عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2013   #6


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي





المقصد الأول: ذكر الله، العلم، التوحيد، الإيمان

يقول الله تعالى :"إنَّنِى أَنَا اللهُ لَا إِلهَ إلَّا أنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى" طه: ١٤ ، ويقول عز من قائل:"اتْلُ مَا أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ واللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"العنكبوت: ٤٥،"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الليْلِ إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِئَاتِ ذَلِكَ ذَكْرَى للذَّاكِرِينَ"هود: ١١٤

دلت هذه الآيات وغيرها على أن المقصود الرئيس من إقامة الصلاة ذكر الله.
وما هو ذكر الله ؟
هو اليقين بأنه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو إخلاص العبودية لله وحده ، هذا هو أساس مقاصد الصلاة وقاعدتها ومنه تتفرع بقية المقاصد.
المقصود الأعلى والأعظم من الصلاة أنها ترسخ في القلب العلم بأنه: (لا إله إلا الله) ،الذي يحفز ويقود النفس إلى عبودية الله تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) ، هذا هو هدف الصلاة والغاية من مشروعيتها ، الصلاة بجميع أفعالها وأقوالها من بدايتها إلى نهايتها تحقق هذا المقصود متى كانت صلاة تامة.
إذا سألتك نفسك: لماذا أصلي ؟
فالجواب: أصلي لذكر لله ، لأحفظ اسم الله فلا يغيب عن قلبي طرفة عين.
كلما صليت كلما زدت فقها وعلما بالله، كلما زدت نورا وهدى وبصيرة وتقى ويقينا وإنابة وخشية وتوكلا، وهذا عين إخلاص العبودية لله رب العالمين.
الصلاة لمذاكرة وحفظ العلم بالله ، الصلاة تعلم ودراسة وقراءة اسم الله .
حين تصلي فأنت تطلب العلم ، وليس أي علم ، بل هو أعلى علم وأشرفه وأعظمه ،إنه علم: لا إله إلا الله ، ويخطئ من يغيب عن قلبه هذا المعنى.
الصلاة أول ما تكون لطلب العلم ، لزيادة العلم بالله واليوم الآخر ، هذا هو الهدف الأكبر من الصلاة.
كيف نعلم أن الصلاة تحقق العلم بلا إله إلا الله، الذي يحقق إخلاص العبودية لله رب العالمين ؟
علامة ذلك أن يوجد في القلب الافتقار إلى الله تعالى في كل لحظة ، أن يكون العبد كثير التضرع والابتهال والإلحاح في سؤال الله ؟ علامة ذلك أن يوجد في قلب العبد اليقين والإخلاص بأنه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، اليقين بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، أن يكون لسان حال العبد مع كل نفس من أنفاس حياته هذه الكلمات العظيمة: (اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت)، هذه الفطرة التي يجب أن يحيا عليها الإنسان ويموت.
كل كلمات الصلاة من التكبير إلى التسليم ترسخ هذا المعنى وتثبته في القلب.
وكلما زدت أيها العبد صلاة كلما زاد يقينك وعلمك بهذه المعاني ، هذا المفترض فإن لم يوجد فاعلم أنها ليست صلاة.
فإذا كنت كلما صليت كلما زدت افتقارا إلى الله وتضرعا إليه، إذا كنت كلما صليت زدت تعظيما وتقديسا لله وتنزيها وتسبيحا لله، إذا كنت كلما صليت زدت رؤية لتقصيرك وتفريطك في جنب الله، واجتهدت في الاستغفار أكثر وأكثر، فصلاتك حقا صلاة، وإلا فليست بصلاة، ويقال لك : ارجع فصل فإنك لم تصل.
ما لم تحصل على هذه النتيجة فصلاتك صلاة شكلية صورية ، صلاة جسد بلا روح.
ضابط هذا المقصد ومعناه: أن يتحقق في القلب : فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ، أن ينقطع قلبك عما سوى الله، أن تتيقن في كل لحظة أنك على خشبة في لجة البحر تنادي يا رب يا رب ،أن تعلم أنك محاط بالضر في كل لحظة وفي كل حال لا تنفك من ذلك أبدا حتى وأنت في أيسر ما تكون.
أن ينطق قلبك قبل لسانك في كل لحظة بقول: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا كبيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي.
أن يكون حالك كما أخبر الله : فادعوا الله مخلصين له الدين، دعا ربه منيبا إليه، ضل من تدعون إلا إياه ، فإليه تجأرون.
أن تحذر من: ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون، مَرَّ كأن لم يدعنا إلى ضر مسه، نسي ما كان يدعو إليه، قال إنما أوتيته على علم عندي.
هذه الكلمات وأمثالها تصور معنى التوحيد والإخلاص الذي يجب أن يقوم في قلب العبد في كل لحظة وفي كل حال، في السراء قبل الضراء، وفي الرخاء قبل الشدة، في اليسر قبل العسر ، وفي الصغير قبل الكبير، وفي اليسير قبل العسير.
الصلاة مهمتها تحقيق هذا المعنى في قلب المصلي، وتثبيته وترسيخه.
ومتى كان هذا المعنى موجودا حيا نابضا في كل الصلاة ، فهذه هي الصلاة التي ذكرت في القرآن ووصفها الله لعباده دواء لكل داء وعونا على الحياة في السراء والضراء، فكلما أحسست بضعف أو نقص توحيد الله في قلبك فافزع إلى الصلاة وأن تكون بتضرع وذل وانكسار لله رب العالمين، تجد أن الحياة قد عادت إلى قلبك فقوي الإيمان وزاد اليقين.







 
 توقيع :


رد مع اقتباس