وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال الله تعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشِركه"
،،، رواه مسلم , وفي رواية لأحمد ، وابن ماجه بإسناد صحيح أنه قال : " فأنا منه بريء وهو للذي أشرك".
وعن أبي سعيد مرفوعاً : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا : بلى .
قال : الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيُزين صلاته لما يرى من نظر رجل" ،،، رواه أحمد بإسناد حسن .
ومما يُعين على الإخلاص والبعد عن الرياء :
العبادة في السر ، و الطاعة في الخفاء ، حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد ، غير الله سبحانه ، فأنت عندئذ تقدم العبادة له
وحده غير عابئ بنظر الناس إليك ، وغير مُنتظر لأجر منهم مهما قل أو كثر .
وهي وسيلة لا يستطيعها المنافقون أبدًا ، وكذلك لا يستطيعها الكذابون ؛ لأن كلاًّ منهما بنى أعماله على رؤية الناس له ،
وإنما هي أعمال الصالحين فقط . إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون ، فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه ،
كالصلاة في آخر الليل يُناجي ربه وحده ، وكصدقة السر ، وكالدعاء بظهر الغيب ، وكمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .
وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا ، وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية ؛
ذلك لأن أعمال السر هي أشد على الشيطان وأبعد عن مُخالطة الرياء والعُجب والشهرة .
وإذا انتشرت أعمال الطاعات بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس .إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله
سويداءه ، وعمت الرغبة فيما عند ربه أرجاءه ، فأنكر نفسه في سبيل ربه ، وأخفى عمله يريد
قبوله من مولاه ، كالصدقة التي تخفي ما تنفق يمينها . وكمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .
وقد نَصحَنَا النبي- صلى الله عليه وسلم - بالخبيئة الصالحة ؛ فقال :
" من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل" ،،، رواه أحمد في الزهد وصححه الألباني ..
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : "ثلاثة يُحبهم الله , وثلاثة يشنؤهم الله : الرجل يلقى العدو
في فئة فينصب لهم نحره حتى يُقتل أو يفتح لأصحابه ، والقوم يُسافرون فيطول سُراهم حتى يُحبوا أن يمَسَّوا الأرض فينزلون ، فيتنحى
أحدهم فيصلي حتى يُوقظهم لرحيلهم ، والرجل يكون له الجار يُؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يُفرِّق بينهما موت أو ظعن ،
والذين يشنؤهم الله : التاجر الحلاف ، والفقير المختال ، والبخيل المنان" ،،، رواه أحمد وابن حبان ، وصححه الألباني . .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال :
"عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه ولحافه ، من بين أهله وحبِّه إلى صلاته ، فيقول الله جل وعلا : أيا ملائكتي ، انظروا
إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته ، رغبة فيما عندي ، وشفقة مما عندي ، ورجل غزا في سبيل الله
وانهزم أصحابه ، وعلم ما عليه في الانهزام ، وما له في الرجوع ، فرجع حتى يهريق دمه ، فيقول الله لملائكته :
انظروا إلى عبدي، رجع رجاء فيما عندي ، وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه" ،،، رواه أحمد وأبو داوود،وحسنه الألباني ..