01-05-2014
|
|
أسرار وعجائب الصدقة

قال تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة274
نحن نجمع المال والذهب الألماس .. ثم نموت ونتركه للورثة ..
نحن نتعب لهم .. ونكافح لأجلهم ..
وهم أول من يدفن ذكرانا ..
ولو تصدقوا عنا وهم في دار العمل فكأنهم يمنون علينا ..
إنها أموالنا ومع ذلك سنتمنى في قبورنا أن يأتينا من تعبنا هذا شيء .
نحن نجمع لهم وهم لا يكترثون بنا ..
وهم أول من ينسانا وينسى زيارتنا في القبور والتصدق لنا ..
يتمنى العبد أن يرجع ليتصدق وذلك من عِظم شأن الصدقة .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم " فلوه مهرة أول ما يولد " حتى تكون مثل الجبل ) أخرجه البخاري ومسلم
في هذا المتصفح أردت توضيح فضل الصدقة وجزاء المتصدقين .
وأدعو الله أن يكون مما قاله رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث أشياء صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) صححه الألباني
وهذا علم وأرجو من الله أن انتفع وإياكم به وان يجعله في موازيين حسناتي يوم لقائه .
قصص عجيبة عن الصدقة
كان رجلا معروفا بطيبته وصلاحه وحبه للخير .. ولمّا منّ الله عليه بالمال أراد أن يشتري له دارا .. فذهب يسال عن السماسرة عن الدور المعروضة للبيع .
فقال احدهم : إن لك عندي بيتا يعجبك فهل تريد أن تراه قبل أن تشتريه ؟
قال الرجل : نعم .. لكن متى نذهب لرؤية البيت ؟
قال السمسار : غدا إن شاء الله .
وفي صباح اليوم التالي ذهب السمسار مع الرجل لكي يشاهد البيت .. فإذا امرأة جالسة في زاوية من زواياه وأولادها الصغار حولها وهي تبكي وتدعو الله .. قائلة : ( حسبي الله على الذي يريد أن يخرجنا من البيت غصبا عنا ) .. فنظر إليها الرجل ثم خرج مُسرعا وخرج خلفه السمسار قائلا : هل أعجبك البيت ؟
قال الرجل : دع عنك البيت واخبرني ما قصة هذه المرآة وأولادها ؟
قال السمسار : هذه زوجة صاحب البيت وقد توفي زوجها وتركها مع أولادها الصغار .. وله أولاد من امرأة أخرى .. وهم يريدون بيع البيت حتى يأخذوا نصيبهم من الميراث .. وهي في حيرة من أمرها .. فليس لها بيت غيره ولا تدري ماذا تفعل ؟
والورثة مُصرون على بيع البيت .
قال الرجل : هذه القصة إذاً .
اسمع لقد اشتريت البيت بالمبلغ المطلوب .. وغدا إن شاء الله أسلمك قيمة البيت .
اشترى الرجل البيت واخذ الورثة المال ووزعوه بينهم كلٌ اخذ نصيبه من الميراث حتى الزوجة الثانية وأولادها اخذوا نصيبهم .
ولما استلم الكل نصيبه غير منقوص جاء الرجل الطيب إلى المرأة في بيتها .. فخافت منه وظنت انه سيطردها من البيت بعد أن اشتراه .. وأخذت تبكي .
فقال لها الرجل : لا تخافي .. ولا تحزني .
خذي هذا صك البيت وهي وثيقة امتلاك البيت .. وقد سجلت البيت باسمك فهو مُلك لك .. فزاد بُكاء المرأة الثكلى من الفرحة .. فأخذت تشكره وتدعو الله عز وجل أن يُوفقه ويُعوضه خيرا منه .. ويرزقه من حيث لا يحتسب .
ولقد منّ الله عز وجل على هذا الرجل الطيب بالخير الوفير والمال الكثير وصار بفضل الله من أغنياء البلد .. وكذلك صاروا أبناؤه من بعده .. ولا يزال ينعم أولاده وأحفاده بما ورثه هذا الرجل الطيب .
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
المواضيع المتشابهه:
|