عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2012   #17


الصورة الرمزية نبع الامل
نبع الامل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 215
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (04:34 PM)
 المشاركات : 1,507 [ + ]
 التقييم :  38515
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 32
تم شكره 109 مرة في 73 مشاركة
افتراضي



التناقض انها سمة او وصمة لاتلتقي مع سمة اخرى كما ذكرت اختي الغزال وهي الصدق ....
هناك من يتحسس التناقض في تصرفاته وأفعاله - في فترات الصفاء - فيحاول جاهدا ان يعري وجه الحقيقة أمامه
أتراني لم أوفق في تجسيد ما اعتقده على ارض الواقع ؟
ام أني على صواب والخطأ يكمن في الجانب الآخر ؟
ان هذه الثنائية لا تعني الحياد عن الأصل ربما هي نقطة ايجابية تعني ان الانسان يحاول ان يصوب الامور وان يضعها في نصابها من خلال فهم محيطه وما يجب ان يجسد من مبادئ تبعا لما يتقبله المجتمع وما تمليه الفطرة السلمية
الحياة كما يقال مدرسة
تعلمنا الكثير
منا من يوفق في استيعاب الدروس وتصويب الأمور والسير قدما في الدرب الصحيح
ومنا من تغلبه النفس وهواها وملذات الحياة فلا يستطيع الى ذلك سبيلا
ما يدور في خلدي مفاده لماذا يعيش الإنسان هذا التناقض ؟ انه يعيش في غبن ودوامة ولا يصل الى ضالته في الحياة ولا يحقق فيها ايا من اهدافه ؟ .
ترى اين يكمن السبب ؟
حين نغوص في اعماق النفس واغوارها نجدها معقدة تتجلى منها توريات لا نعي أغلبيتها
والكثير منها يتداعى من عمق الماضي وتجاربه السيئة خاصة حين يركن المعني الى التوحد وعدم البوح
ان المحيط الأسري هو أول محطة يمكن أن نستشف منها السبب وكما يقال اذا عرف السبب بطل العجب ونحن هنا لا نبحث عما يزيح تعجبنا بل نسعى لفهم السبب وإزاحته
( غياب الجو الأسري الحميمي مشاكل أسرية غياب التواصل جهل الأولياء لرسالتهم في الحياة فيضيعون من يعولون .... )
انها متغيرات تدخل في تركيبة الإنسان وشخصيته فتجد شخصيته نتاجا لذلك الكل المركب من عقد نفسية لا مجال لردعها فيجد نفسه في فترات أخرى لاحقة يسير دون ادني رغبة في التغيير وان وجدها لا يتمكن من تطبيقها بالشكل السليم ويرى العالم بتلك المقاييس وان غلبته الظروف ينأى الى عالمه الخاص حيث كل شيء يسير وفقا لهواه ونوازعه .
أغلبية هذه الشرائح ترى نفسها ضحية أكثر من أي شيء آخر
لذا يكون الاستسلام دوما عنوانا لحياتهم الا من رحم ربك
تأتي المحطة الثانية انها محيط ما بعد الأسرة
يبدو كطاقية إنقاذ للشخص فيبحث فيها عن الضالة دون وعي فيتشبث باي شيء ليعوض ذلك الحرمان وعقدة النقص وليجد ذاته وشخصيته ، انه المجتمع وأيضا هو معقد في تركيبته وتأثيره على الفرد ، فان تحدثنا عن المجتمعات المثقفة عموما والتي يجد فيها الإنسان نوعا من التوازن والانسيابية قد يجد المرء نفسه امام فرصة للتغيير وان كان مجرد مجتمع تحكمه الأهواء والنوازع خاصة ان غاب عنصر الثقافة عنها فمن السيء الى الاسوء
بعد ذلك يجد الإنسان نفسه في مرحلة ما شابا يافعا يبحث عن هدف نبيل في الحياة فيرى حوله شخصيات عدة كل وطبيعته ومستواه وما يعايشه
فتتولد لديه الرغبة في تحقيق أهداف تمليها تلك الطاقة التي تسكن أي شاب في مقتبل العمر
وحين يعود الى ذاته يجد فيها الكثير من النقائص وما يحول دون تلك الغاية فتتعقد المسألة اكثر امامه ويجسد التناقض اكثر
ربما يشعر في قرارة نفسه بمرارته لكن لا جدوى من كل ذلك فتلك الرغبة اقوى من كل شيء حتى من ارادته وهنا يتأصل التناقض في ذاته ويصبح عادة يدمن عليها خاصة كما ذكرت ان كان يرى نفسه مجرد ضحية لا اكثر وهنا لا شيء يتحكم في الدفة سوى غياب المبادئ السليمة
ان التغيير تلزمه قوة وإرادة وعناية فائقة بداية من الجو الأسري الى المجتمع الى شخصية ذلك الإنسان وحقيقة رغبته في التغيير الى الأفضل والتخلص من تلكم الشوائب
ان قلة الوعي في الكثير من الجوانب في حياتنا تكون عقبة في النهاية دون وصولنا الى الهدف المنشود
يبقى في النهاية ان الأمر كله منوط بالإنسان الذي يعيش ذلك التناقض
حين تتولد لديه الرغبة في التغيير ونفض الشوائب عن حياته وحين يعلم انه أمام طريق طويل يستدعي الصبر والتجلد والإيمان القوي وحين يجد من يكون السند والعون في حياته
سيجد رياح التغيير قد حولت وجهته الى المعنى الحقيقي للحياة
الموضوع متشعب ويحتاج الى الكثير لكني ابديت وجهة نظري كما تبدو لي وارى ان الحياة تجارب ودروس وهي بمثابة المتاهة حين يضيع الإنسان عن القيم النبيلة فيها
وهي امتحان لمن تسلح بتلك القيم ، يعلم يقينا انها مفعمة بالصعوبات والعراقيل لكن يبقى ايمانه بالنجاح فيها راسخا حتى النهاية
جزاك الله خيرا اخي العزيز شمس على هذا الموضوع الهادف وكلي اسف على التأخير في الرد
أطيب المنى




 
 توقيع :

عبد الغني

لا تتصرف كالناس *** فقط كن انسانيا



رد مع اقتباس