03-24-2015
|
#2
|
بنت النيل
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 528
|
تاريخ التسجيل : Mar 2012
|
أخر زيارة : 08-25-2020 (10:59 PM)
|
المشاركات :
36,790 [
+
] |
التقييم : 228073882
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
شكراً: 201
تم شكره 564 مرة في 463 مشاركة
|
حينما تتأمل حولك من نباتات مختلفة الألوان والأطعم ؟
ألا يثير ذلك فى نفسك تساؤلا ما ،مثلا كيف يحدث ذلك التنوع بالرغم من أنها جميعا تسقى بماء واحد، وتزرع فى أرض واحدة ؟
فالغذاء في الأرض بعناصره كله واحد متجانس ،
ولكننا نجد كل ثمرة لها طعم وشكل ولون ورائحة وحجم يختلف عن الأخرى فهذه حلوة وهذه مرة وهذه كبيرة وهذه صغيرة وهكذا
،والآن لنر ماذا قال العلماء بخصوص ذلك الشأن ؟
لقد توصلوا إلى ان الغذاء يصعد من جذور النباتات الى الساق والأوراق والثمار ليغذيها،
وذلك عن طريق الأنابيب الشعرية ويدللون على صحة نظريتهم بأنهم يأتون باناء واسع ويضعون فيه أنابيب شعرية
فنرى الماء يصعد فيها ان هذا التفسير العلمي قد أوضح شيئا و غابت عنه أشياء،
فالماء يصعد فعلا في هذه الأنابيب الشعرية لكنه يصعد بكل محتوياته
فأنابيب الشعرية لا تميز بين عناصر الماء فتأخذ عنصر وتترك عنصرا
وذلك عكس النبات الذى يميز فتجد أشجار الليمون اللاذع بجانب أشجار التفاح الحلوة،وهكذا،
وهنا تتجلى عظمة الله فى الخلق وعندما نتأمل القرآن الكريم نجد بأن الله قد بين تلك النقطة فى تلك الأية الكريمة
" وفي الأرض قطع متجاورات وجنات أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون"
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ )
من أعظم آيات الله فى الكون الجبال تلك الجبال التى نراها من حولنا وفى الصحراء، نمر عليها مر الكرام،
بل تعجبنا ارتفاعاتها الشاهقة وأحجامها الضخمة وامتدادتها الشاسعة وكأننا ننظر الى حجر ضخم أصم،
لا يتحرك بل تؤثر فيه عوامل التجوية المختلفة من رياح وأمطار وارتفاع الحرارة بالنهار وانخفاضها بالليل وغير ذلك من عوامل التعرية.
هى متاع للعين وجمال أبدعه الله وجعله مع جماله اية ونفع للإنسان ،فهى بيئة المحاجر والمناجم لمختلف المواد الاقتصادية
من حديد وفوسفات وحجر جيرى ورمل وغيرها من الاشياء التى تنفع الإنسان وتساعد على إستقراره
فقد جعلها الله رواسى تثبت الارض وتحافظ على توازنها كما أنها حماية للإنسان من أشياء كثيرة فهى الأكنان والاكنان هى جمع كن، وهو الكهف أو المغارة في الجبل تكون سكناً وساتراً لمن يلجأ إليها ويحتمي بها
قال تعالى:
(وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّمّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تُسْلِمُونَ) [سورة: النحل - الأية: 81].
