09-21-2013
|
#3
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 179
|
تاريخ التسجيل : Mar 2011
|
أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
|
المشاركات :
17,012 [
+
] |
التقييم : 165345
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة
|
الشخصية الثالثة - ابو ذر الغفاري رضي الله عنه
" ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر " حديث شريف .
هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق ، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ، إنهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار .
إسلامه :
دخل أبو ذر رضي الله عنه مكة متنكرا ، يتسمع إلى أخبار أهلها والدين الجديد ، حتى وجد الرسول صل الله عليه وسلم في صباح أحد الأيام جالسا ، فاقترب منه وقال نعمت صباحا يا أخا العرب )000فأجاب الرسول صل الله عليه وسلم :" وعليك السلام يا أخاه "000قال أبو ذر أنشدني مما تقول )000فأجاب الرسول :" ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم "000قال أبو ذر اقرأ علي )000فقرأ عليه وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف
أبو ذر أشهد أن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )000
وسأله النبي صل الله عليه وسلم :" ممن أنت يا أخا العرب "000فأجابه أبو ذر من غفار )000 وتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول صل الله عليه وسلم ، واكتسى وجهه بالدهشة والعجب ، وضحك أبو ذر فهو يعرف سر العجب في وجه الرسول الكريم ، فهو من قبيلة غفار000أفيجيء منهم اليوم من يسلم ؟!000 وقال الرسول صل الله عليه وسلم ،" إن الله يهدي من يشاء "000أسلم أبو ذر من فوره ، وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس ، فقد أسلم في الساعات الأولى للإسلام000
تمرده على الباطل :
وكان أبو ذر رضي الله عنه يحمل طبيعة متمردة ، فتوجه للرسول الرسول صل الله عليه وسلم فور إسلامه بسؤال يا رسول الله ، بم تأمرني ؟)000فأجابه الرسول :" ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري "000فقال أبو ذر والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في المسجد )000هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته أشهد أن لا اله إلا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا ، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا ولا حمى ، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه ، وأنقذه العباس عم النبي بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته إذا علمت ، فقد تقطع عليهم طريق تجارتهم ، لذا تركه المشركين ، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر رضي الله عنه امرأتين تطوفان بالصنمين ( أساف ونائلة ) وتدعوانهما ، فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال إليهما ، فيضربونه حتى يفقد وعيه ، ثم يفيق ليصيح رضي الله عنه مرة أخرى أشهد أن لا اله إلا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000
إسلام غفار :
ويعود رضي الله عنه إلى قبيلته ، فيحدثهم عن رسول الله صل الله عليه وسلم وعن الدين الجديد ، وما يدعو له من مكارم الأخلاق ، فيدخل قومه بالإسلام ، ثم يتوجه إلى قبيلة ( أسلم ) فيرشدها إلى الحق وتسلم ، ومضت الأيام وهاجر الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة ، وإذا بموكب كبير يقبل على المدينة مكبرا ، فإذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- أقبل ومعه قبيلتي غفار و أسلم ، فازداد الرسول صل الله عليه وسلم عجبا ودهشة ، ونظر إليهم وقال :" غفار غفر الله لها000وأسلم سالمها الله "000وأبو ذر كان له تحية مباركة من الرسول الكريم حيث قال :" ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء ،أصدق لهجة من أبي ذر "000
غزوة تبوك :
وفي غزوة تبوك سنة 9 هجري ، كانت أيام عسرة وقيظ ، خرج الرسول صل الله عليه وسلم وصحبه ، وكلما مشوا ازدادوا تعبا ومشقة ، فتلفت الرسول الكريم فلم يجد أبا ذر فسأل عنه ، فأجابوه لقد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره )000فقال الرسول صل الله عليه وسلم :" دعوه ، فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه "000وفي الغداة ، وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا ، فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده ، فأخبر الرسول صل الله عليه وسلم ، فقال الرسول :" كن أبا ذر "000وأخذ الرجل بالاقتراب فإذا هو أبو ذر رضي الله عنه يمشي صوب النبي صل الله عليه وسلم ، فلم يكد يراه الرسول صل الله عليه وسلم حتى قال :"يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده "000
وفاته :
في ( الربذة ) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري ، وبجواره زوجته تبكي ، فيسألها فيم البكاء والموت حق ؟)000فتجيبه بأنها تبكي لأنك تموت ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)000فيبتسم ويطمئنها ويقول لها لا تبكي ، فإني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول :" ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين "000وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ، وها أنذا بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ، فإني والله ما كذبت ولا كذبت )000وفاضت روحه إلى الله ، وصدق000فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول صدق رسول الله ، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )000وبدأ يقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره0
|
|
|