تصحيح المفاهيم الخاطئة في سورة آل عمران
معنى الحب في الإسلام
قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) آل عمران 31 .
والفهم الخاطئ في هذه الآية يتمثل في زعم مُعين .. أن ناسا يحبون الله ورسوله صل الله عليه وسلم وزعموا انه حب باللسان أو هيام بالوجدان .. أو شوق ونسيان .
فترى أناسا يزعمون هذا الحب وكل الذي عملوه نهم هاموا على وجوههم .. وانطلقوا يتنقلون بين أضرحة الأولياء والصالحين ويحضرون موائدهم .
يزعم الواحد منهم محبة الله وهو لا يعرف لله حقا .. ولا يؤدي له فرضا ولا نفلا .
ويزعم انه يحب الرسول صل الله عليه وسلم وهو لا يلتزم بسنته .. ولا يتمسك بهديه .
بل ربما لا يؤدي أي طاعة بزعم انه محب .. وانه وصل فسقط عنه التكليف !
ومع كل هذا يزعم انه الله ورسوله صل الله عليه وسلم وأوليائه الصالحين .
وكذب هذا الذي زعموه ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) الكهف 5 .. فليس الحب زعما ولا ادعاء ولا كلاما .. بل الحب في الإسلام مبني على الطاعة والإتباع .. وهذه الآية الكريمة حاكمة على من ادعى محبة وليس على ما أمر به الإسلام وأمر به رسول الله صل الله عليه وسلم فإنه كاذب يتبع الشرع والدين في جميع أقواله وأفعاله .. كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صل الله عليه وسلم انه قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
والله لا يحب من اتصف بذلك وان ادعى وزعم في نفسه انه محب لله ويتقرب إليه حتى يتبع الرسول الأمي صل الله عليه وسلم وصدق من قال :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه ..
هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ..
إن المحب لمن يحب مطيع
والحب في الإسلام له منزلة عظيمة .. ومكانة سامية .. ودرجة سامقة .. فالحب يأتي بعد الإيمان وهو ركن ركين من التوحيد .. وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله .
فملخص الحب ومعناه هو الإتباع .. فليس حب الله ورسوله صل الله عليه وسلم كحب الوالد لولده .. أو حب الزوج لزوجه .. وليس هو شوقا ولا عشقا .. ولا طربا ولا هياما .. ولا انجذابا ولا جنونا .
بل هو إتباع وطاعة لله ولرسوله صل الله عليه وسلم بإتباع القرآن والسنة .
فيا من تدعي حب الله ! أين أنت من إتباع أوامره واجتناب نواهيه ؟
ويا من تدعي حب الرسول صل الله عليه وسلم : أين أنت من إتباع سنته والتمسك بهديه .. والتخلق بأخلاقه والسير على طريقته ؟
قال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) الحشر 7 .