عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2012   #4


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



عندما قال العبد للسلطان أن الرجل قص عليّ قصة تتضمن سؤالا وحُكما .. واستعصى عليّ جواب السؤال .. واحترت في الحكم .. فتكلمت الأميرة بما تراه من حكم في هذه القضية لم يصدقه السلطان بل أرسل صاحبة الجلالة أمالأميرة لتتيقن أكثر مما قال العبد ..


وفي الليلة الثانية .. دخل الشاب على الأميرة فوجدها في ركنها المعتاد .. ورأى في ركن الغرفة العبد واقف ومتقلدا سيفه .. وصاحبة الجلالة في الركن الآخر ..


كان الصمت يخيم على هذه الغرفة .. وطال الصمت .. وثقل هواء الغرفة ..


وضاق صدر الشاي بهذا الصمت ..

وأراد أن يحرك هذا الصمت بأي شكل من الإشكال .. فالتفت الى ناحية صاحبة الجلالة أم الأميرة وقال لها :
يا صاحبة الجلالة إن وضعي حرج كما تعلمين ومصيري مظلم .. وأخشى أن لا يكون بقي في الحياة إلا سويعات ..
وأحب أن تتلطف جلالتك أن تحدثيني أو أحدثكِ ..
فقالت صاحبة الجلالة أم الأميرة ليس عندي حديث .. وإذا شئت أن تتحدث فلا مانع لدي ..
فقال الشاب :
يحكى في قديم الزمان أن رجلا تزوج من فتاة فرزق منها بثلاث بنات وولدا ذكرا .. ثم قدّر الله على هذا الرجل فتوفي وترك أولاده الأربعة في كفالة أمهم ..
تولتهم أمهم بالرعاية حتى كبروا وبلغوا سن الزواج ..
إلا أن أحدا لم يتقدم الى خطبة واحدة من البنات .. فجز ذلك في نفوس البنات .. وسئمن الحياة .. واسودت الدنيا في أعينهن .. لان مصيرهن مجهول .. ولذلك فقد خيّم الحزن على جميع من في البيت ..
وصمم الأخ أن يزوج أخواته الى أي واحد يطرق بابهن .. من عود وإلا قعود كما يقول المثل الشعبي .. وفي يوم من الأيام دق الباب عليهم ذئب يطلب يد الأخت الكبرى .. فرحب به أخوهم .. وزوجه الكبرى .. وأقيمت مراسم الزواج .. واخذ الذئب زوجته وانطلق بها في مجاهل الصحراء .. وعاشت معه سعيدة منطلقة في تلك الأجواء الفسيحة والذئب يحميها ويحاول إسعادها بكل وسيلة حتى انه كان يصيد صغار الصيد لتربيها وتملأ بها وقت فراغها ..
وكان للذئب صديق هو النسر فرأى سعادة صديقه الذئب بهذا الزواج الموفق وكل منهما سعيد بالآخر ..
ففكر النسر أن يصنع كما صنع صديقه الذئب .. وقال النسر للذئب يا صديقي إنني أغبطك على هذا الزواج وارغب أن اقتفي أثرك .. فهل تعلم لي زوجة مثل زوجتك ؟
قال الذئب : نعم .. أن لها أختا في المدينة وإذا عزمت على الزواج .. فإنني اعتقد أخا زوجتي سوف يرحب بك ويزوجك إحدى أخواته ..
طار النسر الى المدينة بعدما اخذ اسم الشخص وعنوانه من الذئب ..
وسال عن بيت الرجل فدّل عليه .. ودق الباب فخرج إليه الأخ وسلم عليه ورحب به ..
وقال النسر جئتك طالبا الزواج من إحدى أخواتك ..
فقال له الأخ : سوف استشير البنت وأمها ..
استشار الأخ أمه وأخته فوافقوا جميعا وزوجوه البنت الوسطى ..
وأقيمت مراسيم الزواج .. واخذ النسر زوجته وطار بها واسكنها في قمة من قمم الجبال ..
وصار يصيد لها أطايب الصيد .. ويطعمها ويحاول إدخال السرور على قلبها بكل وسيلة ممكنة .. وسعدت الفتاة بهذه الحياة الجديدة .. والرعاية الفائقة التي تلقتها من زوجها النسر .. وكان النسر يأتي لها بصيد من البر ويوما صيدا من البحر ..
وفي يوم من الأيام وبينما هو يبحث عن صيد من السمك اطل عليه حوت كبير من حيتان البحر .. وكلمه وقال له : أراك تأتي الى البخر يوما بعد يوم .. ولم أرى في النسور من يسلك سلوكك .. ولابد أن لك ظرفا تختلف عن ظروف النسور الأخرى .. فاخبرني بحقيقة أمرك لأكون لك عونا فيما تريده من صيد البحر ..
فاخبره النسر بان له زوجة من البشر وقد أسعدته في بيتها ويريد أن يسعدها .. فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ..
فقال الحوت ألا تعرف لي زوجة من البشر .. فقال النسر : إن لزوجتي أخت ثالثة لم تتزوج .. فعليك بالإسراع والزواج منها قبل أن يتزوجها احد قبلك ..
شكر الحوت النسر واستعد في عجل بعد أن اخذ العنوان من النسر ..
وسال الحوت عن بيت الرجل فدّل عليه .. ودق الباب فخرج إليه الأخ وسلم عليه ورحب به ..
وقال الحوت جئتك طالبا الزواج من أختك ..
فقال له الأخ : سوف استشير البنت وأمها ..
استشار الأخ أمه وأخته فوافقوا جميعا وزوجوه ..
