05-13-2014
|
#3
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1420
|
تاريخ التسجيل : Feb 2014
|
أخر زيارة : 07-24-2014 (10:30 PM)
|
المشاركات :
473 [
+
] |
التقييم : 51437
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 7 مشاركة
|
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:purple;border:1px double purple;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;border:1px solid black;"][cell="filter:;"][align=center]
>>*هيا بنا نبدأ رحلتنا مع اسم الله الودود *<<
هذا الاسم من أسماء وصفات الجمال,,فاسم الودود مودد ومحبب إلى النفوس
هذا الاسم الكريم ورد فى القرآن مرتين :
الأولى :" وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ"
والثانية قوله تعالى : " إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ"
معنى الود فى اللغة :
قال بن العربي:اتفق أهل اللغة على أن المودة هى المحبة
قال تعالى :" وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً"
ولكن الود يختلف عن الحب فى أشياء :
فإن الحب مراتب مبدأه التعلق" تعلق الإنسان بآخر"
هذا يسمى حبًا ويمضى الحب إلى مراتب عشر ذكرها العلماء يقولون أنها تنتهي بالتتيم والعشق ،
فكأن هناك فرق بين المحبة المطلقة وبين الود، ففي المودة شديد ترسخ لهذا الحب،
بخلاف الحب ربما يطلق على مجرد التعلق
_ و الحب هو ما استقر في القلب أما الود فهو ماظهر في السلوك ،
فإن كنت تحب فلانًا فمشاعر الميل نحوه هي الحب،
وابتسامتك في وجهه و إذا قدمت له هدية فهذا ود، إذا أعنته في مشكلة و إذا عدته إذا مرض فهذا ود ،
فكل ودود محب وليس كل محب ودودا،
فيمكن لإنسان أن ينطوي على محبة ولا تظهر في سلوكه
وقالوا الودود فى اللغة من صيغ المبالغة، يأتي على معنى المعية والمرافقة والمصاحبة
و قالوا: الحب سمي حبًا لأنه مأخوذ من حبب الأسنان، وحبب الأسنان صفاؤها وبياضها ونقاؤها،
فالحب نوع من الصفاء والنقاء والطهر والإخلاص، هذا هو حقيقة الحب
ويقال الحب من أحب البعير أي استناخ له فالحب خضوع للمحبوب،
ومنه قولهم إن المحب لمن يحب مطيع أي خاضع له ذليل متواضع متذلل
و قيل الحب هو القِرط (أى الحلق)
الذي تضعه النساء من الحلي في آذانهم، ومن شأن القرط أنه دائم التقلقل ،
فالمحب يتقلب فى اليوم الواحد من عشرين إلى أربعين حال،
أما هذا الذي يلزم حالا واحدا فهو منافق، قال الجنيد فى تعريف الصادق:
"الصادق يتقلب إلى الله فى اليوم أربعين مره أما المنافق المرآئي فيلزم حالا واحدة أربعين سنة"،
إذًا المحب
يتقلب فى اليوم الواحد أربعين مرة فيتقلب من الخوف إلى الرجاء ، و من السكينة إلى القلق
و من السرور والسعادة إلى الشعور بالخطر ،
هكذا كل هذا فى علاقته بمحبوبه، ومادام هناك حياة فله حركة،
أما الميت فهو ساكن فالذي مات قلبه تسكن أحواله
وهذه من علامات النفاق نعوذ بالله منها، يمضي عليه أربعون عاما ولا يتغير هو هو ،
لا يتقلقل ولا يتحرك
قالوا أيضا أن الحب من الحبة التي تنبت الشجرة، فالحب له ثمار يانعة، مثل الكلمة الطيبة أصلها ثابت
وفرعها فى السماء، تؤتي أكلها كل حين،
وهذا يعني أن المحب يزرع بذرة ويقدم قربانًا يسيرًا فينبت شجرًا يانع الثمار باسق الأغصان خيره دائم،
كل هذه المعاني تنتج عن هذا الشعور الجميل،
الذي إذا تسلل إلى القلب أحدث فيه هذا الأمر، يكون هناك شيء من الصفاء والنقاء والخضوع والذل والنماء والخير، كل هذا من ثمار الحب
معنى الود في حق الله تبارك وتعالى
_ قال ابن عباس:"الودود هو الرحيم"
_ و قال البخاري: "الودود هو الحبيب"
_ و قال الزجاجي : "الودود فعول بمعنى فاعل أى واد، كما هو في شأن غفور بمعنى غافر
