت مادية أو معنوية أو نفسية.
ففي جميع الحالات علينا التعامل بهذه القاعدة السلوكية ..الطريقة المؤدبة المهذبه ..الطريقة التي
هي ألطف وأنظف ،فبهانتلافى الخصومات ويتحول الأعداء إلى أولاياء والخصوم
إلى أصدقاء (..فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ).
(والتي هي احسن) طريقة عامة مجملة، يبقى تقدير ذلك بحسب الحالات والمجالات لكي نختار ( الأحسن )
لكل حالة بحسب ما يليق بها ،وبحسب ما نستطيعه وتبلغه أخلاقنا وإمكاناتنا،
فالمهم أن ندفع ونتعامل ونعالج أمورنا بالتي هي أحسن.
وليس أبلغ تأثيرا في النفوس ولا أكثر إفحاما للمخالف ،من أن يراك تخاطبه وتعامله
وتجادله ليس فحسب بما هو حسن وبطريقة حسنة ولكن بالتي هي أحسن .
إن التعامل بطريقة حسنة-شكلا ومضمونا-يمكن أن تقيم به الحجة وتبرئ به الذمة، ولكن
التعامل( بالتي هي أحسن ) يجعل الذي (بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم ) فكيف
بالذي ليس بينك وبينه عداوة ولا خصومة ، وإنما مجرد معاملة عادية ودعوة راقية ،
فهذا أحق بالتي هي أحسن وأسرع إلى الإجابه والهداية ،وإلى الإنابة والولاية.
إن العمل بالتي هي أحسن هو الكلمة السحرية التي بها تفتح الأبواب
وإن التعامل والتخاطب بغير حسن ولا أحسن قد يكون نوعا من الصد والتنفير
وهو ما نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:
(يسروا وبشروا ولا تنفروا ).
المواضيع المتشابهه: