05-20-2014
|
|
قالت : ! وقلت : !
صفي الدين الحلي : هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس بطن من طي .
قيل انه اتخذ قرارا إلا يمدح كريما ولا يهجو لئيما .. وانه نفّذ القرار في جميع أشعاره .
وقيل : لعله أول شعراء عصره الذين تقننوا في أوزان الشعر فنظم موشحات منها ما أُتبع فيه ومنها ما ابتدعه .
وبالإضافة إلى تفنن صفي الدين الحلي في ضروب الشعر ومناحيه الموضوعية نجده قد نظّم قصائد حروفها مهملة أو معجمه أو خليط ما بين معجم ومهمل .
ومن بين قصائده كلها تقاولات :
قالت : ! وقلت : !
وعلى الرغم من التزامه بهذه التقاولات فقد فاضت دقة وجمالا يقول فيها :
قالَتْ: كحَلتَ الجفونَ بالوَسنِ - النوم -
قلتُ: ارتقاباً لطيفكِ الحسنِ
قالتْ: تسليتَ بعدَ فرقتنا،
فقلتُ: عن مَسكَني وعن سكَني
قالتْ: تشاغلتَ عن محبتنا،
قلتُ: بفرطِ البكاءِ والحزنِ
قالتْ: تناسيتَ! قلتُ: عافيتي!
قالتْ: تناءيتَ! قلتُ: عن وطني
قالتْ: تخليتَ! قلتُ: عن جلدي!
قالتْ: تغيرتَ! قلتُ: في بدني
قالتْ: تخصصتَ دونَ صحبتنا،
فقلتُ: بالغبنِ فيكِ والغبنِ
قالَتْ: أذَعتَ الأسرارَ، قلتُ لها:
صَيّرَ سرّي هواكِ كالعَلَنِ
قالتْ: سررتَ الأعداءَ، قلتُ لها:
ذلكَ شيءٌ لو شِئتِ لم يكُنِ
قالَتْ: فَماذا تَرومُ؟ قلتُ لها:
ساعَة َ سَعدٍ بالوَصلِ تُسعِدني
قالَتْ: فعَينُ الرّقيبِ تَنظُرُنا!
قلتُ: فإنّي للعَينِ لم أبِنِ
أنحَلتِني بالصّدودِ منك، فلَو
ترصدتني المنونُ لم ترني
المواضيع المتشابهه:
|