الكلمة الأخيرة
يوم جاتني توادع ، أنطفى نور الشوارع ،
وظلمت كل المدينة ، والحزن غير فرحنا ،
كيف لا .. ويومها آخر لقانا ،
وأنتها حلم العمر .. في دقائق بل ثواني ،
واختفت أحلى المعاني ،
وأذبلت وردة ربيع ، وأصبح العالم فجيع ،
آه يا النفس الحزينة ، وين قلبي من حنينه ،
كنت أول أبتسم للشوق دائم ، لو نظر لي صاحب الذوق الرفيع ،
كنت أول غير كل الناس هايم ، في هواها وعايش بكونه الوسيع ،
كنت أفرح يوم بس عيني تراها ،
كنت أحس نفسي معاها ، مثل ريحه ورد أتنفس شذاها ،
كنت أجد قلبي معلق في هواها ، لا أرى في ديرتي حلوة سواها ،
يا ما سامعها أنا دقات قلبي ، و يا ما مفّهمها على أوصاف حبي ،
ويا ما شاربها حياتي باليمين ،
وإن حكينا عن هوانا .. ننسى أوجاع السنين،
حد علمه بايعٍِِ عمري عشانه ، وحد علمي بين ليله وضحاها ،
صرت أنا خالي اليدين ،
صدقوني كثر عشقي للأماني ، والله صارت لي مثابة أكسجين ،
لا غناء عنها يمين ،
يا خسارة هو صحيح أن المحبة .. صار أولها سعادة ،
بس آخرها عذاب ، ليتني ألقى الجواب،
كم وهمت نفسي بعشقتها الحبيبة ، معتبرها مثل دمي في وريده ،
آه من دنيا عجيبة ،
كم وجدنا ناس تتعلق بأذيال الخيانة ،
قصدها توصل مكانه ، ما تفكر في الوفاء ،
آه طمعانة مصالح ،
وإن تغناء حد منهم بالمودة .. فيلسوف آخر زمان ،
والنبي ما له أمان ،
لو درينا بالحقيقة يكون عين الصواب ،
خير من كلمه عذاب ،
الله الله يا الفراق .. ما وجدنا لك حلول ،
دائماً مر المذاق .. يا ما أسلبت العقول ،
لك نصيحة .. خذها مني كلمتين،
مستحيل تسلب حياتي ،
راح أعيش العمر كله ،
رافع لراية هوانا ، ما حييت طول السنين.
بقلم الشاعر / خليل عبادل.
المواضيع المتشابهه: