عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2015   #3
بنت النيل


الصورة الرمزية مي محمد
مي محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 528
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 08-25-2020 (10:59 PM)
 المشاركات : 36,790 [ + ]
 التقييم :  228073882
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 201
تم شكره 564 مرة في 463 مشاركة
افتراضي



يبدو بأننا قد قاربنا الوصول إلى نهاية رحلتنا لقد أزف الرحيل وليكن الختام أروع مثال حقيقى للتأمل فى خلق الله
.
.
نشأ سيدنا إبراهيم عليه السلام في أمة تعبد الأصنام ،
وكان قومه جميعاً حتى أبوه يتخذون أصناماً آلهةً ،
فجعل ينظر ويتأمَّل وصار يُفكِّر ويتعمَّق في التفكير فراح سيدنا إبراهيم عليه السلام يبحث عن خالقه ،
ويُفكِّر ليلاً نهاراً جاهداً جادّاً في معرفة ربِّه. ونظر فيما يعكف عليه أبوه وقومه مفكِّراً متسائلاً أيمكن لصنم نحته إنسان بيده أن يكون خالقاً مربياً؟.
وهل يستطيع هذا الصنم الذي لا يقوى على أن يمسك ذاته بذاته أن يمسك السموات والأرض وأن يمد ما فيها بالحياة؟.
وذلك ما لا يقبله فكر سليم ولا يقرّه عقل ولا منطق صحيح.
وهكذا استطاع سيدنا إبراهيم عليه السلام بتفكيره أن يتحرَّر من عقيدة الوثنية التي درج عليها أبوه وقومه من قبل ،
وبعد أن قطع سيدنا إبراهيم عليه السلام مرحلتين من مراحل التفكير في سبيل الوصول إلى الحقيقة.
انتهت به الأولى أن له ربّاً عظيماً خلقه وأوجده. وانتهى في الثانية إلى إنكار أن يكون الصنم له ربّاً،
انتقل إلى مرحلة ثالثة مرحلة البحث المتواصل والتفكير الذي لا ينقطع في طلب الحق واجتلاء الحقيقة ،
وذات ليلة كان جالساً يفكِّر على جاري عادته، {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيهِ الليلُ}، وستره بظلامه {رَءَا كَوكَباً}
: شاهد كوكباً منيراً يتألَّق في السماء فقال في نفسه متسائلاً. ترى هل هذا ربي الذي يمدُّني بالحياة؟.
فلمَّا أفل الكوكب وغاب قال لا أحب الآفلين.
{فَلَمَّا رَءَا القَمَرَ بَازِغاً} مشرقاً بنوره على الكون عاودته الفكرة أيمكن أن يكون هذا القمر ربّه؟.
وتساءل في نفسه {قَالَ هَذا رَبِيّ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَمْ يَهْدِني رَبّي لأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالّينَ}.
واستمر سيدنا إبراهيم عليه السلام على تفكيره وواصل ليله بنهاره وكذلك شأن كل مشوق وحال كل صادق
{فَلَمَّا رَءَا الشَّمسَ بَازِغَةً} وقد عمَّ الأرض نورها:
{قَالَ هَذا رَبِي هَذَا أكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ}.
أدرك أن ربَّه ليس بالكوكب ولا القمر ولا الشمس فما يمكن لهذه الأجرام الآفلة على عظمتها أن تكون ربّاً،
إذ الرب لا يغيب ولا ينقطع نظره عن مخلوقاته ولو أنه انقطع طرفة عين لزالت المخلوقات كلّها وانمحت جميعها
ولم يبق لها أثر.ولمَّا استعظم ربَّه هذا الاستعظام اتجه بكل قلبه إليه:
{قَالَ يَا قَوْمِ إِني بَريء مِمَّا تُشْرِكُونَ، إِني وَجَّهتُ وَجْهيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّموات وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ}
.
.




 
 توقيع :
[img3]http://q87b.info/do.php?img=6324[/img3]


[img3]http://store1.up-00.com/2017-08/150302030675131.png[/img3]


رد مع اقتباس