
عندما كنا صغارا ًويأتي الحديث عن أي شأن سياسي ونشارك فيه يقفز أحد كبار السن
إلينا وينهرنا : " أأص .. الجدران لها آذان " .. كبرنا واكتشفنا أن الجدران ليس لها آذان ..
ولا ألسن أيضا ً !
وعندما نبدأ بــ " التخبيص " ونذكر أسماء بعض المسئولين الكبار .. يأتي أحد الكبار مدعيا
الحكمة وبعد أن يهز رأسه من الأسى علينا يقول لنا : " أنتم مجانين .. والله أنهم بكرة
يقلعونكم وراء الشمس " .. وكان يذهلني أن أجهزة الأمن العربي استطاعت وبتفوق أن
تبني سجنا وراء " الشمس " .. في الوقت الذي ما زالت فيه " ناسا " الأمريكية تحاول بلوغ
" المريخ !
رغم كل هذا .. سأقول لكم :
لا تصدقوا الكبار فـ " الجدران " ليس لها آذان .
بل أن " الجدار " نفسه آيل للسقوط في أي لحظة .
وتذكروا أن جدار " الوهم " أقسى وأكثر متانة من كل جدران الواقع .
مثل هذه المقولات وغيرها ساهمت في إنشاء وشيوع ثقافة الخوف من الحديث بحرية .. لذلك أصبح اللجوء إلى الصمت حكمة كما يقال !
تربينا أن نخاف حتى من خيالنا خوفا من أن يكون ذو لسان ويشي بنا !
ليتني مازلت طفل في المهد .. خالي سالي عن الهم وبلاه