01-11-2013
|
#7
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1037
|
تاريخ التسجيل : Dec 2012
|
أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (10:11 PM)
|
المشاركات :
29,396 [
+
] |
التقييم : 888890339
|
|
لوني المفضل : White
|
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة
|
دراسة تاريخية وعلمية لحادثة الإسراء والمعراج وما حصل فيها من أحداث عظيمة ( اربعة اجزاء كاملة )
[frame="1 10"] ( الجزء الثالث )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي من اوصله الله الي مقاماً لم يصله احد من خلقه
عند سدرة المنتهي ....اللهم صل وسلم وبارك عليه ....
الاخوة الاكارم رواد مائدة المصطفي صلي الله عليه وسلم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكون اخوتي الكرام قد وصلنا للجزء الثالث من التحدث عن معجزة المصطفي صلي الله عليه وسلم ....
وهي الاسراء والمعراج ...
وقد فهمنا كيف كانت واسباب حدوثها...
وقدرة الله سبحانه وتعالي ...
وقد كان ولا زال حديثنا عنها ليس
كسردها كواقعة وقصة حدثت فقط من الجانب التاريخي ....
فهذا معلوم لدي كل المسلمين ...ومعروفه حوادثها ...ولكن التحدث عنها في هذه الدراسة مختلف قليلاً ...لانه يتطرق للاجابة علي تساؤلات مهمة تخدم الاسلام والمسلمين وتؤكد فكرة ان الدين الاسلامي هو خاتم الاديان ....
وفي هذا الجزء سيتم التحدث عن الاسراء والمعراج
من الناحية اللغوية
واقصد هنا بالمصطلحات اللغوية العربية ...
بلغة القرآن الكريم ...
وأيضاً الاجابة علي تساؤلات كانت قد اثيرت في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم ....وايضاً تم اثارتها حتي في وقتنا هذا .....
وقد اختلفت فيها الاراء
ولكن لو تم التمعن في الايات القرآنية ودراستها
حتي من الناحية اللغوية
لفهموا ....ان مراد الله هو فوق كل ما اراده البشر ...
والتساؤلات هي
هل اُسري بالرسول صلي الله عليه وسلم ...ولم يقوم بالفعل لوحده وبقدرته الشخصية ....بل قام به الله سبحانه وتعالي ...
ام اسري بقدرة البشرية الشخصية هو فقط ....؟
وهل تم الاسراء والمعراج به روحاً فقط ...او روح وجسد ....؟
وهل مراجعة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
لسيدنا موسي عليه السلام
عند فرض الصلاة هو نقيصة لنا لنستشير انبياء اخرين ....
ام هو دليل علي افضلية الاسلام علي سائر الديانات الاخري ...؟
وهل الزمن الارضي يختلف علي
الزمن الالهي الخاص بالله سبحانه وتعالي.....؟
وكيف يبقي فراش المصطفي صلي الله عليه وسلم
دافيء طوال رحلته
حتي رجوعه ....فما هو التفسير في ذلك ....؟
كل هذه الاستفسارات والتساؤلات سيتم ايضاحها وفهمها لغوياً وعلمياً
وستكون نتائجها مثلجة للصدر ....
وايضاً من الناحية العلمية المعروفة لدينا
والتي تؤكد ايضاً انها كانت ولازالت
من الاعجازات الربانية التي منّ الله بها
علي المصطفي صلي الله عليه وسلم ...
فمن الناحية العلمية واللغوية
وبعد أن تم سرد حادثة الإسراء والمعراج من
الناحية التاريخية والوقائع التي حدثت فيها
والمرائي التي رآها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
و وجب أن نقف وقفات عديدة في هذه الحادثة لأنها أيضاً حملت معها أمور ماكانت لتحملها الحوادث الأخرى والتي مرّ بها
الحبيب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) ، ولمقامها ونتائجها وأسبابها والجدل الدائر حولها وجب أن نقف وقفة مطولة قليلاً على هذا الحادث , ونحاول سبر أغوارها من جميع
الجوانب , منها اللغوية والعلمية .
