الموضوع: قيثارة الحنين
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-15-2011
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 5200 يوم
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم : 119
 معدل التقييم : الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي قيثارة الحنين




قيثارة الحنين



أجلس في غرفتي الغارقة في الفوضى..أشياء كثيرة تحاصرني ،تلتف حول عنقي..أنا الباحثة عن محطات للفرح، عن مرافئ للحنان تحط عليها حيرتي وضياعي...
أتمدد في تابوت غربتي وحيدة متألمة ، وبين أهدابي يركض وجع السؤال:هل ثمة طريق نسلكه للخروج من شرنقة الأفكار المعتمة الضاربة في الصدأ والنسيان؟..
أجد نفسي أشرد فيه وكأن ذكرياته عالمي الخاص ، أخبئ في كل مناطق الذاكرة السرية رائحته وظلاله و نبضاته الراعشة ، ولا أسمح
لأحد غيره بالتجول فيها .عبثا أخرس صوت الماضي وألتقط خيوطه .. عبثا أفكر به وأستخرج صورته من أعماقي...
كنت منجذبة إليه ، مسحورة.. معه كنت أشعر أنني خارج الزمان والمكان ، وأن صوتي الداخلي متناغم مع ضربات قلبه وإيقاعه..
معه جلست على ناصية الفرح ،أطلقت شهقة الدهشة، وأدركت كيف تصير الزهرة الذابلة برعما يانعا في حديقة العمر ..
معه أضاءت أبجدية الحب في قلبي ، وكونت صداقة لزجة حتى صرت أومن أن مع الحب لا يأس ولا حرمان.
أتذكر أول مرة صارحني فيها بحبه .شعرت أن موجات صوته الهادئ تسبح في شراييني ، تنغرس في أحشائي وهو
يقول لي أنه لا يريد أن يفقدني لأي سبب كان ، وأنه يرغب أن يصنع وإياي مصيرا مشتركا ، وأن الحب وحده
البديل عن ضياعنا ومتاعبنا،وحده يضفي على حياتنا قيمة ومعنى، ووحده الملاذ...
تأملته نشوى بعذوبة كلماته ، وفرحة مكتومة تعربد في ضلوعي ..أحسستها صادقة كما لم أحسها من قبل ،
شعرت أنني سعيدة بطريقة ما ، وأنني أملك العالم كله بين يدي ..
عبثا أذيب ذكراه في خاطري ، وأمحو ذلك الشعور بالألم الذي يرافقني كلما تعايشت مع ذكراه..
ألملم ذاتي الممزقة ،أبكي زمني الهارب ، ضعفي ، وحلمي المشلول .أمسك بقلبي وأعصره ..أحاول أن أعدم هذا
الإحساس الرائع الذي يتحرك داخلي ، أن أخلع ثوب الماضي المهترئ ، وأمضي صوب الآتي ، وفي أعماقي يقطن
ذلك الوجع العميق .. فكل المفاهيم اختلطت ..كل المبادئ تشوهت..لم يعد هناك ما يبهرني ، يهزني ، أو يثير
دهشتي بعد أن فقدت قدرتي على الألم والصمود والمحبة ، وكففت عن اللامبالاة بكل القيم بما فيها الحب.
لكن عبثا أحرق سفن الماضي ، وأضرم النار في ذكرياتي ..عبثا أستعيد كل التفاصيل الجميلة خارج دائرةالوجع ..
عبثا أتذكر كلماته ,ضحكاته وتلك الومضة التي اعتقدتها مشعة في عينيه وأتساءل: كل تلك اللحظات العذبة
المشحونة بالصدق -كما اعتبرتها- المتصلة بالقلب والعقل أين تمضي ؟أم أن القدر يريد أن يذكرني أن الحب
لحظات أنس عابرة ، وأن لا أحد يستطيع أن يصنع مصيرا مشتركا مع الآخر، وأن حواراتنا وثرثراتنا
ليست سوى أقنعة لألف مأساة تعشعش في دمنا وكياننا..








المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون


رد مع اقتباس