عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2016   #42


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 03-30-2024 (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

بناء البيت المُسلم والعلاقة بين الزوجين ...( الجزء 12 )



[frame="2 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الاخوة الافاضل
والاخوات الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد أن مرّ على الزوجين كل الظروف والمراحل
من اختيار وخِطبة وموافقة وقبول وإيجاب وإستعداد لبدء
حياة جديدة وبناء عائلة المٌفترض
أن تكون مُسلمة على المنهج الأسلامي
النظيف ، لتحقيق سُنة الله لعبادة وهي التكاثر لتكوين مُجتمعات
توحد الله وتعبده ، وتشكر نعمائه عليهم ...
ولايأتي تكوين المجتمع وتكاثره إلا بالزواج الشرعي المُوصي به
من قِبل كل الشرائع الدينية ،
فهكذا تتكون المجتمعات ،
وفي ديننا الحنيف المُتكامل والذي أرتضاه الله لنا ، وجعله
هو الدين السائد في الأرض ففي قوله تعالى
( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ) ....المائدة 3
فوجب أن لا نخشى الذين كفروا ، أو نتبع مِللهم وشرائعم
لانها ناقصة ومُحرّفة وغير صالحة للتطبيق ،
فنبهنا الله سبحانه وتعالى
لهذا الأمر ، وبيّن لنا أن شريعتنا وديننا هي العروة الوثقى
فلم يأتي ديننا الحنيف بنواقص أو إبهامات تجعلنا
نبحث عن مصادر اخرى لتجيب لنا عن تساؤلاتنا على كل
مانحتاجه في حياتنا
فعندما خلق الله الخلق ،
أرسل لهم رسالات لتبين لهم طُرق معيشتهم
وإرشادهم للشرائع والتشريعات وحتى المُعاملات في مابينهم
ويكفينا شرف نحن المسلمين
أن ديننا لم يغفل على شاردة او واردة
تحيط بحياتنا ، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أوضح خلال 23 سنة ،
كل شيء نحتاجة لديننا ولمعاشنا ولعاقبة أمرنا
فطوال هذه المُدة ، ثبّت التشريعات والمفاهيم لكل شيء
بدء من التوحيد وإنتهاء بالمعاملات العامة بين الناس وبين
المعاملات الخاصة جدا بين الأزواج ....
فلا نحتاج لعلماء أو فلاسفة أو عباقرة نصرانيين ليعلمونا
حتى كيف نتعامل مع بعضنا وبالتحديد مع أزواجنا ....
فما نحتاجه لبناء حياتنا ومجتمعاتنا وأُسرنا ، الا فهم ديننا
وتطبيقه وأتخاذه منهج وتشريع
وطريق لبناء مانحتاجه لمجتمعاتنا....
وما طفو المشاكل والمُنغصات والتردي الحاصل في مجتمعاتنا
المُسلمة ، الا لأبتعادنا
عن المنهل الأصلي الحقيقي لفهم المجريات
فلوا فهم كل مسلم ومسلمة ماعليهم ومالهم من حقوق وواجبات
وتنفيذ ماوصلنا من صحيح عن النبى وصحابته الأبرار
لما حصل لنا ماحصل من إبتعاد عن المنهج القويم
وأتخاذ مفاهيم خاطئة ، جعلت من مجتمعاتنا ، فريسة
لمفاهيم أثرت تأثير سلبي
على بناء الأسرة ، من جهل وعدم معرفة
ومن ضِعف تنفيذ لأوامر ونواهي وتحذيرات تشريعاتنا
فكل المشاكل البارزة على سطع مجتمعاتنا وعائلاتنا
المليئة في قاعات المحاكم ، نتاجها عدم فهم الحقوق والواجبات
بين الازواج ، وعدم الأهتمام ببناء الأسرة المسلمة الحقيقية ...
والزواج هو الخطوة الأولى لبناء الأسرة المسلمة
فإن فَهِمَ الرجل والمرأة مالهم وماعليهم
في إولى ليلتهم ، لنجحوا في بناء أساس سليم لعائلة مسلمة
ولأستمرت حياتهم هانئة سعيدة مليئة بالحب المنشود....
وهنا قد يقول قائل ....
، كل شيء واضح ومفهوم
فلا داعي لشرحه وبيانه ،
فنحن أرفع من أن نقرأ أو نفهم تعاملاتنا
الخاصة مع زواجاتنا ، فهذه امور طبيعية ،
حتى الحيوانات تفهمها
هنا نقول نعم فالحيوانات ( أكرمكم الله )
لم ترتكب أخطاء في مابينها ،
فلم نشاهد أو نعلم أن الفرس أشتكت
من تصرف شائن من الحصان .....
أو تذمر الأسد من تصرف أنثاه...
لماذا......؟
لأنهم يتصرفون بغريزة طبيعية أرشدتهم لها تكوينهم الحيواني
البهيمي الذي وضعه الله كطريق وتشريع لهم
فلم يخالفوه أو يبدلوه ....
فهل رأيت مرة أن أسد جالس في قاعات
المحاكم وهو مهموم يشتكي من لبوته
لانها أساءت له ....؟
أو فرس جالسة في أحد ردهات المحاكم
المدنية وهي تستحي أن تشتكي على
فرسها لانه قصّر في حقوقها الشرعية...؟

أما نحن معشر البشر وبالتحديد المسلمين والمسلمات
نرتكتب من الأخطاء والمخالفات الشيء الكثير....
وإلاّ لماذا أزدحمت قاعات المحاكم بالقضايا الشخصية الخاصة
بين الأزواج ، ولما تشردت أُسر وضياع أبناء ،
ولما كثُرت ارتكاب معاصي الزناء خارج النطاق الأسري ....
فهناك مفاهيم خاطئة سوى في أول ليلة
أو حتى في التعاملات بين الأزواج ، تم جلبها وتبنيها من ثقافات
الجُهلاء والمنحرفون والبعيدي كل البُعد عن التشريعات
والقريبي كل القُرب من الثقافات
البالية الغربية وحتى العربية القديمة

المليئة بالأخطاء الشائعة
والتى تستمر في الظهور في هذا العصر...
هل تعلمون أخوتنا الكرام
أن هناك الكثير من العائلات ، وبالتحديد خلف أبواب بيوتهم
يشكون ويشتكون من مُنغصات ، يتظاهرون بالحياء والأستحياء
من ذكرها علناً والتحدث بشأنها ، مخافة تهكمات المُجتمع
أو الأفراد وحتى الازواج والزوجات أنفسهم ...
مما يجعلهم في جلساتهم الخاصة مع أنفسهم أحياناً
أو معى أصحابهم والمقربون منهم ...
يتكلمون همساً عن مشاكلهم
حتى تتفاقم ، وتكبر وتتضخم وعندها تمتليء قاعات المحاكم
المُغلق أبوابها في جلسات خاصة بين الأزواج
لحل ماعلق في أذهانهم من أخطاء عشعشت في تفكيرهم سنوات
حتى وصلت للطلاق والأنفصال ....
السؤال هنا
لماذا لانفهم ماعلينا ومالنا منذ البداية
من أول ليلة لنا مع زوجاتنا وأزواجنا ،
وحتى وأن لم نفهم منذ البداية
نتعلم ونُصلح حالنا ونعرف كيف نتعامل في مابيننا
من خلال تشريعنا وديننا وهدينا ......؟
لماذا نُقرن دائماً مصطلحات الرجولة في عدم التحدث عن
مايُسعد مسار حياتنا الشخصية
ليكون لنا بيت وعائلة ومن ثم مُجتمع
سليم خالي من تهميش حقوق زوجاتنا وأزواجنا
وإطلاق مُصطلحات مثل
( العيب ، وعدم الأستحياء ، وسوء التربية )
على كل زوجة أو زوج يريد
فهم ماله وماعليه او مالها وماعليها....
في الوقت نفسه نشعر بألم ومنغصات تجعل من تعاملاتنا
مع زوجاتنا وأزواجنا ،
فيها الكثير من النفاق والمجاملة والخوف...
فنستبدل ذلك بأرتكاب المعاصي خارج النطاق الأسري
هنا يبدأ بناء البيت المُسلم بالأنهيار والفساد ....
فأن لم نفعل فلننتظر التعقيد
والعُقد النفسية التى تلازمنا طوال حياتنا ...؟
أخوتنا الكرام
من خلال هذا الموضوع الخاص
بتكوين أساس لبناء أسرة مسلمة
سعيدة هانئة مُحبة يربطها الحُب والود والوئام .....
سنوضح كل الملابسات والأخطاء وبكل صراحة ووضوح
في كيف جاء تشريعنا بأتباعها
وكيف حرّفنا نحن هذا التشريع وأتبعنا مفاهيم خاطئة .....
فالأحتفالية الخاصة بالزواج
كالذي حدث للسيدة فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم
عندما جاء يوم زواجها من على ابن أبى طالب ، ركبت الهودج
وكان يمسك بزمام الفرس سلمان الفارسي
ومن خلفها مشى كل رجال الصحابة وقد رفعوا السيوف إلى أعلى من باب الفخر والمباهاة وأحاطت
بها نساء الصحابة طوال الزفة حتى وصلت إلى بيتها
وعند الوصول إلى بيتها تم الذبح وأقيمت
الولائم التي دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم....
أما نحن في هذا العصر فالمواكب الطويلة
والمنبهات في الطرقات العامة والصياح والتهريج
وحدوث الحوادث وذهاب ضحايا سبب التهور
والطيش في القيادة في مواكب العروس أو العريس.... .
ليلة الزفاف
( الدُخلة )
ليلة الزفاف وبالتحديد ليلة الأجتماع الأول واللقاء المُرتقب الأول
والمُسمى ( بليلة الدُخلة ) والتى تعددت أسماء وصفات
تُطلق عليها ، تبعاً للشعور السائد فيها من حُب ووئام
وفتح صفحة جديدة وبناء أولى الأساسات لأسرة وعائلة سليمة
فمنهم من يسميها ( ليلة العمر ، وليلة الزفاف ، وليلة البناء ،
وليلة أجتماع الاحبة )....
وهذه الليلة الكل متشوق لها بالتحديد العروس والعريس
فينتظرانها بفارغ الصبر وبمزيج من السعادة ، والخوف
والرهبة والأرتباك .والتوتر...
فبالطبيعي طالما هي مُنشدة وغاية فيها الحُب والسعادة
فوجب ان يبدأها العريس والعروس بما يُسعدهم
ويريحهم ويقوي عزيمتهم ..
ولايكون ذلك كما يفعل بعض العُرسان ، من تعاطي المنشطات
والمنبهات من خمور ومُذهبات للعقل ،
بحجة إزاحة الخوف والرهبة...
بل يكون بالأتي :
1. إفشاء السلام إثناء الدخول ...
بعد أن يستقبل العريس عروسته ووجب ان يفهم ويستوعب
الحالة النفسية لبعضهم والتعب
والأرهاق طوال الأستعداد لهذه الليلة
فهناك متاعب جسدية ومتاعب نفسية مختلطة ...
وعلى هذا الأساس وجب الرجوع للهدي النبوي الشريف
ورؤية كيف هو التصرف الصحيح لأول لقاء يجمعهما تحت سقف واحد
فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث
الذي رواه أنس بن مالك :
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يابُني إذا دخلت على أهلك ،
فسلّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك ....رواه الترمذي
فليتبع وتتبع كل عروس وعريس الهدي النبوي الشريف
في كيفية التعامل مع هذه الليلة المنشودة
وهو كالأتي:
2 .الصلاة ركعتين تبركاً وطلب البركة....
ولفتح آفاق رحبة من السكينة والهدوء
والطمأنينة وتكون فاتحة خير لهما
فقد ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
في كيف تعامل مع أبنته فاطمة رضي الله عنها ، في زواجها
من علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ليلة زفافهما...
فقال النبي لعلي بن أبي طالب في وداعه له :
ياعلي أنتظرني حتى آتيكما.....
أراد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن يكون
أخر إنسان جلس مع الزوجين قبل إغلاق الباب عليهما ....
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم
عليهما وهم جلوس ينتظرونه
فقال:
هات يدك ياعلي وهاتِ يدك يافاطمة
، ثم وضع اليدين فوق بعضهما وبدأ يدعوا :
اللهم إن هذه أبنتي وأحب الناس الى قلبي وإن هذا أخي وأعز
الناس الي قلبي ، اللهم بارك لهما
وبارك عليهما وأجمع بينهما في خير .....
ثم أخذ يد علي ووضعها على رأس فاطمة وقال له أن يردد:
اللهم أني أسألك خيرها وخير ماخُلقت له .....
وقام النبي صلى الله عليه وسلم ومشى حتى باب البيت
ثم إلتفت إلى علي وقال :
ياعلي أوصيك بفاطمة خيراً ، إستودعكما الله
ولا تنسيا أن تصليا ركعتين.......
3. الدعاء المُستحب في هذه الليلة ...
فإن من هدي النبي صلى الله عليه
وسلم في هذه الليلة أن يبدأ الزوج بالدعاء
فيضع يده على رأس زوجته ويقول
اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه
وأعوذ بك من شرها ومن شر ماجبلت عليه ...رواه أبو داود
من هنا اخوتنا الكرام وجبت سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في صلاة ركعتين في أول ليلة تجمع العروسين ببعض...
فيصلي بزوجته ركعتين ....
4. الترفيه عنها وملاطفتها
فوجب أن يكسر حاجز الرهبة والأستحياء والخوف
ويحادثها ويؤانسها ، كل ذلك لتذهب وحشة هذا الليلة
ورهبتها ، ويتبادلان الشراب والأكل لزيادة في الأطمئنان...
حيث حدثت أسماء بنت يزيد بن السكن حين قالت:
إني قينت ( جهزت وزينت )
عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم جئته فدعوته لجلوتها ( بيتها ) فجاء فجلس إلي جانبها
فاتى بعِس ( قدح ) لبن ، فشرب منه ثم ناولها
النبي صلى الله عليه وسلم ، فخفضت رأسها ( إستحيت )
فقالت أسماء :
فانتهرتها وقلت لها:
خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم ،
فأخذت فشربت شيئاً ، ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم
أعطي تربك ...قالت أسماء :
فقلت: يارسول الله بل خذه فأشرب منه ثم ناولنيه من يدك
فاخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت: فجلست ثم وضعته على
ركبتي ، ثم طفقت أديره وأتبعه بشفتي لأصيب منه مكان
شُرب النبي صلى الله عليه وسلم....
ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن ( أعطيهن )...
فقُلن : لانشتهيه يارسول الله
فقال عليه الصلاة والسلام :
لا تجمعن جوعاً وكذباً .....رواه الترمذي
أخوتنا الكرام
لماذا كل هذا الخوف والوجل والرهبة من هذه الليلة
سوى من الزوج او الزوجة ......؟
وهل هناك أمر يستدعي كل هذه المشاعر المختلطة
التى تزيد من حِدة التوتر والانقباض في أول لقاء بين الحبيبين...؟
وهل هذه الليلة هي إمتحان لبيان العِفة من عدمها
من خلال ماسيتم فعله فيها ......؟
وهل مايحصل في هذه الليلة هو تآلف وحُب
أم هو أغتصاب فعلي وشائن .....؟
كل ذلك وأكثر سيتم معرفته في الجزء الثالث عشر
بأذن الله
تقديري وأمتناني لكم
فجعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها
[/frame]




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 03-03-2016 الساعة 10:31 PM

رد مع اقتباس