والآيات التي رآها النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،ومحاولة تقريب هذا الحدث الفريد الذى لم يتسنى لاى مخلوق على وجه الأرض , وأيضاً محاولة الإجابة على الجدل الدائر في كيفية الإسراء والمعراج ...
فهل كان بالروح فقط أو بالجسد والروح معاً ....
وكذالك رأى العلماء فيما حصل ....
ولأنها أيضاً تحمل رسائل عدة ورموزاً عديدة .... ولأنها بُني على أساسها ركن مهم في الشريعة الإسلامية.....
وقد كان أفضل من سبر أغوار هذه الرحلة العظيمة وقراءة مابين سطورها و وبأسلوب علمي متفرد في المعالجة والتبسيط ... في أبطال المحاولات التشكيكية في حدوثها وكذالك
المقارنات والتأكيدات على صحتها .....
بتفسيرات القرآن الكريم للعلماء الافاضل ...
كتفسير ابن كثير والقرطبي والاخرين
فبينوا شروحات وافية عن هذه الحادثة ....
وايضاً شروحات العلامة الإسلامي المرحوم :
الشيخ محمد متولي الشعراوي ....
الذى أعطاه الله سبحانه وتعالي بصيرة ثاقبة في فهم الحدث بتفاصيله وكان مرجعه الأساسي , السيرة النبوية الشريفة وما صح من الأحاديث.....
ولكنه أضاف شروحات علمية وخواطر وتفسيرات قربت المسلم إلى مايريده الله سبحانه وتعالي من هذا الحدث الجلل.......
لذالك سوف أترك هذه الحادثة ( الإسراء والمعراج ) بالذات للعلامة الشعراوي , مع العلم بأنه لم يأتي بسيرة بديلة
أو جديدة أو بتأليف جديد ...
ولكن كل ما في الأمر , وضح بعض الجوانب وأكدها لتكون قريبة إلى الأذهان في هذا الزمان وبالطبع خواطره هذه مبنية على ماوجده في صحاح السيرة النبوية المشهورة من أبن هشام
وأبن إسحاق وأبو الفداء وغيرهم ...
قد جاء ذالك في أحدى مؤلفاته عن الإسراء والمعراج
حيث قال العلامة الشعراوي :
إذا أخذنا عنصر الفعل ( وهو الشيء المؤثر في غيره ) من أى فاعل
( الذى قام بالفعل ) فنجد أن عنصر الفعل في أى فاعل ملحوظ في ذات الفعل و فإذا قيل مثلاً : لقد خطب فلان
.فنأخذ الخطبة بمعيار هذا الخطيب ..
وإذا قيل حمل فلان أثقالاً ..نأخذ العملية الفعلية ..حمل الأثقال بقوة الذى قام بفعل الحمل , أذاً كل فعل من الأفعال ....
يجب أن تقارن بفاعله هو ... فلا نأنحذ الفعل من الفاعل ونعطى قانون غير الفاعل ..فكيف يكون ذالك ..؟
وحينما يقول الله سبحانه وتعالي : ( سبحان الذي أسرى ) ....
أى أن الذي أسرى هوا لله سبحانه وتعالي .فالفعل واقع من الله سبحانه وتعالي .فلا يصح أن نؤاخذ الرسول الكــــــريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، بفعل فعله الله سبحانه وتعالي به.
ومادام الله سبحانه وتعالي قد فعل الفعل ..
فلماذا نستعجب على رسول لله
( صلي الله عليه وسلم ) ، أن يقول لقد أُسرى بي ......
فالرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ،
لم يقُل ( أنا سريت ) حتى نرُد الرسول الكريم
إلي قانون ونحاسبه بموجبه .
أو نقول له كما قال الكفار ( نحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً وتدعي أنك أتيتها في ليلة ), حتى الذي قال أنه آتاها ليلٍ بقدرته وحده ..!
في الحقيقة لم يأتها ..... إنما أُتى به .... والكفار يقولون :
نحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً ..
فالكفار يضربون أكباد الإبل كمقياس لهم فإن كانوا صادقين في المقارنة , والمفاضلة العقلية ويريدون أن يعجزوه ..
كان يجب أن يقارنوا فعلاً بشرياً منهم بفعل
بشري منه ( صلي الله عليه وسلم ) ،
أما أن تقارنوا فعلاً بشرياً منكم بفعل لم
يقُم به هو بل قام به الله سبحانه وتعالي ....
هنا المقارنة غير عادلة , لأنها تمت بفعل بشري وهو ضرب أكباد الإبل إليها شهراً وبفعل أنه أُسري به في ليلة ....
والذي قام بالإسراء ليس الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ببشريته ,
بل الله سبحانه وتعالي الذي قام بذالك ....
ويستطرد العلامة الشعراوي ويقول :
فمثلاً إن قلت لكم لقد صعدت بابني الرضيع قمة جبل ( الهيمالايا ) ،أيعقل أن يقول لي مجنون :
كيف يصعد أبنك الرضيع قمة الجبل ..؟
طبعاً لايمكن أن يكون أحد بمثل هذا الجنون إن يقول لي ذالك , لأنه أن قالها فهو مُختل .. إنما الواجب أن يقول لي كيف صعدت أنت وليس الرضيع كيف صعد ..؟
أقول بل بقوتي أنا وبقانوني أنا .....
أما أبني فهوا محمى ولم يستعمل أي قوة
أو مجهود للمساعدة على تسلق الجبل .....
لان الذي يجادل في الاسراءيقول :
إن الإسراء والمعراج لم يردوها إلي الله سبحانه وتعالي .....
إنما ردوها إلي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، ومن هنا كثُر المجادلون ... لأنهم يناقشون محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وهو بشري عن عمل لم يقُم به هو ...
.وكما قلت في المثال السابق من أن الفعل هو الصعود إلي قمة الجبل والفاعل أنا أما أبني فهو مفعول به.....
فلا يجوز أن يردوا الصعود إلي أبني الرضيع ..
لأنه لا يستطيع بقوته وصغره ...
أما الأمر الثاني وهو الزمن .....
فمن المعروف أن الذي يسري من مكان إلي مكان آخر في سيارة عادية .غير الذي يسري في طائرة أو صاروخ ..
إذاً لابد أن ننسب الزمن إلي قوة الذي عمل الفعل....
فما دامت المسألة من الله سبحانه وتعالي وهو الذي أسرى...
وسيدنا مُحمد ( صلي الله عليه وسلم ) ، وهو المُسري به . أى المصاحب والمحمول بقانونه البشري على قانون ربه سبحانه وتعالي .
.فلا بد لنا أن نقيس المسافة وزمانها بنسبة القوة التي فعلت ذالك وهو الله سبحانه وتعالي, وكما يقولون في قانون الفيزياء .....
فالمسافة تتناسب مع القوة تناسباً عكسياً .....
فكلما زادة القوة قصُرت المسافة ..
والقوة هنا هى قوة الله سبحانه وتعالي التي فعلت ..
. فنجد عندئذً أن النتيجة ...لازمن... ،
فيأتي مثلاً شخص ويقول لك :
مادام ليس هناك زمن فلماذا أخذ ليلة ..؟ نقول له :
هناك فرق بين حدث في ذاته كنقلة ..
وبين مرآي تعرض لها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، فحينما تعرض لمرآي ( شواهد وآيات ) رآها هو ببشريته وبقانونه ..
فالمرأى التي تعرض لها هي التي احتاجت للزمن ..
أما النقلة في ذاتها فلم تحتاج للزمن ..
لأنها محمولة على قانون من سيتحكم في الزمن ..
إذاً فالذين ناقشوا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، هم جماعة يعطون صورة من عقولهم في أنهم قارنوا مقارنة غير موضوعية ...
وهناك أسئلة لازالت تطرح المقارنة بعد بشكل حديث ومعاصر ..