فيكون معنى الودود في صفات الله -عزوجل- أى الذي يود عباده الصالحين ويحبهم
_ والمعنى الثاني: أنه عزوجل مودود أن تكون بمعنى مفعول، أى الذي يوده عباده ويحبونه
وقد نطق القرآن بكلا الأمرين
قال تعالى " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه"
فابتدأهم بالمحبة ثم كانت منهم المحبة له عزوجل
كما قال ابن القيم فى النونية:
وهو الودود يحبهم ويحبه أحبابه والفضل للمنانِ
وهو الذي جعل المحبة في قلوبهم وجازاهم بحب ثانِ
هذا هو الإحسان محضًا لا معاوضة ولا توقع الشكرانِ
لكن يحب شكورهم وشكورهم لا لاحتياج منه للشكرانِ
_ و يقول الخطابي: وقد يكون معناه أنه يوددهم إلى خلقه،
كما قال الله :"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"
فيودد أحباءه إلى خلقه ، وهذه من ثمرات المحبة
ومن أجمل ما قيل :
♥♥الودود♥♥
هو المتحبب إلى أولياءه بمعرفته، وإلى الطائعين بقربه، وإلى المذنبين بمغفرته،
وإلى التائبين بقبولهم وعفوه، وإلى المتوكلين بكفايته، وإلى المحسنين برحمته،
وإلى المتقين بنعمته، وإلى عامة الناس بعظيم إفضاله وكثير إنعامه،
إن الله يتودد إلى أوليائه وخواص خلقه بمحبته لهم ، ووضع محبته في قلوبهم، فيسعدون بحبه في الدنيا
وبقربه في الآخرة، هذا هو الإحسان المحض وهذه أعظم ما يناله العبد في هذه الدنيا،
أن يتشرف بمقام المحبة والمودة.
قال ابن القيم فى الفوائد : "ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه،
إنما العجب من مالك، يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه"
فحين يكون الخادم يتودد لسيده ويظهر أنه يجتهد فى طاعته هذه مقبولة،
لكن السيد يتودد إلى هذا الصبي لأي شيء؟ وهو لا يريد منه شيء؟
بل يتودد إليه بأنواع إحسانه، مع غناه عنه
(كفى بك عزا أنك له عبد، وكفى بك فخرا أنه لك رب)
فانظر إلى رب يتودد إلى عباده الصالحين وهم عنه في شرود ،
فمن أنت أيها العبد الفقير حتى يتقرب إليك أغنى الأغنياء ؟ ،
وماذا تساوي أنت أيها الذليل حتى يتودد إليك العزيز جل في علاه؟!
ومع ذلك يغفر ويتودد ويتلطف,,
ونحن لفرط جهلنا نتودد إلى من يجافينا
,, ونجافي من يتودد إلينا,,
فسبحانه من إله يتعرف إلى خلق عنه معرضون
تصور هذا الملك العظيم ذو لسلطان والهيبة ينزل إلى رعيته،
فيتودد إليهم ولا حاجة له منهم، يسألهم هل من حاجة؟! هل تريدوا أى شيء؟ ،
قال –صلى الله عليه وسلم- فى الحديث الذي رواه الإمام مسلم
"إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا،
فيقول هل من سائل يعطى؟
هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟
حتى ينفجر الصبح"
أليست لك حاجة؟ هل استغنيت عن ربك؟ هل استكفيت عنه؟
أليس الله بكاف عبده؟
ألأ تشكو من قسوة القلب؟ ألا تعاني هجر القرآن؟
ألا يسوؤك حالك مع الله؟
ألا يواجههك ضيق العيش؟ألا تبتلى؟
إذًا
هلم ارفعى شكواك و قدمى نجواك، هنا في الثلث الأخير فاتحة الأحزان
وفاتحة الرضوان وجنات النعيم والكرم الإلهي
فعجبا لك أيها العبد!
ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه
وجعل دونها الحراس والحجاب وتنسى من بابه مفتوح إلى يوم الدين
من عجائب ود الله تعالى
أنه سبحانه تسبق محبته للعباد محبتهم له، فهو الذي يبتدأ بالمحبة فيحبهم ثم هم بعد ذلك يحبونه
فسبق نعيمه شكرهم، فإذا وجدتِ فى قلبكِ حبًا لربك
فاعلمى أن الله قد أحبكِ أولاً فجعل هذا الشعور يصل إلى قلبكِ
كانت امرأة من العابدات
تقول:" بحبك لي إلا غفرت لي، بحبك لي إلا غفرت لي،
فقيل لها:أما يكفيك أن تقولي بحبي لك ؟
قالت : أما سمعت قولهم"يحبهم ويحبونه" فقدم محبته لهم على محبتهم له؟
فإن كنت أحبه فهو يحبني من قبل
أفلا تستحين من ربك الذى يحبك وأنتِ لا تبادلينه حبًا بحب!
