عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2013   #3


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



القاعدة الثالثة : الإيمان يزيد وينقص ، وكلما زاد زادت قوتك وكلما نقص نقصت قوت

فإيمانك يزداد بالطاعة والإقبال على الله عزَّ وجلَّ وينقُص بالمعصية ، لكنه لا يظل ثابتًا أبدًا

والطاعة لا تقتصر على الطاعات الظاهرة؛ كالصلاة والصيام وتلاوة القرآن وإنما هناك طاعة باطنة

وهي أعمال القلوب التي قلما يهتم بها أحد في عصرنا المادي الذي يحسب كل شيء بالعقل والحسابات الرياضية

وهناك علاقة وثيقة بين الطاعات الظاهرة والباطنة

يقول ابن القيم - [ الفوائد ( 222 : 1) ] - :

" العبد دائمًا مُتقلب بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل

فهو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر وإلى اللطف عند النوازل

وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل

فإن كَمُلَ القيام بالأوامر ظاهرًا وباطنًا ناله اللطف ظاهرًا وباطنًا

وإن قام بصورها دون حقائقها وبواطنها ناله اللطف في الظاهر وقل نصيبه من اللطف في الباطن "

فإمتثالك لأوامر الله عزَّ وجلَّ وتأديتك لعبادات الجوارح الظاهرة يعود عليك بثمرة في الباطن

مما يجعل لكِ حال مع الله سبحانه وتعالى، فتزدادي إقبالاً عليه وتستشعري الأنس به سبحانه وتعالى

فعندما يحل بكِ البلاء ، يُرسل الله عزَّ وجلَّ لكِ اللطف الباطني فتجدي سكينة وطمأنينة ورضا في قلبك

وهذه ثمرة معاملتك لله تعالى في الباطن .

إنما لو أكتفيتي بتأدية صور الأعمال فقط ، قل اللطف الباطني الذي يحل بكِ عند البلاء.

القاعدة الرابعة : الإيمان قول وعمل ، قول باللسان وقول بالقلب ، وعمل بالجوارح وعمل بالقلب

فقد تنطقين الشهادة بلسانك ، ولكن التصديق واليقين بها في قلبك قد يشوبه شائبة

فلو كان الله تعالى هو الكبير المُتعال في قلبك بحق ، لما تهاونتي في حقه ولما جعلتيه أهون الناظرين إليك !

ونحن في الغالب ننشغل بطاعات الجوارح ونهتز لمعاصيها وننسى طاعات القلوب ولا نلقي بالاً لمعاصيها

بينما معاصي القلوب من كِبر وعُجب وشُح وحب المال والجاه والدنيا والحسد والغضاء وغيرها

هي المُهلكات الحقيقية .

ولقد نهى الله تعالى عن الوقوع في المعاصي الظاهرة منها والباطنة

فقال تعالى : { وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } [ الأنعام : 120 ]

وتوَّعد من يقع فيها بعقوبة من جنس عمله

فلو أن بداخل قلبك كبر ، سيذِلِك الله تعالى

ولو إنك مُعجبة بعملك ، ستقعي في الانتكاس والفتور ولن تتمكني من مواصلة هذا العمل الذي أُعجبتي به

فكل تلك المعاصي الباطنة ، ستمزق فيكِ وستدركي خطرها ،،





 
 توقيع :


رد مع اقتباس