ولكن أيه الجبال لم تتوقف إلى هذا الحد فمع هذا الوصف السابق، نجد الجبال أنها تتحرك لقوله تعالى:
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ صُنْعَ اللّهِ الّذِيَ أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ إِنّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (سورة: النمل - الأية: 88)
فسبحان الخالق الذى جعل هذه الرواسى متاع للعين ومنافع للإنسان وميزان للأرض وجعلها -وتلك الاعظم- أية تدل على خالقها ف سبحان الله
عندما نسرح بخيالنا فى تأملنا للانعام ،تلك المخلوقات التى ذللها الله لنا ،
نجد أن الحق سبحانه قد أعطانا الترف بجانب الضروريات فالدِّفْء والمنافع والأكل ضروريات للحياة،
أما الجَمال فهو من تَرَفها، فتلك الانعام تمدنا بالكثير الكثير فمن أصوافها وأوبارها وأشعارها نلبس ونفترش
ومن ألبانها نشرب و من أولادها نأكل ولنا فيها أيضا من الجمال وهو الزينة وقد تناولت سورة النحل تأملا رائعا للأنعام من جوانب شتى
فبدأت آيات المتعلقة بالأنعام بأن وضحت منفعية الأنعام بأنها دفء لنا
والمقصود هنا الثياب وما يسبب دفء الإنسان وطعام ومنها نأكل
ومن ثم تبين الايات جمال الأنعام وأنها زينة لنا وهكذا فنحن حين نتأمل الأنعام ونستشعر ما فيها من جمال
نجد أنها تتميز بقوة وتحمل كبيرين حيث تحمل أثقال الإنسان إلى بلد يعجزالإنسان عن بلوغه أبدا وهذا ما بينه الله هنا
"وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ • وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ • وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "
وغيرها من مواضع كثيرة جدا فى القرآن ولنا وقفة صغيرة عند تلك الأية
" الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون "
نجد أن الله عزوجل قال هنا بعد تعداد هذه النعم " إن ربكم لرؤوف رحيم "
وهذا ليذكرنا الله سبحانه وتعالى بأنه هوالذى قيض لنا هذه الأنعام وسخرها رحمة بنا ورافة فعلينا ان نشكر نعمه التى لا تعد ولا تحصى
فاذا تركنا السماء وأسرارها ونزلنا الى أعماق البحار والأنهار،
وجدنا شيئا عجيبا، فتلك الصفحة الزرقاء التى هى صفاء للنفوس وراحة للقلوب ،
المليئة بألوان اللؤلؤ والمرجان والتى نشرب منها ذلك الماء العذب الفرات ،
الذى هو سر الحياة والتى هى موطن لذلك اللحم الطرى الذى نتخذه غذاء ،
نجد القرآن كان أول كتاب يتحدث عن أنواع المياه بدقة فائقة ويعطينا تصنيفاً علمياً لها ويصنفها بما يتناسب مع درجة نقاوتها
فقد قال تعالى
" وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ"
كل المياه التي نراها على الأرض سواء في الأنهار أو البحيرات أو مياه الآبار
جميعها تحوي أملاحاً بنسبة لا نكاد نشعر بها ،ولكنها لا تغيب عن الله تعالى وهو خالقها.
لذلك جاء البيان الإلهي بصفة ثانية بعد عذب وهي فرات أي مستساغ المذاق بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه والتي تعطي الماء طعمه المعروف ،
بينما كلمة ملح لا تكفى وصف ماء البحر بشكل دقيق لذلك أتبعها الله بصفة أخرى هى أجاج أى زائد عن الحد،
لأننا من الناحية العلمية إذا قلنا إن هذا الماء يحوي أملاح
فإن هذا لا يعني شيئاً لأن كل المياه على الأرض فيها أملاح بنسبة أو أخرى ،
فهذا يدل على مدى بلاغة القرآن ،وهنا لفتة أخرى
" مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ "
وكما نعلم الآن أن وسائل العلم الحديث قد وصلت إلى تصوير البرزخ بين البحرين ،
ومن حكمة ربنا ورحمته بنا أن جعلهما لا يبغيان على بعضهما البعض
وفي هذه الآيات دليل واضح على أن الفصل بين البحرين بواسطة البرزخ
إنما جعله رب العالمين حتى يحفظ في كل بحر منهما موجوداته
فأكثر الحيوانات البحرية التي تعيش في المياه العذبة لا تستطيع العيش في المياه المالحة والعكس صحيح
[color=red]
|
|
|