وبعض الناس يقولون نفس هذا الكلام في عصرنا هذا .
والأسئلة لابد لها من جواب ..
فالسؤال المطروح هو...
كيف يذهب ..وكيف يعود ..؟
وربما كان الإسراء بالروح فقط ..
وربما كان بالجسد والروح معاً ..؟
فالجواب على ذالك هو :
أن المسألة ليست حدثاً من مُحمّد ( صلي الله عليه وسلم ) ،أذاً ..فاستبعدوا قوانين بشريتكم ...
واستبعدوا قانون أرضيتكم ..
وصعّدوا هذه المسألة بالنسبة لله عز وجل .. ونقول :
( 1 ) هل يقدر الله سبحانه وتعالي على هذه المسألة ..؟....
.أم لايقدر ..؟
( 2 ) هل قوته سبحانه وتعالي تحتاج إلى زمن لهذا الأمر..؟.....
أم لاتحتاج ..؟
ولكي تعرفوا أن الحق سبحانه وتعالي قد
هيئا للدين الإسلامي جنوداً حتى من الكفار ..
وذالك ليعاونوا رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،على نصر دينه ..
فكيف ذالك ..؟
نقول .. لو لم يقف كّفار قريش من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) موقفهم هذا ليقولوا له .
( أتدعي أنك أتيتها في ليلة ..
ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً ) ..
ربما قال قائل بعد ذالك ( لقد ضنوه مناماً ) والمنام لاينا قش فيه , فمثلاً أن قُلت أنى قد رأيت أنى قد سافرت إلى لندن هذه الليلة ...
فلا يمكن أن يناقشني أحد لان المسألة رؤية لاأكثر . إذاً من موقفهم هذا الذى وقفوه قديماً أمام رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،يبين ويؤكد على أنهم أدركوا أنها لم تكن ..لامناماً ولا روحا ..
بل كانت بروحه وجسده . وإلّا لما صدر هذا الاعتراض ...
وبذالك يتبين لنا أن الكافرين بتعنتهم وبجدلهم أمام رسول الله
( صلي الله عليه وسلم ) ، قد خدمونا خدمة كبيرة
تبينت لنا بعد ذالك ..
وهنا نقول :
لو كانت رؤيا مناميه لما ناقش فيها أحد ..
لان أى واحد يقص عليك رؤيا مناميه لا تناقشه في كيفية حدوث ذالك .لأن قانون المرأى فوق قانون المادة واليقظة ..
وبما أنهم قد ناقشوا هذه المسألة ..
ووقفوا هذه الوقفة فهم إذاً قد أدركوا أنها
تمت يقضة وبالجسم والروح معاً ....
ونقول أيضاً إذا كانت رؤيا مناميه فكيف تكون فتنة للناس ...؟
ومعني فتنة للناس .. هو أن بعضهم يصدقها وبعضهم يكذّبها .....
ولو كانت رؤيا مناميه ..فلا يمكن أن يناقش فيها أحد ..
لاتصديقاً ولا تكذيبا.......
وبعد ذالك نأتي بالحيثية في القرآن , حيث قال تعالي :
( سبحان الذي أسرى بعبده.)
ولم يقُل ( برسوله ) ( أو بمحمد ) ...
بل أتى بصفة العبودية لله سبحانه وتعالي ..
لأن كل الديانات أتت لتصحح عبوديتها لله تعالي ..
وكل رسول من الرسل .. يريد أن يكون قدوة لنا ..
ولابد أن يكون أيضاً قدوة في العبودية , فالعبودية لمن..؟
وما العبودية بحد ذاتها إل كلمة مُرة صعبة ......
فهي كلمة يمقتها الناس حقاً ولكن لماذا العبودية ممقوتة..؟
تكون ممقوتة حينما تكون من خلق لخلق ..لماذا..؟
لأن عبودية الخلق تعطي خير العبد لسيده ..
فيمتص خيره حيث يأمره بأعمال قد لايطيقها أطلاقاً ...
