[justify]

هذا اليوم لا يعني لي شيء .. إلا أنه مر دون أن ادوّنه أو اعرف هل هو الخميس أو الأثنين أو اي يوم آخر من هذه الأيام التي تمر هكذا بوجه باهت و ملامح باهتة.. كثيرة هي الأسابيع التي تشبه وجوه لا نعرفها، وجوه لأول مرة نقابلها في محطة وقود أو حتى في دورة مياه على طريق الكويت الدولي .. لدي حماقة دائماً ما توقعني في مشاكل مع الغرباء و عابري السبيل ..!

عندما أخلو بذاتي .. أبدأ في التحدث بشكل تلقائي، ولا أعرف مع من.. أو لماذا؟ أو ماهي حتى الدوافع.. لدي قناعة أن هذه الحالة غير طبيعية.. و ربما تكون مؤشر على بداية أزمة نفسية ، قد أشتم الذي أمامي بصوت خافت، ربما أنتقد مظهره.. ربما أشير له بالأصبع الوسطى .. ربما أدعوه للتناول القهوة في أي مكان من هذا العالم المهووس.. ربما أًبلغ عليه الهيئة بداعي التحرش بأعمدة الإنارة ومحاولة مضاجعة القطط السائبة ؛!

قبل أسبوع في أحد مولات هذا العالم المنافق صادفت مراهق ربما يبلغ وزنه المئتين كيلو.. شتمته بصوت منخفض.. وشتمت أهل و ذويه حتى وصلت إلى الجد العاشر.. لم أكن أتوقع أن هذا الفُقمه سوف يسمعني.. لاعتقادي أنه كائن متخمر.. يسير على الأرض حسب توجيهات قرنيّ الاستشعار.. فمثل هؤلاء كنت أعتقد أن عقولهم قد تحولت إلى كتل من الشحم الفاسد، وأنهم أصبحوا عالات.. وعاهات على هذا الكوكب.. إلا أن هذا المخلوق بادلني نفس الشتيمه، و أتهمني بالفسوق.. و الفجور.. و قال لي بالحرف الواحد " لعنة الله عليك يا حيوان " ..!

و قتها تذكرت أني لم أقرأ الأذكار، و لم أقرأ أدعيتي المأثورة .. استعذت بالله من الشيطان ومن الفقم المتناثرة من المحيط إلى الخليج، و خرجت من المكان الموبوء على وجه السرعة ؛

لاتنسوا أذكاركم فإنها حرزٌ لكم من كل مكروه، وفقمة

؛[/justify]