[justify]من مصفح تماماً.. كنت أنوي الأنعطاف يميناً نحو العين، ولكن ثمة شيء آخر غير ما أرغب فيه.. هذه المدينة ستجبرك على الإلتفات يساراً حيث يتسع الأفق، و تشرق الشمس في منتصف المساء.. حيث يرفرف علم النهضة و المجد، هذه المدينة تختلف عن بقية المدن، إنها مدينة تستقبل زائريها وهي تركض إليهم ركضاً.. المدن يركض إليها الزوّار، بإستثناء هذه المدينة إنها هي من يركض إلى زائريها.. كان لدي احساس وانا انعطف من مصفح شمالاً أن هذه المدينة تبتلعني، تفتح ذراعيها لي و لغيري من الناس، يزداد صدرها اتساعاً و رحابة ![/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify]

هذه المدينة تنبض بالحياة، يلفها هالة من المغناطيس القوي الذي يسحب الناس إلى قلبها! وجدت نفسي في طريقي إلى العين بجوار جامع الشيخ زايد.. هكذا دون ترتيب..!

نعم إنها أبوظبي :
هذا الأسم لا يليق بها.. كان من المفترض أن تكون "أم ظبي"!
الفتنة لا تليق بالمذكر، تليق بالأنثى فقط.. الترف لا يليق إلا بكِ أنتِ.. الزينة و الدلال و الجمال لا تليق إلا بأنثى ؛! أبو ظبي تأخذ من الظبي كل أوصافة.. ساحرة متلألئة، من الأعلى تشبه ثريا تتدلى من سقف السماء، و تملأ الأفق ! ومن الأسفل جنة تتراقص على كثبانها الذهبية قطعان الظباء و شرّد الصيد ،!

إنها المدينة التي لن تضيع فيها أبدا.. كل شيء واضح، تأخذك الطرق السريعة الى حيثما تُريد.. ثمة شيء يفصل بين السكني و التجاري بشكل عام في أبو ظبي.. عندما تدخل إلى المناطق السكينة، سيتولد لديك شعور أنك خرجت من المدينة و دخلت القرية..!

هذه ميزة تمتاز بها أبو ظبي عن غيرها من عواصم الخليج؛ سترى الأيادي البيضاء للشيخ زايد، و ستقتنع بأسباب حب الشعب الإماراتي للشيخ زايد، يُقال أن حسنات الأب تصل إلى الإبن السابع.. في أبو ظبي ترجمة حقيقية لهذا القول ؛!
جامع الشيخ زايد، و جزيرة ياس و ياس مول، ومركز المعارض و الوحدة مول كلها مناطق ذهبت إليها،! ليس لدي ما أزيد عن أبو ظبي، إلا انها مدينة نموذجية، و كأن كل شيء فيها آلي، و صنع بواسطة كائن آلي، و الطرق آلية.. و المرور آلي، و الأنظمة آلية.. و الخدمات آلية .. ربما تعتقدون أنني ابالغ.. حسناً ؛ أذهبوا إلى ابو ظبي وقولوا لي كلاماً آخر غير هذا الكلام ؛
لم أعنون هذا الأعتراف بـ أبو ظبي :

كبقية المدن أعلاه، لإنها معرفة و ليست نكرة !

[/justify]