أما عبودية الخلق للحق سبحانه وتعالي , فهي تعطى صورة عكسية تماماً .. حيثُ تعطى خير السيد للعبد وهذه الخيرات لاحدود لها .. العبودية هنا فيها شرف ..
فكلما ازدادت العبودية كلما أزداد العطاء من الله سبحانه وتعالي..
أذاَ فحينما قال الله سبحانه وتعالي :
( سبحان الذي أسرى بعبده ...)
فكلمة عبده هي الدليل القوى للذين يقولون
أنه أسرى به بالروح دون الجسد...
فكلمة العبد لاتُطلق إلا على الروح والجسد ..فمثلاَ..
هل يقال على الروح وحدها عبد..!
فلا يمكن ذالك ...
ولاحتى على الجسد وحده وإنما تُطلق على ( النفس )
حينما يوجد فيها المادة والروح ...
وقوله تعالي { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } ....
فبالطبع أن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس ونحن نعرف قصته وقصة سيدنا إبراهيم ..
وما دام سيكون قبلتنا لأنه مكان الدعوة ومكان عمل رسول الله
( صلي الله عليه وسلم) ، وأقامته ...
فمن الطبيعي أن يكون ألاسرآء بدايته
من المسجد الحرام ولكن إلى أين..؟
إلى المسجد الاقصي ، فقد كان المسجد الاقصي مسجداً وكلمة مسجد هو أسم مكان السجود وكلمة السجود جاءت في كل الرسالات ...
والدليل على ذالك , أن الله سبحانه وتعالي قال:
{يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43}.آل عمران 42 ، 43
.فإن كلمة ( المسجد ) لم تأتي مع الإسلام .. وإنما شاع ذكرها واستعمالها في هذه الأماكن مع الإسلام ..وإنما كل مكان يُسجد لله تعالي فيه يكون( مسجداً ) فكما قلنا أن المسجد الحرام هذا أول بيت وضِع للناس...
ويأتي من يقول بعد ذالك :
لماذا بالتحديد من المسجد الحرام الى المسجد الاقصي ...؟
نقول لأن الكعبة كانت قد أنطمرت كبيت من بيوت الله سبحانه وتعالي .. فلم يعد لها هذا المظهر وسميت بعد ذالك ، بيت العرب ..وقد شوهت بالأصنام وأما بيت المقدس ، فله قدسية
مع موسي وعيسي ـ وأنبياء بني إسرائيل ..
ورسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، لم يُبعث لقومه فقط ، ولم يخص برسالته العرب فقط وإنما للناس كافة ...
فإسراؤه من مكة إلى بيت المقدس ..كأنه أدخل بيت المقدس في مقدسات دينه .. وهذه العملية توضح بأن دينه مهيمن على كل البقع ...
فأصبح بيت المقدس من مقدساتنا الإسلامية لان صار منتهى مسرى النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم )
،وبداية معراجه عليه الصلاة والسلام ....
ومن هنا نقول إن حادثة الإسراء هي حادثة أرضية وعنى أرضية .
أولا : أنه كان هناك أناس في بيت المقدس .
ثانياً : وإن هناك أناس قد ذهبوا إلى بيت المقدس .
ثالثاً:وهناك أناس أيضاً قد رأوا بيت المقدس .
رابعاً: وهناك أناس يعرفون الطريق إلى بيت المقدس .
وهكذا بقيت المسألة هي الأعجاز في اختصار الزمن ..
ولكن من الممكن أن يقام الدليل المادي على صدقه ،
فى هذا حينما قالوا ( صف لنا المسجد ) فوصفه لهم ،.....
وإن طلبهم لوصف المسجد من رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،هو شهادة منهم بأنهم يعلمون جيداً بأن
رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ،
لم يذهب إلى هناك قط في رحلاته ..
ولو كانت عندهم شبهه في أنه قد ذهب ..
لما سألوه أى سوأل في طلبهم وصف المسجد الاقصي ...
والذين يسمعونه هم بذاتهم قوماً قد رأوا المسجد ..
عندها وجدوا أن الوصف مطابقاً لما قال .....
ويأتي مشكك ويقول :
ربما كان هناك إنسان حاذق قد وصف المسجد الاقصي للنبي الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،ورسول الله نقل وصف المسجد عنه ... ولكني أقول :
لا وذالك لأن الأمر المادي أرتبط بتوقيت
زمني يستحيل فيه أن يكون ذالك
فكيف يكون ذلك ........؟
إن الطرق الذي يعود منه ( صلي الله عليه وسلم )
إلى مكة .. قد حدثت فيه أحداث ،
الأحداث قد رآها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )
،وقد حدث بها للقوم ..
حين رأى جماعة ومعهم جمل وصفه كذا, وتحدث إليهم عن كذا .وكذا.. وحين يقبلون عليكم اليوم أسألوهم عمّا حدث .
إذاً فقد رأى أشياء قد رآها في طريق العودة ، وبعد أيام يتربص القوم للقوافل التى ستحضر ..
فيجدون الأمر كما قاله لهم الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،في الطريق ...
وبذالك فقد أقام ( صلي الله عليه وسلم ) ،الدليل في المكان فوصفه .. وفي الطريق فتكلم عن أمارات لم توجد إلأّ في الوقت الذي مرّ فيه ..
وما هذا إلّ دليل على أنه صادق فيما يقول .. وما دام صادقاً فيما يقول ... فما هي إذاً مسألة الزمن هذه ..؟
حيث أن الله سبحانه وتعالي ....
قد خرق للرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ، قانون الزمن ...
فإذا أقتنعنا بأن الله سبحانه وتعالي قد خرق له القانون الزمني بالاستدلال عليه بالأدلة المادية التى نعرفها ،
والذي خرق له قانون المسافة فيما نعلم ..
فهو قادر على أن يخرق له قانون العلو فيما لانعلم .
وحينئذٍ يكون الإسراء كمقدمة لإيناس العقل البشري ،
حيث يصدق الرسول الكريم
( صلي الله عليه وسلم ) ،في أخباره عن المعراج ...
لان المسألة ستنتهي منها وإن الله سبحانه وتعالي قد خرق له قانون الزمن وقانون المسافة ..
لأنه هو الفاعل وهو الحامل بقوته وبقدرته ..
فيكون الذي فعل له ذالك فيما نعلم بالاستدلال من الوصف ومن الطريق .. قادر على أن يخرق له قانون السماء وقانون الجو وقانون الجاذبية وكل القوانين المرتبطة به . فكأمنا الإسراء كان مقدمة لتؤنس العقول البشرية بقبول حديث المعراج .....
وبعد ان تعرفنا اخوتنا الكرام علي كل مايحيط بمسألة الاسراء
أي المسافة الارضية من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي ...
حيث ذكرها الله صراحة وحدد مسارها بالايات القرآنية ...
لانه بعلمه سيتم
نقاش الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم عليها ...
لان الكفار يعرفون جيداً المسافة وطولها ونوع الطريق المؤدي لبيت المقدس ووصف كامل لبيت المقدس
من هنا تم توضيح وبيان رحلة الاسراء بوضوح تام وبآيات صريحة تتحدث عن الاسراء .....
اما رحلة المعراج فقد ذكرها الزاما وتلميحاً
عن طريق ذكر نقاط وصوله لسدرة المنتهي وكيفية رؤيته للايات والشواهد الخاصة بالحدود الشرعية
وهذا اخوتنا الاعزاء ستم التطرق اليه بالشرح
في الجزء القادم الرابع والاخير
بالاضافة لشرح وبيان قضية الصلاة وكيفية
ورود استفسارات حول ماهيتها
وتدخل النبي موسي عليه السلام في التخفيف من عددها ....
الي ذلك الوقت اقول لكم بارك الله
لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم
لا معصية ولا رياء ولاسمعة ولا شقاق فيها....
دعواتكم هي مايهمني ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم ...اندبها [/frame]
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 10-11-2014 الساعة 03:52 PM
|