أحبكِ حين اصطفاكِ بالإسلام، أما كان من الممكن أن تكونى حطبًا لجهنم ؟
تولدين على الكفر وتموتين عليه؟
ولكنه يحبك فجعلكِ مسلمة ، فلو لم يكن يحبك ماكان سماكِ باسم الإسلام
ولا وسمكِ بسمة الإيمان،
فماذا صنعتِ لشكر هذه النعمة من حب ذي الجلال والإكرام من حب الرحيم الرحمن!!
ومن لطائف وده
أنه لا يرفعه عن المذنبين وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها
وعادوا إليه شملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه،
أليس الله يحب التوابين؟
يقول بن القيم في طريق الهجرتين:" وهذا بخلاف ما يظنه من نقصت معرفته بربه،
من أنه سبحانه إذا غفر لعبده ذنبه فإنه لا يعود له حبه الذي كان له منه قبل الجناية
واحتجوا في ذلك بأثر إسرائيلي مكذوب،
أن الله قال لداوود عليه السلام: ياداوود أما الذنب فقد غفرناه، وأما الود فلا يعود ،
قال: وهذا كذب قطعا، فإن الود يعود بعد التوبة النصوح أعظم مما كان، فإنه سبحانه يحب التوابين ،
ولو لم يعد الود لما حصلت له محبته، أيضا فإن الله يفرح بتوبة التائب، ومحال أن يفرح بها أعظم فرح وأكمله
وهو لا يحبه، وتأمل سر اقتران هذين الاسمين في قول الله تعالى:
" إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ"
إنه هو يبديء ويعيد، فهو الذي يبدأ بالمغفرة ويعيدها مرة أخرى إذا تاب العبد بعد ما أذنب وأخطأ
ثم هو الذي ابتدأ بالود " يحبهم " ويعيده أعظم مما كان عليه بعد التوبة،
ولذا قرن بين المغفرة والود، فإذا غفر له عاد الأمر مرة أخرى على ما كان بل أعظم مما كان ،
لأنه حين ذلك أحبه فلربما رقاه بالتوبة أعظم مما كان عليه بالطاعة "
_ لو استشعرتِ هذا المعنى أن الله أحبكِ فلماذا لا تنظرى إلى الأمور بشكل مختلف؟
لماذا لا ترينها من عدسة الرحمة ومجهر الود؟
لماذا لا تُحسنى الظن بالمعبود حتى لا تُحرمى فيض الجود ؟
" يمنع الجود سوء الظن بالمعبود ويفتح أبواب الجود حسن الظن بالمعبود "
فإن كنتِ فى المشقات والصعاب
فأبشرى
فالله يحب سماع صوتكِ ويحب أنينكِ فى الدعاء " فلولا إذ جائهم بأسنا تضرعوا "
و إن كان أعطاكِ قليلاً فأبشرى فسيعطيكِ الأكثر فى الآخرة ،
و إن كان الله أعطاكِ الرضا فأبشرى فقد رزقكِ أجمل نعمة،
وإن كان أعطاكِ الصبر فأبشرى فأنتِ من الفائزين وأنتِ في معيته ،
وإن كان أعطاكِ الهم فأبشرى فالله يريد منكِ الحمد
والشكر ليضاعف لكِ الأجر ويرفع درجتكِ عنده ،
و إن كان أعطاكِ الحزن فأبشرى فالله يختبر إيمانكِ ،
وإن كان أعطاكِ المال فأبشرى فإنه وديعة عندكِ فلا تبخلى على فقير ،
وإن كان أعطاكِ الفقر فأبشرى فقد أعطاكِ ماهو أغلى من المال،
وإن كان أعطاكِ لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا فقد حزتِ خير كنوز الدنيا ،
و إن فتح عليكِ فى الطاعات فأبشرى وكونى له شاكرة
فكيف تعيشى فى حياتك بإسم الله الودود
تابعينا بإذن الله
دمتم في حفظ الرحمن
[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align]
|
|
|