وأقيمت مراسيم الزواج .. واخذ الحوت زوجته وذهب بها الى مكان مجاور للبحر وصار يغدو عليها بأنواع الأسماك اللذيذة .. ويجمع لها بعض الأسماك اللطيفة المنظر ويُبقي عليها حية لتكون مُؤنسة لزوجته في وحدتها ..
طالت غيبة الثلاث عن أهلهن .. واشتاقت الأم الى بناتها والاطمئنان عليهن ..
وكان كل واحد من الأزواج الثلاثة قد ترك عنوانه عند صهره ..
فعزم الأخ وأمه على زيارة الحوت وذهبا إليه .. ووجد أخته تهيئ طعام الغداء لزوجة وتنظر قدومه .. جاء الحوت ومعه صندوق مقفل لا يعلم ما فيه .. تفاجأ بوجود الأخ فأخذه بالأحضان وجلسوا جميعا يأكلون من الغداء التي أعدته الأخت ..
وعندما تمت مراسيم الزيارة وودع بعضهن بعضا .. قال الحوت لصهره انه ليس عنده شيء نهديه لك ذا قيمة إلا هذا الصندوق الذي لا اعلم ما فيه .. إلا أن حدسي يؤكد أن فيه شيئا ثمينا .. فخذه مني كهدية .. وإياك أن تفتحه إلا في مكان نغلق الأبواب والنوافذ لئلا يكون الشيء الذي فيه يطير .. فيفر من بين يديك ..
فحمل الصهر هذا الصندوق على رأسه بعد أن شكر صهره العزيز على هذه الهدية ..
كان الطريق خاليا وطويلا الى المدينة .. وانشغل بال الأخ بالصندوق وما في الصندوق .. ولم يكن عنده الصبر الكافي ليبقي الصندوق مقفلا .. والسر مغلقا الى أن يصل الى البيت .. ودفعه حب الاستطلاع الى أن ينزل الصندوق من فوق رأسه وان يفتحه ليرى ما فيه ..
وفتح جزاءا صغيرا من الصندوق لم يستطع أن يعرف ما بداخل الصندوق .. وفتح فتحة اكبر .. إلا انه لم يصل الى نتيجة .. وأخيرا فتح الصندوق كاملا .. فما راعه إلا كتلة من الدخان تطير بين يديه وتحلق في الجو ثم تختفي عن عينه ..
تذكر الأخ وصايا الحوت .. وندم .. ولات ساعة مندم ..
واحتار ماذا يصنع ؟
ثم قرر أخيرا بان يعود الى الحوت فيخبره بالذي حصل ..
فقال الحوت للأخ : عليك يا صهري أن تحضر لي النسر والذئب .. وسوف نتشاور في الطريقة التي يمكننا أن نستعيد ما في الصندوق ..
ذهب الأخ الى أصهاره وجاء بهم الى الحوت .. قال لهم الحوت : إن هذا الشيء الذي طار من الصندوق ثمين جدا .. ويجب أن نبحث عنه حتى نجده ..
قال الذئب إذا كان هذا الشيء الذي طار نزل فوق الارض فعلي إحضاره لكم ..
وقال النسر : إذا كان هذا الشيء الذي طار لا يزال في الجو فعلي إحضاره ..
وقال الحوت : إذا كان هذا الذي طار نزل الى البحر فعلي إحضاره ..
تفرق الأصهار كل يبحث فيما اتفقوا عليه ..
وبعد فترة من الوقت جاء الحوت ومعه ذلك الشيء الذي طار من الصندوق .. انها فتاة لطيفة في غاية الحُسن والجمال ..
واجتمع الأصهار مع اخو البنات وكل واحد منهم ينظر الى الفتاة مؤملا أن تكون من نصيبه ..
فقال الحوت : انها لي فانا الذي حصلت عليها أولا .. وأنا الذي اصطدتها أخيرا ..
فقال الأخ للحوت : لقد أعطيتني هذه الفتاة وأنا أحق بها فما ينبغي أن تعود في عطيتك ..
وفي هذه الأثناء تكلم الذئب وقال : كيف نسيتم دوري في البحث عن هذه الفتاة في البر ؟
قال النسر : وأنا كيف نسيتم دوري في البحث عن هذه الفتاة في الجو ؟
واشتد النزاع بين الأطراف الأربعة كل واحد منهم يريد أن تكون هذه الفتاة من نصيبه ..
وتابع الشاب المغامر حديثه قائلا : يا صاحبة الجلالة لو جُعلتِ حكما فلمن تحكمين أن تكون هذه الفتاة من نصيبه ..
فقالت صاحبة الجلالة : أنني والله محتارة فيمن يكون أحق بها من زملائه .. ولهذا فإنني لا أستطيع أن أصدر حكما اطمئن إليه فيمن يكون أحق بها من هؤلاء المتنازعين الأربعة ..
وفي هذه اللحظة تحركت الأميرة واستعدت للكلام .. فقد كانت تستمع الى القصة من أولها وتتابع فصولها بيقظة تامة ..
قالت الأميرة : إن الفتاة للحوت فهو أحق بها .. فالصيد لمن صاده .. لا لمن أثاره ..
وعندئذ قامت صاحبة الجلالة والعبد وتركت ابنتها وخطيبها منفردين كما تقضي بذلك تعليمات السلطان ..
وجاء الصباح واحضر السلطان الجلاد وطلب الشاب المغامر لينفذ فيه حكم الإعدام .. وتقدمت صاحبة الجلالة وقالت له : لقد تكلمت ابنتي .. فنظر إليها السلطان شزرا .. وقال لها : حتى أنت تبلغيني بما لا يعقل .. وأمر السلطان بأن يؤجل تنفيذ الحكم في الشاب المغامر حتى يراقب الأمر بنفسه ..
تابعونا في الليلة الثالثة لنرى ماذا قص الشاب المغامر على السلطان ..




 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس