كنت دائما أراهن على نجاحي وكان النجاح دوما حليفي..-
إلى أن أصبحت أماً !!-
واكتشفت أنها أصعب وظيفة يمكن أن يتحملها كائن حي..-
وظيفة بدوام كامل 24 ساعة لا انقطاع ولا امتناع..-
لا إجازات ولا اعتذارات!-
لا يمكنني أن أمرض،لا يمكن أن أؤجل أمومتي كما أجلت امتحاني..-
و لا يمكنني أن أكون الأولى في الأمومة
فليس لها شهادات نجاح!-
ولا شهادات تقدير ولا خبرة ولا تُعتمد من أي جامعة!!-
شروطها جدا صعبة..-
ففيها أحاول أن أتعلم كيف أكون حازمة مرنة حاسمة حانية قريبة..!-
فيها اضطررت أن أبدل أولوياتي وخصوصياتي وانشغالاتي !!
فيها عزيزتي الأم تتعلمين كيف أنه لابد من تغيير حياتك وأيامك..-
و كيف تتخلين عن ملابسك المفضلة وكعبك العالي.. !-
وعن أظافر لطالما اهتممتِ بشكلها وجمالها..-
وشعر ربما اخترت له قصة قصيرة مؤقتا ريثما تضبطين أوضاعك.!!-
فيها ستجربين شعور كيف أن زوجك ينام قبلك الف مرة ..
وانت بجانبه ورضيعك على يدك تبكين مرة وتضحكين مرة في منتصف الليل!-
.
يا رباه ..-
لم أعد أستطيع التفوق كما كنت !!-
ولم أعد أستطيع الاعتماد على علمي وثقافتي !!-
لم يكن سهلاً علي أبدا استبدال كريم الصباح بقيء طفل صغير..-
ولا استبدال عطري المفضل برائحة البودرة على نعومتها.. !-
ليس سهلا أبدا ان أرى شعري يتساقط خصلات خصلات !!-
أو أن أتخلي قليلا عن هواياتي ..
قراءاتي وتطلعاتي !-
ليس بالأمر الهين أن تكوني معلمة ومدرسة وممرضة
ومرضعة وقارئة قصص ومدربة في نفس الوقت !! ✋
صدقا لا أدري أي فطرة وضعها الله داخل الأم لتكون بالحكمة والحماقة معاً لكي تحب لهذا الحد !-
وتصنع ما تصنع كل يوم بنفس الحماس!-
لا أدري أي فطرة دفعها الله داخل الأم لتحب هذا الكائن المزعج بل وتتمنى إرضاءه وسعادته ورؤية الابتسامة على وجهه !-
لا أدري ما السر في دفء الشعور الذي يُخلّفه قُبلة من هذا المخلوق الذى يتغذى عليها ومنها وبها..-
صدقا ..-
إن يوماً مضنياً طويلاً من العمل أو الدراسة هو أسهل من محاولة تهدئة طفل صغير!-
أو إقناعه بكتابة حرف في دفتره وهو مصمم على اللعب!-
حقا إدارة شركة أسهل من إدارة مجموعة من الأطفال الصغار..
ومن مكاني هذا أقدم الدعاء الخالص لكل أم...-
من أصابت ومن أخطأت !
يكفيك شرف الحب والمثابرة..-
يكفيك شرف الأمومة والتي أعدها أصعب وظيفة،
أصعب امتحان، أصعب مدرسة..-
وأعمق شعور-
شكراً أيتها الام . :

:
ورحم الله كل أم
💔