رمضان أقبل قم بنا نطوي المَدَى
سَبْقاً إلى الخيرات في شهر الهُـدى
الصـــوم جُنَتُنا وعاصِمُ روحنا
من سهم خائنةٍ تُذَبِح كالمُـدى
من حاصد كب الوجوه على لَظَى
وأتى على الحسنات خسَ وأفنـدا
من شهوة تُغري وتردي صيـدها
بالسوء من أمارة بئس الـردى
عشرٌ من الرحمات أولُ عهــده
عرض لها قلبا قسا لما اعتدى
والعشر في وسط المطهر لُذ بهـا
مستغفرا مما تستر أو بــدا
واختـم بعِتْقٍ من جهنم واستلــم
من مُحسنٍ مسك الختام مِنَ النـدى
واشدد لعشـر القدر مئـزر همة
والأهلَ أيقظ فالطريق تعبــدا
لم تبق إلا عشرة، يا ويــح من
قد أدرك الشهر الكريم وما اهتــدى
ليــــلاك يا قيس العبادة ليلة
لو أنها وُزنت بألف مـــا فــدى
فاغنم بهـا ساعات وَصْلٍ لا تنم
ليلاك قد ضربت لوصلك موعــدا
حــرم على بنت الخيانة نومها
واغسل بدمع الحزن لَحْظاً أَرْبَـدَا
قَدْ صُفد الشيطان فاهرع مُسرعا
يا باغيا للخير لا تنظر غـدا
أبـــواب نيران القيامة أغلقت
أقصر أخ الأشرار واهجر من عـدا
هــذي الجنان تزينت لضيوفها
من لم يزالوا قائمين وسجـدا
حتى انجـــلى ليل التبتل وابتدا
سبح النهار، وصاح حَي على الجدا
صُفر الوجوه إذا رؤوا ذُكِرَ الذي
بالكِلْمَةِ الفُضلى أنار وجـددا
أحيى القلــوب بذكرها فتيقظت
وتحللت ممـا أذل وقيـدا
من كل خاطــرة تسوء وفكرة
تُفْني فؤادا ضــاق ذرعا بالعدا
فتحٌ وبدرٌ ذِكريـات ذِكرها
يُدني البعيد ويستفز المقعدا
كيف الهنا وقُدْسُنَا مِلْكٌ لهـم
شُد الرحال أخي إلى قدس الفـدا
بالشوق يا خيلُ اركبي واستصحبي
كلا يذوب تحيرا وتـرددا
وأعن على هذي النوائب مُجْهـدا
ما عاد يَقوى يا رحيم على العـدا
النفـــس والطبـع اللئيم وشِقْوة
من هولها شَرِبَ اللعين وعربدا
هِمْ بالصلاة على النـــبي فإنها
سَكَنٌ لمن ذكر الحبيب فأنشـدا
يـــا من ثَوى في طيبةٍ جُثمانه
شوقي إليك نما وصار مُسَهِـــدا
للروضـــة الفيحاء والقبر الذي
ضم الرسول المصطفى ومن اقتدى
بجوارهم أهل البقيع قبـــورهم
من زارها أعطى الولاء وأشهــدا
أن المدينة روضة من جنـــة
طابت منازل واستطابت مسجــدا
فيها الهنا فيها المنى فيهاالسنا
أنعم بها سكنى وأكرم مقصـدا
يا لَيْتَ شعري هل يُتَاحُ لنا بهـا
يوما مُقامٌ إذاً لَكُنْتُ الأسعــدا
صلوا على آل النبي وصحبــه
ما أَم صب طيبةً وَتَـوَددَا
صلوا على إخوانه من جــددوا
بالعدل والإحسان دينا جُمــــدا
يا سعد من أعطى الولاء لحزبهم
يا سعد من تَخِذ المُؤَيدَ مُرْشِـــدا
منير ركراكي