تصحيح المفاهيم الخاطئة في سورة المائدة
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة 35 .
والشاهد وابتغوا إليه الوسيلة .. حيث فهِم كثير من الناس معنى الوسيلة فهماً خاطئا .. فزعموا إنها الوسيلة بالنبي محمد صل الله عليه وسلم وآل بيته .. وكذا بالأولياء الصالحين وتوسعوا فيها حيث شملت مشايخ الطرق .. والتوسل باي شيء .. فكل وسيلة عندهم مشروعة .
فباب الوسيلة مفتوح على مصراعيه عند الصوفية .. لا يضرهم ولا يضيرهم ان يتوسلوا باي شيء .. سواءً أكان دعاءً .. أم نذرا .. أم طوافا .. أو كان سجودا على الأعتاب .. أو تمسحا بالأبواب .. أو تبركا بالأخشاب .. كل ذلك باسم الوسيلة َ!
ونصحح هذا الفهم الخاطئ فنقول :
ما هي الوسيلة ؟
وهل كل وسيلة مشروعة ؟
تعريف الوسيلة : الوسيلة في الشرع هي التقرب إلى الله تعالى بالإيمان والعمل الصالح .. طلبا للتقرب منه تعالى .. والحظوة لديه والدرجة عنده سبحانه وتعالى .. أو لقضاء حاجة بالحصول على مطلوب .. والفوز بمرغوب .. والنجاة من مرهوب ..
وتحقيق نفع أو دفع ضر .
وهذه الوسيلة لابد لها من شروط أساسية لتكون مُجدية نافعة .. يحصل بها القُرب .. أو تقضي بها الحاجة .. ولابد من توافرها بان يكون المتوسل إلى الله مؤمنا صالحا .. وان يكون العمل المُتوسل به مما شرع الله تعالى لعباده .. أن يتقربوا إليه سبحانه .. وان يكون العمل المشروع قُربة موافقا في أدائه لما كان الرسول صل الله عليه وسلم يؤديه عليه .. فلا يزاد فيه . ولا ينقص منه .. ولا يفعل في غير زمانه الذي شرع له .. ولا في غير مكانه الذي عُين له وحُدد .
فلهذا لا يكون عمل غير المؤمن قُربة ولا وسيلة أبدا .. كما لا تكون البدعة قربة إلى الله تعالى ولا وسيلة بحال من الأحوال .. ولا كل ما هو من جنس ما لم يشرعه الله تعالى .. أو لم يسنه الرسول صل الله عليه وسلم .
وبذلك يتضح لنا انه ليست كل وسيلة مشروعة .
إن الوسيلة لابد أن تكون من العمل المشروع قُربة .. الموافق في أدائه لما كان الرسول صل الله عليه وسلم يؤديه .. من إخلاص النية لله عز وجل .. وهذا العمل يتمثل في أداء الفرائض والواجبات .. وفعل الطاعات الزائدة عن ذلك .. والنوافل .. وكذلك بتقوى الله عز وجل التي تتحقق بفعل المأمور وترك المحظور .. وتترقى حتى درجة الإحسان .. وبها تتحقق النجاة من العذاب .. وتحصيل الثواب إن شاء الله تعالى .