عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2016   #5


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,919 مرة في 1,166 مشاركة
افتراضي



(4) وقال تعالى: {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُون}
[المائدة : 23]

هذه وصية عظيمة قالها رجلان من الذين يخافون الله تعالى، تعتبر أصلا في كسر جدار
الذل والهوان والخوف الذي استسلم له كثير من الناس، وظنوا - إن لم يوقنوا -
أنه لا سبيل للخلاص مما هم فيه من تسلط الطغاة والجبارين.
وهذا الشعور لا سبيل مع وجوده إلى نصر أو عزة وكرامة، ولا يمكن
معه التفكير في المقاومة، فضلاً عن المهاجمة والمطالبة.
فلا بد من كسر ذلك الحاجز النفسي، والثورة على تلك النفس الراضية بالذل والهوان،
وهو ما أرشدت إليه هذه الوصية الحكيمة، فهم لم يطلبوا من قومهم مواجهة الجبارين،
بل اكتفوا بأمرهم بدخول الباب عليهم، وهذا الدخول يمثل كسر حالة الضعف
والجبن والخور الذي وصلوا إليها، كما يدل على ذلك سياق الآيات الكريمة، فهم القائلون:
{إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ}
[المائدة : 22]،
{إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}
[المائدة : 24].
فلن ننتصر على أعدائنا حتى ننتصر على نفوسنا، ولن نتجرأ على الإنكار
والاحتساب والإصلاح حتى نكسر أبواب الخوف والذل والهوان.
وهذه الوصية القرآنية جديرة بالتأمل من المسلمين عموماً، والدعاة منهم خصوصاً؛
أما بالنسبة لعموم المسلمين، فبعد أن رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة، وركنوا
لزخرفها وبهرجها، وفَقَد الكثير منهم روح المبادرة، وحب العمل، وقوة العزيمة،
استدعى الحال الوقوف عند هذه الآية، والتأمل في مضمونها وأسرارها، والعمل بمقتضاها وفحواها.

وأما الدعاة فالمطلوب منهم المبادرة بالدعوة، واقتحام الأبواب المغلقة من قبل الجبارين،
والمستكبرين في الأرض، والصادين عن ذكر الله، والمانعين لكلمة الحق من الوصول،
والقاطعين لما أمر الله به أن يوصل. فكل هذه الأبواب يجب على دعاة الحق اقتحامها
وولوجها بكل سبيل متاح، ليقذفوا حقهم على باطل حراسها،
{بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغَهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء:18].
إن اقتحام الأبواب الموصدة سنة دعوية، ترشد إلى اقتحام الأبواب -كل الأبواب الممكنة -،
وهذا يستدعي وجود الدعاة والعاملين للإسلام في كل ساحة وباحة، ومكان وميدان،
وبيت وناد، وشارع وطريق...لا بد من حضورهم وشهودهم واقتحامهم،
بعد ما خلت كثير من الساحات والميادين من التحقق بالإسلام، وانفرد الشيطان
وحزبه بتلك الساحات، وانحصر العمل الدعوي ضمن نطاق ضيق محدود.
إن اقتحام العقبات، وولوج الأبواب، والأخذ بزمام المبادرات أمر ملح،
خصوصاً في أوقات الأزمات، ونزول الملمات، كي يكون أصحاب الدعوات
على مستوى الخطوب والأحداث.

*
*
*
يتبع




 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس